أقداس في قاعة كولبنكيان

سلام البغدادي
أقيم في قاعة كولبنكيان للفنون المعرض الشخصي الأول للفنان التشكيلي شبير البلداوي حمل عنوان (اقداس).
افتتح المعرض الدكتور علي عويد العبادي المدير العام لدائرة الفنون العامة، بالتعاون مع نقابة الفنانين العراقيين.
ضم المعرض (31) عملاً فنيا باتجاه تجريد الحروفيات، وهو المنحى الذي اشتغل عليه الفنان. منذ بداية دخوله عالم الفن والتشكيل. اتسمت اللوحات بالتنوع من حيث طبيعتها اذ هناك الوجوه التي زينت بريشة الفنان، والطبيعة التي نالت نصيبا بلوحاته، إضافة الى الخيول التي حرص على ان يكون لها حصة من اهتمامه كفنان، اذ انها تبرز موهبة الفنان بسبب التفاصيل الكثيرة في ملامحها والتي تحتاج دقة وموهبة فذة.
وقال عويد بشأن مشاهداته عن المعرض: لقد وظف الفنان شبير البلداوي الحرف العربي بطريقة ذكية جدا، وضمن أكثر من مجال، إذ لامسنا رقي في التعامل مع الحرف، وحتى الخلفيات المنفذة عليها، والمزج ما بين الألوان.
وتابع: هذا الفن يمثل مدرسة بحد ذاتها، وحتى تسمية المعرض (أقداس)، كانت منسجمة مع الأعمال المعروضة.
وأكد عويد أن الدائرة متواصلة بدعمها لجميع الفنانين، والتواصل مع نقابة الفنانين العراقيين وجمعية الفنانين التشكيليين وان دائرة الفنون أبوابها مشرعة أمام جميع الفنانين، لاستيعابهم بالشكل الذي يستحقونه.
عمل البلداوي على هذه التجربة كنوع من عملية البحث عن التفرد في الأسلوب، فوجد في الخط العربي ضالته، لما له من قدرة على المرونة والالتواء والرجوع والتشكيلات والميلان بأشكال تركيبية، عمل عليها الفنان البلداوي، ووظفها في العمل الفني بطريقة تجريدية، فعمل على رسم آيات قرآنية كموضوع للوحاته السابقة. على انه في (أقداس) استلهم في كل عمل من الأعمال الـ (31) أحد الأسماء المقدسة للذات الإلهية، فكانت كل لوحة من لوحات المعرض تستلهم أحد أسماء الله الحسنى بطريقة تجريدية معاصرة، تختلف أحداهما عن الأخرى بتقنية اللون والحجم.
ويشير البلداوي إلى انه أراد أن يقدم موضوع اللوحة (اسم الله الأعظم) بطريقة فنية تبعث على التفكر في معنى الاسم المقدس الذي يحمله ذلك المعنى، ذاكراً انه لم يسبق لفنان أن اختار موضوعة الأسماء الحسنى في معرض كامل، فجاء (أقداس) نتاج لتلك التجارب.
واكد انه قام بتوظيف مجموعة من الحروف بطريقة تحمل من الجمال والابداع، كما بين انه عمد إلى استعمال اللون الفيروزي الذي يرمز للقداسة، واللون الذهبي أيضا لما لهما من أهمية بالذاكرة الجمعية وفيما يخص التراث الديني والاجتماعي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة