متابعة الصباح الجديد:
صرح نائب ليبي بأن البرلمان المنتخب كلف أمس الاثنين عبد الله الثني بتشكيل حكومة جديدة, وكان الثني رئيسا للوزراء منذ آذار الماضي لكنه واجه تحديا من برلمان مواز يرفض الاعتراف بالمجلس المنتخب.
وقالت الحكومة الليبية إنها فقدت السيطرة على معظم الوزارات ومؤسسات الدولة في طرابلس بعدما بسطت جماعات مسلحة متناحرة سيطرتها على العاصمة.
وكان كبار المسؤولين وأعضاء البرلمان المنتخب قد انتقلوا الشهر الماضي إلى مدينة طبرق الشرقية عقب سيطرة تحالف لفصائل مسلحة تقودها قوات من مدينة مصراتة الغربية على طرابلس بعد طرد جماعة منافسة.
وأعلنت الحكومة في بيان نشر على موقعها الالكتروني في وقت متأخر الأحد “أن أغلب الوزارات والمؤسسات والهيئات بالعاصمة طرابلس خارج سيطرتها”.
وأضافت أن تشكيلات مسلحة منعت الموظفين من دخول بعض المباني الحكومية.
وتقع كل الوزارات والمؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي في طرابلس.
ولم يؤثر العنف المستمر على إنتاج النفط لكن متعاملين قالوا إن ملكية النفط قد تصبح عرضة لتحديات قانونية إذا سيطرت قوات مصراتة على البنك المركزي حيث توضع عائدات النفط الخام.
وترفض القوات الجديدة التي تسيطر على طرابلس -وبعضها له توجهات اسلامية- الاعتراف بمجلس النواب الذي انتقل إلى طبرق ويحظى الليبراليون بتمثيل قوي فيه.
وأعادت القوات التي سيطرت على طرابلس البرلمان السابق الذي يعرف باسم المؤتمر الوطني العام وبه تمثيل قوي للاسلاميين.
وتخشى القوى الغربية والدول المجاورة لليبيا أن تتحول البلاد إلى دولة فاشلة مع افتقار الحكومة لدعم من الجيش أو الشرطة حتى تسيطر على الجماعات المسلحة المتناحرة.
من جانب آخر قال مسؤولون أميركيون الأحد إن أفراد ميليشيا ليبية سيطروا على مبنى ملحق بالسفارة الأميركية في طرابلس لكنهم لم يقتحموا المجمع الرئيسي الذي أخلته الولايات المتحدة من جميع موظفيها الشهر الماضي.
ولم يعرف على الفور مدى قرب الملحق من السفارة نفسها. ويضم الملحق فيما يبدو مقرات اقامة الدبلوماسيين, ويمكن أن يشكل الاستيلاء على مجمع السفارة ضربة رمزية أخرى لواشنطن بشأن سياساتها في ليبيا التي تخشى حكومات غربية أن تتحول لدولة فاشلة بعد ثلاثة أعوام من الحملة التي دعمها حلف الأطلسي وأنهت حكم معمر القذافي.
والأمن في ليبيا موضوع حساس للغاية بالنسبة للولايات المتحدة بسبب الهجوم على مقر بعثتها في بنغازي في 11 سبتمبر 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين على يد متشددين.
وأبقى أعضاء جمهوريون في الكونجرس على انتقادهم للرئيس باراك أوباما بسبب طريقة تعامل إدارته مع هجوم بنغازي. وأشاروا إلى الاضطرابات الأخيرة في ليبيا بوصفها مثالا آخر لما يعتبرونه سياسة فاشلة للرئيس الديمقراطي في منطقة تمزقها الصراعات.
وقالت ديبوراه جونز سفيرة الولايات المتحدة في ليبيا في تغريدة على تويتر إن الفيديو الذي وضع على تويتر يظهر “ملحقا سكنيا لبعثة الولايات المتحدة ولكن لا يمكن الحكم على ذلك بشكل قاطع”.
وترفض جماعات في مصراتة الاعتراف بحكومة ليبيا المركزية وانتخبت برلمانا انتقل إلى مدينة طبرق النائية في شرق البلاد.
وأقامت قوات مصراتة برلمانا بديلا شكل حكومة جديدة يرأسها عمر الحاسي وهو إسلامي.
ويبدو أن ليبيا تواجه خطر التقسيم أو الانزلاق في أتون حرب أهلية حيث أوجدت الانقسامات السياسية بين المتمردين السابقين الذين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي حالة من الفوضى وعدم اليقين.