إقليم كردستان بات ساحة لتصفية الحسابات بين أحزاب المعارضة الكردية والحكومتين الإيرانية والتركية

أدت المعارك الدائرة فيها منذ سنوات الى تهجير سكان 700 قرية

السليمانية ـ عباس كاريزي:

ألحق القصفان التركي والايراني واللذان يتكرران على القرى والقصبات الحدودية في اقليم كردستان اضراراً فادحة بالفلاحين والمزارعين، وادت الحرب الدائرة منذ سنوات بين القوى والاحزاب الكردية المعارضة ونظامي هاتين الدولتين، الى مقتل واصابة العشرات من المدنيين، فضلاً عن تهجير آلاف من سكان اكثر من 700 قرية داخل الاقليم، في المثلث الحدودي الايراني التركي العراقي.
حكومة الاقليم التي امتنعت عن اصدار بيان ادانة للقصفين التركي والايراني المتكررين على اراضي الإقليم، وجهت اصابع الاتهام لاحزاب المعارضة الكردية التي تتخذ من اراضي الاقليم ملاذا لتنفيذ عمليات عسكرية، ضد الثكنات والنقاط الحدودية لايران وتركيا، محملة حزب العمال الكردستاني (PKK) المعارض لتركيا واجنحته القيام بعمليات عسكرية داخل الاراضي التركية والايرانية، ما ادى الى فتح الباب امام التدخلات والعمليات العسكرية التركية والايرانية داخل اراضي الاقليم.
الا ان ذلك لم يمنع تحول الاقليم الى ساحة لتصفية الحسابات بين ايران وتركيا من جهة واحزاب المعارضة المسلحة التي تتخذ من بعض المناطق الجبلية الوعرة في الاقليم منطلقا لتنفيذ عملياتها العسكرية ضد تلك الدولتين من جهة اخرى.
وكانت احزاب المعارضة الكردية الايرانية المتمثلة بالحزب الديمقراطي وحزب الحياة الحرة PJAK)) وهو احد اجنحة حزب العمال الكردستاني قد صعدت من وتيرة عملياتها العسكرية ضد ايران، ونفذت خلال السنتين الماضيتين عددا من العمليات العسكرية التي ادت الى مقتل واصابة العشرات من قوات حرس الحدود، الايراني والتركي على حد سواء، وهو ما عدّته طهران جزءا من مسلسل استهداف امنها الاقليمي متهمة السعودية ودول الخليج والولايات المتحدة واسرائيل بالضلوع وتقديم الدعم المادي واللوجستي لتلك الاحزاب، التي قالت انها تستهدف امنها واستقرارها الداخلي، وهدد على اثرها مسؤولون ايرانيون كبار باقتحام اراضي الاقليم لاقتلاع جذور ما وصفوه بالارهاب الخارجي في حال عجزت حكومة الاقليم عن معالجته.
وبينما قامت الطائرات التركية مساء امس الاول السبت بقصف مكثف على منطقة برادوست بمحافظة دهوك بداعي ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، اكدت السلطات الايرانية مقتل 11 عنصرا من الحرس الثوري الايراني السبت، في مدينة مريوان غربي البلاد، اثر اشتباك مسلح مع حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك).
وقالت وكالة أنباء إرنا في بيان نقلا عن مسؤولين ايرانيين امس الاثنين، إن 11 عنصرا قتلوا وأُصيب 8 آخرون من الحرس الثوري، في اشتباك مسلح مع مجموعات مسلحة فجرا على أطراف مدينة مریوان، في محافظة كردستان غربي البلاد.
ونقلت الوكالة عن المدیر العام لشؤون الأمن في محافظة كردستان رضا میرزايي، أن الاشتباك بدأ في الساعة الثانية فجرا وتواصل حتى الرابعة صباحا، مضیفا أن 8 قتلى من مدینة مریوان و3 من مدینة قروة.
بدورها اعلنت وحدات شرقي كردستان المعروف اختصارا ب( YRK) مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف نقاطا حدودية على اطراف مدينة مريوان.
وقالت الوحدات انها نفذت عملية عسكرية ضد مقار قوات حمزة التابعة للحرس الثوري الايراني في قرية دريي وتمكنت من قتل 11 واصابة ثمانية اخرين بجروح.
مزارعون وفلاحون من سكان القرى الحدودية داخل اراضي الاقليم قالوا للصباح الجديد، انهم نزحوا عن قراهم التي كانوا يسكنوها بعد ان تحولت الى مناطق محرمة، جراء القصف والعمليات العسكرية المستمرة منذ سنوات.
وقالوا ان اكثر من 700 قرية بمحافظتي اربيل ودهوك تحولت الى خراب وباتت شبه مهجورة نتيجة للقصف والعمليات العسكرية المستمرة للجيش التركي، الذي يخوض حربا ضد عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من جبال قنديل وبعض المناطق الجبلية الوعرة مقارا له للقيام بعمليات ضد الجيش التركي، مؤكدين ان تلك الحرب الحقت بهم وبممتلكاتهم اضرارا كبيرة، بعد ان كانت قراهم الغنية بالثروات الطبيعية زاخرة بزراعة شتى المحاصيل الموسمية والرعي.
وطالب سكان تلك القرى حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية بالتدخل العاجل لدى ايران وتركيا، لانهاء معاناتهم والحد من العمليات العسكرية التي اتت على الاخضر واليابس في اغلب القرى والقصبات الحدودية.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي في منطقة برادوست شمالي اقليم كردستان، فيما افاد شهود عيان بان الطائرات التركية بدأت بشن غارات مكثفة على القرى الواقعة في تلك المنطقة.
وافاد مسؤول محلي ان مواجهات واشتباكات عنيفة اندلعت مساء السبت بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي في مرتفعات «چیاديل» في منطقة برادوست.
واشار الى ان الطائرات الحربية التركية بدأت قصفت بنحو مكثف مناطق (خلیفان، كونر، شوشنه، مزراي شوشنه، چیادیل، خواكورك، گلي خواكورك، گلي مغاري، گلي رش).
وذكر شهود عيان ان سبع مروحيات تركية توجهت نحو مناطق الاشتباك، فيما ذكر شهود من اهالي تلك المنطقة ان نحو عشر طائرات تركية تحلق في اجواء المنطقة.
من جانبه قال احسان جلبي مدير ناحية سيدكان، ان الطائرات التركية قصفت ليلة الاحد، مناطق « خليفان، كروي كورت، خواكورك، كلي رش، كلي مغاري وشوسنه بمناطق برادوست»، موضحا، ان القصف اسفر عن اندلاع حرائق بمساحات شاسعة من الاراضي الزراعية والمراعي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة