دأب عدد من المؤسسات المدنية الثقافية والاجتماعية، على منح المشاركين في فعالياتها شهادات تقديرية، يكتب بها النشاط والجهة المانحة والممنوحة!، متضمنة قالبا لجملة محددة، كأن تكون نشكر لكم تعاونكم او مشاركتكم او ما يقترب من هاتين الجملتين، كما دأب الممنوح لتلك الشهادة بعرضها على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، فيس بوك وانستغرام ، وتويتر، وواتساب ووووو الخ من التطبيقات التي اسمع بها ولا اعرف ماهيتها حقيقة.
موضوع الشهادات التقديرية قضية تستحق أن نقف عندها، وتشذيبها لأنها على ما يبدو اكتسحت مساحات كبيرة من النشاطات الثقافية والمدنية بالعموم، حتى اننا بتنا نسمع بأشخاص ليس لهم أي منصب او نشاط متميز ولا هم بنجوم للمجتمع العراقي، هؤلاء كرماء جدا بمنحهم للشهادات التقديرية (المتواضعة) لكل من هب ودب!، والتي ينتقدها البعض ويشبهها ب (كارتونة) تقدير!، وحجتهم بهذا انها غير مرتبة ولا انيقة وتتلف سريعا، ولا يتجاوز سعرها مائتان وخمسون دينارا لا غير!.
الحقيقة ان انتقاد البعض لها منطقي ومن حقه، سيما وبعض الجهات المانحة لتلك الشهادة تمنحها (بدون وجع قلب) !، لأنها لا تمنحها لمن اجتهد مثلا وعمل بجد وإخلاص وتميز عن زملائه، بل تمنحها لكل من حضر وليس بالضرورة ان يكون مشارك بواحدة من الفعاليات!، فما يهمها هنا هو توثيق تلك الفعالية، وتوثيق فقرة تسليم الشهادات التقديرية وعرضها ربما على الجهة المانحة لها دعما لنشاطاتها.
شخصيا حصلت على عدد كبير جدا من الشهادات التقديرية من قبل عدد من المؤسسات الثقافية والاجتماعية والإعلامية، لجهدي في مجالي الادب والاعلام، وأحيانا ترسل لي بيد أحد الزملاء لعدم تمكني من الحضور، وفي أحيان كثيرة كنت اخرج قبل فقرة تسليم الشهادات التقديرية، لإدراكي بأن هذه الورقة او الكارتونة لا تعبر عن مدى جهدي وانتمائي، ولإدراكي أيضا لبؤس وتواضع شكل الشهادة التي لا تتناسب مع حجم العمل المناط بي، خاصة وانا أعمل بجد وإخلاص دون انتظار شكر من أحد بل أعمل لأني أحب عملي ونشاطي الثقافي والمدني.
بالمقابل هناك من يعتني بموضوع الشهادات التقديرية ويهتم بها، وهذا نابع من تقديرهم الحقيقي لمن سيمنح هذه الشهادة، فنراها انيقة وبراقة وبها جهد واضح وحرص كبير على ان تكون محط أعجاب وفرح الممنوحة له، مثلا الاسم مطبوع بطريقة انيقة ومحددة لهذا الاسم حصرا، عكس بعض الشهادات التي تأتي جاهزة، وتملأ فقط بالاسم، من هنا أقول ان شهادة التقدير لابد ان تكون ممنوحة بمحبة صادقة وتقدير حقيقي وليس مجاملة او لسد فراغ في الفعالية، حتى تكون شهادة حقيقية للمشاركين، وليس مجرد (كارتونة)!.
أخيرا لابد من توجيه الشكر لاتحاد أدباء ميسان، لحرصهم على جمال وجاذبية شهاداتهم التقديرية، النابعة من تقديرهم لأنفسهم كمانحين، وتقديرهم لمن يمنحونه هذه الشهادة فكانت بحق شهادة تقدير.
حذام يوسف طاهر
الفرق كبير بين شهادة تقديرية و(كرتونة) تقديرية
التعليقات مغلقة