الشاعروالناقد العراقي نصير الشيخ ..
حاوره زياد ميمان
كيف ترى الشعر وسط المتغيرات، هل يغيب، ويظهر بديلا عنه لون ادبي جديد يتماشى مع مايحدث من تطور ؟
ـ الشعر حقيقة جوهرية شكلت النشيد الروحي للإنسان،وابتنى ممالكه السحرية والواقعية،ومد جذوره لمساحات التاريخ البعيدة مرافقا للشجن الإنساني..ولأنه عوالم متخلقة من مزيج سحري،فهولايدخل منافسة سلعية مع الآخر،بل يحتفظ بخصوصيته كنشيد سرمدي،وخصائصه كنشاط ذهني كيميائه الكلمات،وهي تقطرسلافتها..
نعم انه زمن السرد الان وبجميع متونه،وتشكل الرواية الوجه الأنصع الذي يتصدر واجهات المكتبات،وهذا عائد لتحولات العصر وانفتاح افاق جديدة في مديات التعبير..لذا لاخوف على الشعر فثمة دائما لقى ً ذهبية تلصف تحت التراب.
لماذا انت مقل في نتاجك الشعري…؟
ـ أنا لست مقلٌ في نتاجي الشعري،لدي الكثير،ولكن فرص النشرفي الدوريات الثقافية والأدبية لم يعد يكفي. وعليّ دوما ان اختار مساحة النشر المناسبة ونوع المطبوع الذي ارسل له نتاجي نصا ومقالا.ناهيك ان ثمة قلقا داخليا يعتمل بي وانا بمواجهة القصيدة لحظة كتابتها وعليّ ان احترم زمنها وغنجها ومراوغتها.
حضورك طاغٍ في الشعر،ماذا عن القصة والرواية…؟
– حضوري كشاعر منذ بداية الثمانينيات اسس لي قاعدة استناد ثابتو وواقعية، واصبحت القصيدة شغلي الشاغل وهمْي المؤرق كي تكون ولادة مؤثرة تحتفظ بصياغاتها الجمالية.ويبقى اشتغالي في حقل الكتابة عموما حاضر، لكني لم اجرْب كتابة القصة القصيرة،تصحبني خوف ما في مشروع كتابة رواية..!!!ولكن هناك ثلاثة نصوص مسرحية منجزة اسميها:فائض شعري،،هي مايجعلني ادورفي حقل الكتابة،والتقط على الدوام أحجارها الكريمة ومحارها الخفي.
أنت شاعر وناقد،هل يغلب الناقد على قصائدكَ…؟
ـ نعم،، لدي اشتغالي النقدي المستمروالمؤثرعلى النصوص الشعرية المتوافرة،مع الحفر في حيثيات الشعر كمفهوم وتنظير هو زاوية نظري للأشياء والنصوص. لكنها تبقى وجهات نظر ومحاولة مستديمة لتحليل النص الشعري الذي امامي وقراءة طبقاته وصولا الى استخلاص استنتاجات جمالية من شانها ان تعبر عن اهمية النص الشعري.اما عن دور الناقد في دواخلي فهو يتوقف عند فحص النص وتزيين معماريته وصولا الى اكتماله الجمالي.
مامدى اشتغال النقاد العراقيين على المجاميع الشعرية الصادرة..؟
ـــ بدءا اقول ان النتاج الشعري العراقي في تزايد مذهل، لعدة عوامل اكثرها ايجابية لست بصدد العروج عليها،لذا ارى ان اقلام النقاد العراقيين لاتستطيع اللحاق بهذا الكم الكبير من النتاج الشعري،وبالتالي اصداراحكام قيمة كمفهوم عام،وربما هذا حاصل….لكن متابعة لما ينشر في الصحف والمجلات العراقية والدوريات الثقافية اجد الكثير من المعاينة النقدية لدواوين ومجاميع شعرية اخذت حقها من الممارسة لإجرائية ((النقد)).
ككاتب نقدي ضم مقالات ودراسات،،ضعنا في صورتهِ..؟
ــ ((الإقامة في جسد الشعر)) هو كتابي النقدي الصادر عام 2013 عن اتحاد ادباء وكتاب ميسان. واشتمل رغم صغر حجمه على قسمين: الأول اجرائي…وهو قراءات متنوعة مشفوعة بوجهات نظر نقدية وطرق تحليل نصية لعدد من التجارب الشعرية لدواوين صادرة لشعراء عراقيين،، مع اضافة هامة الا وهي قراءة جادة وفاحصة لتحديث الخطاب الشعري في تجربة الشاعر العربي الكبير محمود درويش.
اما القسم الثاني، فقد ضم مهادا نظريا للشعر تجربة ومفهوما وكونا آثيرا،،تمثلته مقالاتي المنشورة في الصحف والدوريات العراقية والعربية.
ما موقع الشعر في مواجهة الأرهاب.؟
ـ اعتقد ان الشعر طوال مسيرته الباذخة في حقول الحب او المحتدمة بوجه الطغاة والاستبداد، قد وقف الى جانب الإنسان منتصرا لقيم الخير والسلام.
وبالتالي فهو نشيد سرمدي رافق بني البشر منذ اول رُقيمٍ سومري وحتى اخر نص شعري سيكتب.لذا يبقى الشعر رسالة الجمال وهي تجدد بعثها الى العالم متسربلة بثوب الضوء رغم كل عذابات العالم.
ماذا تقول للشعراء اليوم…؟
ـ الشعر دروب قديمة، وطرقات لاتدل احيانا سائريها، الا من كان صانعا ماهرا. والشعر هو الإقامة في عذاب من نوع اخر،ذلك انه ((لايفرح))..!! والشعر الحق تجليات في حضرة محبوبٍ قد يحضراو يغيب…وعليك المجالدة والصبر الجميل.والشعرصلبٌ متحقق في أزمنة الكراهيةِ والإرهاب والاندثار،،لكنه مقيمٌ في خلوده المتجدد والمنبعث ابدا مثل فينيق….
* كاتب أردني