في إطار الرد على «صفقة القرن»،
متابعة – الصباح الجديد:
يصل الرئيس محمود عباس إلى باريس اليوم الاربعاء للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، في إطار جولة تسبق مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.
وتضمن الزيارة جزءٌ من تحرك يهدف إلى توفير رعاية أوروبية لعملية السلام بديلاً من الرعاية الأميركية، في وقت تشهد العلاقات الفلسطينية – الأميركية توتراً شديداً كان آخر خطواته قرار بـ «الترحيل الفوري» لعائلة السفير الفلسطيني في واشنطن حسام زملط.
وأكدت مصادر موثوقة في الخارجية الفلسطينية أن عباس يعتزم تعيين زملط سفيراً لفلسطين في بريطانيا، وأن تعيينه سيدخل حيز التنفيذ مطلع الشهر المقبل.
وقال مسؤول فلسطيني بارز «سيطلب الرئيس عباس من قادة الدول الأوروبية، وفي مقدمها فرنسا، الاعتراف بدولة فلسطين، وعقد مؤتمر دولي للسلام تتمخض عنه آلية دولية لرعاية العملية».
وأضاف: «لن نستبعد أميركا، يمكن أن تكون جزءاً من الرعاية الدولية، لكن الزمن الذي كانت فيه راعياً حصرياً لعملية السلام انتهى». وأوضح أن عباس بدأ تحركه بفرنسا لأنها كانت صاحبة الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام العام الماضي، مشيراً إلى أن هذا الجهد تغيَّر بعد خروج الرئيس السابق من قصر الإليزيه وقدوم ماكرون.
وأضاف: «بعد ذلك، سيوفد الرئيس عباس مبعوثين إلى ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية، وسيطالبها بتبني فكرة المؤتمر الدولي للسلام.»
وصرح وزير الخارجية رياض المالكي أمس الاول الاثنين ، في مقابلة مع إذاعة «صوت فلسطين»، بأن عباس سيبحث مع ماكرون في كيفية الرد الأوروبي والعالمي على «صفقة القرن»، كما سيطالب فرنسا بـ «التحرك واتخاذ موقف واضح من هذه الصفقة، بما في ذلك الدعوة إلى استكمال المؤتمر الدولي للسلام»، وسيجري على هامش أعمال الجمعية العامة، محادثات مع قادة ورؤساء العالم، وسيلتقي المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسـودا لمطالبتها بإعلان موعد بدء التحقيقات بجرائم الاحتلال التي رفعت إلى المحكمة.
وكشف أن خطاب عباس أمام الجمعية العامة في 27 الجاري، سيتناول «انتهاكات حكومة الاحتلال، وتواطؤ الإدارة الأميركية مع هذه الانتهاكات، خصوصاً عملية هدم قرية الخان الأحمر»، التي قال إنها «بداية لسلسلة عمليات هدم تستهدف 45 تجمعاً بدوياً آخر في الضفة الغربية».
وأضاف أن «التهديدات الأميركية، وما تقوم به إسرائيل من محاولة القضاء على مبدأ حل الدولتين، ستكون حاضرة بقوة في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ووزراء خارجية دول عدم الانحياز، ومجموعات إقليمية أخرى ستجتمع على هامش أعمال الجمعية العمومية»
في غضون ذلك، قال السفير الفلسطيني في أميركا إن وزارة الخارجية الأميركية ألغت تأشيرات الدخول الممنوحة له ولعائلته، وأغلقت الحساب المصرفي الخاص ببعثة فلسطين في واشنطن.
وأضاف أن عائلته غادرت واشنطن أول من أمس بعد أن استدعت الخارجية موظفين في المكتب، وأبلغتهم أن السفير وأفراد عائلته لا يمكنهم البقاء في أميركا بموجب تأشيرات الدخول الحالية. وأشار إلى أن أولاده غادروا على وجه السرعة من أجل الالتحاق بمدراس بديلة. لكنه أضاف: «السلام لا يقوم على الإجراءات العقابية والقهرية، بل بالعكس، السلام يقوم على وجود رؤية وقيادة، وهو ما لا يتوافر لدى الإدارة الأميركية الحالية». ووصف في تصريح لوكالة «فرانس برس» هذا الإجراء بأنه «انتقامي ولا سابق له في العرف الديبلوماسي».
وكان زملط غادر أميركا في أيار الماضي، بعدما استدعاه عباس احتجاجاً على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. ونددت عضو منظّمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في بيان أمس بـ «السلوك الانتقامي» الأميركي، واعتبرت أنّ «استهداف عائلة السفير زملط بطريقة غير إنسانية ومتعمدة» يشكّل «سابقة خطيرة في العلاقات الدولية الفلسطينية- الأميركية، ومخالفة صريحة للأعراف الديبلوماسية».
على صلة، كان لافتاً أمس الاول الاثنين التقرير الصادر عن معهد «سياسات الشعب اليهودي»، وهو فرع تابع للوكالة اليهودية، والذي أشار إلى الخذلان الذي تشعر به إدارة الرئيس دونالد ترامب نتيجة مواقف اليهود في أميركا من قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أمس الاول الاثنين بأن التقرير نقل عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: «يمكننا تقبل انتقاد مبرر، ولكن لو كان (الرئيس السابق باراك) أوباما هو من نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لكانت الجالية اليهودية الأميركية موحدة في التصفيق له».