بسبب رخص ثمنها وسهولة عبورها للحواجز الطبيعية والاصطناعية
نينوى ـ خدر خلات:
كشف مصدر أمني عراقي عن ارتفاع وتيرة استعمال بقايا تنظيم داعش الإرهابي للدراجات النارية في تنقلاتهم بمناطق جنوبي الموصل وصولا الى مناطق وعرة ترتبط بمحافظات مجاورة، وربما للعبور الى الجانب السوري عبر المنطقة الصحراوية غربي نينوى.
وقال مصدر برتبة مقدم في الجيش العراقي في حديث الى “الصباح الجديد” طلب عدم الكشف عن هويته ان “بقايا تنظيم داعش الارهابي بدأوا يعتمدون بشكل كبير على الدراجات النارية في تنقلاتهم وتحركاتهم بعموم مناطق جنوبي الموصل وصولا الى مناطق في الاطراف الشمالية بمحافظة صلاح الدين، كما يستخدمونها في التنقل بالمناطق الصحراوية غربي نينوى وصولا للحدود السورية”.
واضاف “ان رخص ثمن هذه العجلة التي يمكن شراؤها بخمسمائة او ستمائة دولار (600 الف الى 720 الف دينار عراقي) وسهولة استخدامها لعبور حواجز طبيعية وجبلية وصحراوية، او حملها احيانا لعبور سواتر ومطبات اصطناعية، دفع بقايا التنظيم الى الاعتماد عليها في تنقلاتهم وتحركاتهم وربما في عمليات الاستطلاع ونقل المؤن والاعتدة الخفيفة والمتوسطة، فضلا عن امكانية استعمالها في نقل البريد او التوجيهات والاوامر من قياداتهم الارهابية، علما انه في حال تعطل هذه الاليات الصغيرة يمكن الاستغناء عنها وشراء اخرى نظرا للاموال الطائلة التي بحوزة عناصر هذا التنظيم الاجرامي التي سرقها من مؤسسات الدولة العراقية او من نهب وبيع ممتلكات الاهالي بالمناطق التي سيطر عليها سابقا او بسبب دعمه من دول ومنظمات مشبوهة من خارج البلاد”.
ولفت المصدر الى ان “اغلب الاوكار التي تم استهدافها بضربات جوية بمناطق جنوبي الموصل او بمناطق جبلية وصحراوية في جنوبي المحافظة وغربها، اثبتت وجود تلك العجلات، حيث ان مداهمة تلك المواقع بينت لنا وجودا دائما لهذه العجلات مع توفر مادة البنزين المخزنة ببراميل وعبوات بلاستيكية في تلك الاوكار او في أماكن قريبة منها، من اجل تأمين التزود به لتلك العجلات، والشيء نفسه لبعض الاوكار في مناطق غربي نينوى”.
منوها الى انه “في احد الاوكار الجبلية جنوبي نينوى عثرنا على 8 عجلات نارية، اغلبها تعرض للاضرار بسبب القصف الجوي، فضلا عن وجود عجلات رباعية الدفع، ويبدو من حالة العجلات ومن طريقة اخفائها ومواقعها ان عملية الاخفاء كانت ستستمر لوقت طويل، وان الاعتماد في التحركات كان على الدراجات النارية بشكل كبير ان لم يكن بشكل مطلق، حيث ان الطرق لذلك الوكر لا يسمح الا بعبور الدراجات، مع صعوبة بالغة في تنقل السيارات الاعتيادية”.
ولم يستبعد المصدر قيام “بقايا تنظيم داعش باستعمال هذه العجلات النارية بالوصول الى الحدود السورية عبر مناطق صحراوية شاسعة غربي نينوى والقدوم من هناك ايضا، علما اننا لا نستبعد وجود اوكار او مضافات في تلك المناطق تعد بمنزلة محطات استراحة للتزود بالوقود والمؤن، لانها مناطق شاسعة جدا ولا يمكن فرض السيطرة المطلقة عليها، لكن يمكن الحد من هكذا عمليات تسلل بين جانبي الحدود من خلال دوريات الاستطلاع الجوي بالطائرات المروحية المخصصة لهذا الشأن، لكشف تلك المضافات وتدميرها واصطياد عناصر داعش الذين يتنقلون بالدراجات النارية في عمق المنطقة الصحراوية بين نينوى وسوريا”.
ودعا المصدر “الجهات المختصة الى ملاحقة اصحاب الدراجات النارية، خاصة تلك المستخدمة في المناطق الاهلة بالسكان وايضا النائية وفي الطرقات الرئيسة والثانوية بمناطق جنوبي وغرب نينوى، والتدقيق بالاوراق الثبوتية لحائزيها وبهويات من يقودها، لان ذلك قد يساعد في كشف عناصر داعش وكشف مموليهم، وبالتالي التضييق عليهم وقطع احد خطوط امداداتهم سواء من الناحية المادية كالمؤن والمياه او من الناحية المعنوية وتقطيع صلات الترابط بين هذه ؟؟؟