قضية للمناقشة أمام وزارة التربية..
بغداد- وداد ابراهيم:
ملف التعليم يعد من الملفات الشائكة، وما أن نتطرق الى أي موضوع تعليمي يعنى بالمدارس علينا أن نطرق الكثير من الأبواب، للوقوف على الحقيقة بنحو جلي، لا سيما بعد انتشار ظاهرة المدارس الأهلية، والمناهج الجديدة التي غزت المدارس، وما حدث في الأسابيع الماضية، والأسبوع الحالي، هو انتقال عدد كبير من طلبة المدارس الحكومية الى المدارس الأهلية.
أجور عالية
بعد مرور شهرين على بدء الدراسة، وجدت ان المستوى الدراسي لابنتي تراجع، لا سيما أني كنت أجد صعوبة في مساعدتها على أداء واجباتها المدرسية، فكرت بأن اسلك طريق الدروس الخصوصية، وقد وجدته الحل الأمثل، لكني فوجئت بالمبالغ العالية التي يطلبها بعض المدرسين، ما اضطرني لاختصار الطريق ونقلها الى مدرسة أهلية، وبعد ان اطلعت على منهاج المدرسة، عرفت ان المدرسة تزود التلاميذ بالكتب، والزي الموحد، والأهم من كل ذلك، الواجبات اليومية تنجز بالمدرسة، فيعود الطالب الى البيت ليرتاح من عناء الدراسة، وهذا يعني تجاوز الكثير من المشكلات التي تتولد في البيت جرّاء التواصل مع المدرسة.
هذا ما تحدثت به السيدة أسيل علي وأضافت: ما أدهشني ان طلبة الصف الواحد لا يتجاوزون العشرة، وهذا يعطي فرصة للطالب للمشاركة في الدرس، وتعزيز الثقة في نفسه، وما حدث فعلًا ان المستوى الدراسي لابنتي قد تغير كثيرًا، وزادت حماستها للدراسة، واجد انها ستحقق نجاحاً نهاية العام الدراسي.
السيدة عفاف قالت: كنت قد زودت المدرسة الاهلية بما يؤيد بأن زوجي شهيد، فحصلت على تخفيض لا بأس به لأجور الدراسة، ووجدت ان المدرسة لا تشبه المدارس الحكومية، في أسلوب التدريس، والتعامل مع الطالب، وهذا ما نتمناه ان يكون في المدارس الحكومية، لان المدارس الاهلية اجورها عالية جداً.
مرونة أكثر
غازي كاظم عبد مدير مدرسة زها حديد الاهلية قال: عملت لمدة40 سنة في المدراس الحكومية، فامتلكت الخبرة التربوية الكافية للعمل مرة أخرى كمدير لمدرسة اهلية، لذا اعمل بما يتطلبه العمل التربوي، مع مرونة في التعامل مع الملاكات التدريسية، وبنحو عام لم أكن أتعامل به من قبل في المدارس الحكومية، لأني اعمل في مؤسسة فيها حرية في عرض خبرتي التربوية.
اما عن سبب لجوء الطلبة في الفصل الدراسي الاول الى المدارس الاهلية فقال: في الحقيقة ان المدارس الحكومية فيها افضل المدرسين لكن الإعداد الهائلة للتلاميذ في الصف الواحد يضعف قابلية المعلم في السيطرة على المنهاج ورفع مستوى التلميذ، وما تحققه المدارس الأهلية من مستوى تدرسي عالٍ، اولًا، لقلة عدد التلاميذ، ما يعطي الفرصة للمعلم لاحتواء المنهج، وإعطاء فرصة كبيرة للطالب للمشاركة اليومية، كما ان المدرسين العاملين معي من خريجي الجامعات، ومنهم من لدية خبرة كبيرة في التدريس، من جانب آخر يصطدم المعلم، والطالب بالمناهج الجديدة، مثلًا، ارسلت لنا مديرية التربية اشعارًا بتوزيع كتاب الرياضيات المطور للصف الرابع الابتدائي، من دون ان يكون هناك برنامج لتدريب المعلمين عليه، وهذا يحدث ارباكاً للمعلم، لأنه قد لا يستطيع ان يقدم الدرس، بطريقة سهلة، لكن في مدرستنا مثلًا نقوم بزج المعلمين في دورة تعليمية، تدريبية، على الدروس، والمناهج الجديدة.
واضاف عبد: وقد حصدت بعض المدارس الاهلية على رغبة من قبل الاهالي، كونها تعطي دروساً إضافية، مثل درس اللغة الفرنسية، ودرس نفسي، ودرس الإتكيت والاخير يشبه كثيراً درس الاخلاقية سابقاً مع إضافات جديدة، هذه الاسباب، وغيرها، هي من تجذب الطالب الى المدارس الاهلية، وترك مكانه في المدارس الحكومية.
عدد من المشرفين في مديرية تربية الكرخ الثانية، وجدوا ان هناك نسبة عالية من النجاح في المدارس الاهلية، كما انها تحصد إعجاب مديريات التربية، بما تقدمه من أساليب تربوية جديدة، وناجحة، يقدمها معلمون كانوا يعملون في المدارس الحكومية سابقاً.