رحّلتهما السنوات السابقة الى العام الحالي وحلهما ما زال بعيدا
بغداد – الصباح الجديد:
لا يكاد العراق ينفك من مشكلة، حتى تنفتح له مشكلة أخرى، بل ان بعض المشكلات فيه تتناسل، لتتحول رويدا الى معضلة، والمفارقة ان اية مشكلة او معضلة في هذه البلاد، لا تعدم اراء او مواقف تتناسل بدورها فتسبب ضجيجا ما يلبث ان يتحول الى صخب يشوش الرأي العام، واكبر معضلات العراق ان اياً من أصحاب الآراء والمواقف سواء كان سياسيا ام اقتصاديا، ام مواطنا مطلعا او عاديا، يعتد برأيه او موقفه، حتى وان كان من غير ذوي الاختصاص.
واكثر ما ينسحب هذا الامر على مجلس النواب، اذ يسهم أعضاؤه سواء عن قصد ام من دون نية مبيتة، في تعقيد اية مشكلة تحدث، بالرغم من ان لهذا المجلس العديد من اللجان التي يفترض بها احتواء اية قضية، وتبنيها حتى تصل الى نتائج مرضية، او تلبي في الأقل حاجة المواطن او البلاد.
ثمة اليوم معضلة ومشكلة، رحلتهما السنوات السابقة الى العام الحالي فباتتا تلقيان بثقلهما على الواقع العراق، الكهرباء وقانون شركة النفط الوطنية.
ولسنا بحاجة الى تفسير او تبيان وطأة معضلة الكهرباء، فالمواطن يعيش تفصيلات هذه الوطأة يوميا، وما يجعلنا نصفها بالمعضلة، ان المواطن ربما كان استسلم الى واقع الحال لو كان أي مسؤول كبير صارحه بأن ازمة الكهرباء لن تجد حلا، ولكن تصريحات المسؤولين وبخاصة في قطاع الكهرباء ومنازعات الكتل والأحزاب السياسية التي تجد لها تحت قبة البرلمان مكانا فضفاضا، جعلت هذا المواطن يتذبذب ما بين اليأس والرجاء، فتارة يتداول الاعلام خبرا مفاده ان العام المقبل يشهد نهاية ازمة الكهرباء، وتارة أخرى تسبب ارهابيون في اخراج كذا الف ميغاواط من الخدمة..وحتى وصلنا الى اخبار استقطبت العناوين الرئيسة للصحف والوكالات والفضائيات، فثمة خبر يتناول التعاقد مع سيمنز، وثان فحواه ان جنرال الكتريك وقعت العقد مع الكهرباء.
اسعدت هذه الاخبار المواطن ايما سعادة، حتى امس الأول بعد ان كشفت صحيفة أميركية، ان ثمـة فـي عقـد الأخيـرة فسـادا.
لسنا بحاجة أيضا، الى تفسير ان القوانين التي تنصف المواطن وتحقق له الحصول على نصيب يسير من ثروته، جل ما يتمناه هذا المواطن، ومن هنا سعد كثيرا بمصادقة مجلس النواب على قانون شركة النفط الوطنية، فثمة عليه آمال كبيرة، لكن خارج الاماني هناك من يجد في هذا القانون مثالب وآخر يطالب بتعديله، وهكذا مضت الحال.
في ملحق زاد هذا، تحاول «الصباح الجديد» ان تضع حقائق بشأن هاتين المشكلتين كتبهما متخصصان، سيما معضلة الكهرباء فمن كتب فيها وزير سابق تولى الوزارة المعنية بهذه المعضلة.
يتناول الملحق أيضا مشكلة العقوبات على ايران سيمـا وان لها مساس بالواقع العراقي.