أكثر من 2300 أفادوا من مشروع لدعم الناجين الايزيديين من غزوة داعش

ضمن برنامج إنساني استمر لعام كامل
نينوى ـ خدر خلات:

تمكنت إحدى منظمات المجتمع المدني من تنفيذ مشروع استمر لمدة عام كامل استهدف الايزيديين الناجين من غزوة تنظيم داعش الإرهابي وأولئك الذين يعيشون كنازحين في مخيمات بمحافظة دهوك، إذ أن الحصيلة الكلية بلغت 2344 مستفيدا من هذا المشروع.
ويقول الناشط الإعلامي الايزيدي كاوة عيد ختاري مسؤول منظمة جفين لتنمية المجتمع في حديث الى “الصباح الجديد” إن “الكارثة التي أصابت المجتمع الايزيدي بعد اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لقضاء سنجار خاصة، تتطلب عملا شاقا واستراتيجيا يستهدف جوانب عدة من ضحايا تلك الغزوة، لان الدعم الاغاثي والانساني الفوري ينتهي عند تأمين سلامة الهاربين من اية اخطار، ثم تبدأ بعدها عمليات المساعدة الحقيقية، وينبغي ان تستمر اعمال الدعم الى سنوات من اجل تجاوز ما اصاب هؤلاء الابرياء من مختلف الشرائح الاجتماعية، حيث هنالك حاجة ماسة لتقديم الدعم ضمن مفاصل قد لا تخطر الا على بال من يعيش تلك المحنة ويتعايش مع ضحايا واقربائهم”.
واضاف “من هذا المنطلق، كان لمنظمتنا منظمة جفين لتنمية المجتمع، مشروع كامل استمر لمدة عام كامل، وبدعم لا محدود من الشخصية الايزيدية المعروفة بشير كورية، وانطلق مشروعنا في الثاني عشر من تموز من العام الفائت 2017 وانتهى قبل بضعة اسابيع، تحت عنوان (معا لدعم الناجيات الايزيديات) حيث استفاد من مشروعنا 2344 ناجيا ونازحا من ضحايا هجمة داعش البربرية على سنجار”.
وبحسب ختاري فقد “تم تقسيم المشروع إلى اربعة مراحل، المرحلة الأولى تضمنت دعم الناجيات الايزيديات بمبالغ مادية، اما المرحلة الثانية فكانت لاجل دعم الاطفال الأيتام بمبالغ مادية، بينما المرحلة الثالثة خصصت لدعم المحتاجين، المعوزين والعائلات المتعففة و النازحين بمبالغ مادية، اما المرحلة الأخيرة فكانت غلق المشروع ودعم عدد من الناجيات الايزيديات وتكريم عدد من الشخصيات الإنسانية بدرع المنظمة في احتفال اقيم بمحافظة دهوك”.
ومضى بالقول “بعد مضي عام على اطلاق مشروعنا الذي استهدف كما قلنا الناجيات الايزيديات، الفقراء والمحتاجين، الأطفال الأيتام، فان عدد المستفيدين بشكل مباشر من المشروع كان 240 ناجية ايزيدية من أعمار 9 اعوام إلى 45 عاما، و 146 طفلا من الأيتام الايزيديين من كلا الجنسين، و 84 من الفقراء والنازحين، و 9 من المرضى المصابين بإمراض مزمنة من كلا الجنسين، اضافة الى انه كان هنالك 479 شخصا من المستفيدين من الناجيات والأطفال الأيتام و الفقراء و النازحين بشكل مباشر من المشروع”.
ونوه ختاري الى ان “عن المستفيدين من المشروع بشكل غير مباشر فقد كان 1200 شخص مستفيد من عائلات الناجيات الايزيديات، و 200 شخص مستفيد من عائلات الأطفال الأيتام من كلا الجنسين، و 420 شخصا مستفيدا من عائلات الفقراء و النازحين، اضافة الى 45 شخصا مستفيد من عائلات المصابين بالأمراض المزمنة من كلا الجنسين و 1865 شخصا مستفيدا من أربع مراحل المشروع”.
لافتا الى ان “دعم النازحين في المخيمات يتطلب التعايش معهم والاستماع لقصصهم ومعاناتهم، من اجل تشخيص كيفية يمكن مساعدتهم بطرق جديدة سواء كانت تقليدية او غير تقليدية، ومثلما هنالك برامج عديدة للتأهيل النفسي للنازحين والمتضررين وضحايا هجمة داعش، فان هنالك برامج دعم مادية واغاثية تقليدية، لكن بعض النازحين لهم احتياجات قد لا تدخل ببرامج المنظمات، لان لكل مجتمع احتياجاته التي قد يتميز بها عن المجتمعات الاخرى”.
ويرى ختاري انه “يمكن تطبيق هكذا مشاريع استراتيجية في عموم العراق وفي اية منطقة بها مخيمات للنازحين والهاربين من بطش داعش ومن الحروب او حتى الكوارث الطبيعية، لأنه يبدو ان اقامة النازحين في مخيماتهم ستستمر لفترات طويلة ستتجاوز اية توقعات رسمها افضل المتفائلين”.
وتابع “مثلا ومن اجل دعم المحتاجين ماديا، ينبغي التواصل معهم بشكل مباشر وتسليم المبالغ المالية بأيديهم بعيدا عن الكاميرات، وليس عبر وسطاء قد لا يوصلون المبلغ كاملا، لان من يحدد قيم تلك المبالغ وضع امام عيناه افتتاح مشروع بسيط وصغير لاستحداث او ايجاد مصدر رزق جديد للأسرة النازحة، و اي نقص بالمبلغ قد لا يؤدي الغرض منه وبالتالي يذهب سدى، لهذا فان التواصل مع المستهدفين يخلق أجواء من الثقة بين النازح والجهة المانحة وبالتالي نحصل على معلومات نحن في امس الحاجة لها من اجل تقديم افضل الخدمات الانسانية للنازحين من ضحايا النزاعات”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة