نينوى تحذّر من تحوّل “مخيمات ذوي الدواعش” الى “مفرخة جديدة” لبقايا التنظيم الإرهابي

ارتفاع نشاط زمر التنظيم جنوبي الموصل يستلزم إجراءات رادعة
نينوى ـ خدر خلات:

حذر مصدر امني عراقي من استغلال تنظيم داعش الارهابي للوجود المكثف لعوائل انصاره وبقاياهم في مخيمات النزوح جنوبي الموصل، وتحويل تلك المخيمات الى مفرخة جديدة اسوة بالسجون قبل عام 2014 التي تخرج منها عتاة الارهابيين والقتلة، فيما لوحظ ارتفاع وتيرة نشاط بقايا التنظيم جنوبي الموصل الامر الذي يستدعي اجراءات رادعة وربما تدخل الطيران الحربي العراقي المروحي والمقاتلات ثابتة الجناح.
وقال ضابط في الجيش العراقي يحمل رتبة نقيب، طلب عدم الكشف عن اسمه لانه غير مخول بالتصريح، والاكتفاء بلقبه (ابو علاء) في حديث الى “الصباح الجديد” ان “مرور اكثر من سنتين بين مئات عوائل تنظيم داعش الارهابي وتواجدهم معا في مخيمات النزوح جنوبي الموصل بدا يفرز مؤشرات يمكن وصفها بالسلبية، وربما مخاطرها ستتوسع وتؤثر بالوضع الامني ان لم يتم وضع حلول ناجعة لها”.
واضاف “الكثير من تلك العوائل لا شان لها بما حصل ويحصل وهي تريد ان تعيش فقط وتتجاوز الماضي القريب على اعتبار ان احد ابنائها تورط بجرائم داعش بدون علمهم، ولكن في الوقت هنالك اعداد لا يستهان بها ممن لا يمكن غض الطرف عنهم وعن تحركاتهم سواء داخل تلك المخيمات او خارجها”.
واشار ابو علاء الى ان “جميع وسائل الاتصالات متاحة، من موبايلات وشبكات انترنت، وهذا سلاح ذو حدين، حيث انه قبل بضعة ايام، قامت زمرة من سكنة مخيم الجدعة، باعداد كمين لعنصر امني بالمخيم نفسه اثناء تواجده خارجه بالتنسيق مع اشخاص خارج المخيم، وتم خطفه، لكن القوات الامنية نجحت في اطلاق سراحه واعتقال الخاطفين الستة من سكنة المخيم وملاحقة اخرين مختفين خارجه”.
وتابع “لا يجوز ان ننسى ان جمع الارهابيين والمعتقلين في سجون ومعتقلات ما قبل عام 2014 افرز لنا عتاة الارهابيين الدواعش الذين تم تهريبهم بعمليات ارهابية او تم اطلاق سراح بعضهم لعدم توفر الادلة، ونحن نخشى ان تتحول مخيمات النزوح جنوبي الموصل الى مفرخة جديدة تنتج لنا جيلا جديدا من داعش الارهابي وتعيد تجميع بقاياه او تضخ اليه دماء شابة ووجوها جديدة”.
وحول الاجراءات التي يمكن اتخاذها لمكافحة هذه التوجهات، افاد ابو علاء بالقول “ينبغي فرز عوائل داعش من الذين ليس عليهم اية مؤشرات امنية سلبية عن تلك المشتبه بها وبانشطتها وتحركاتها، وتفرقة الاخيرة عن بعضها البعض، لان وجودهم معا يمثل وضع اجزاء مفككة من قنبلة قد تنفجر بعد تجميعها”.
ومضى بالقول “وينبغي مراقبة العوائل المشتبه بها، بعد نقلها لاماكن اخرى، مراقبة شديدة، واجراء مداهمات وتفتيش على الاجهزة الالكترونية وتقفي اثرها واثر المصادر التي يتواصلون معها، وإشعارهم بانهم مراقبون وسيعرضون انسهم للخطر اذا ارتكبوا خطا ما”.
ارتفاع وتيرة نشاط بقايا داعش
على نفس الصعيد، افاد ابو علاء بانه “يمكن ملاحظة ارتفاع نشاط بقايا خلايا العدو في مناطق جنوبي الموصل، حيث انه بضعة عمليات مهاجمة لقرى واستهداف لشخصيات بارزة حصلت في الاسابيع القليلة الماضية، كما ان السيطرات الوهمية التي ينصبها بضعة اشخاص من داعش وخاصة بعد الغروب بدات تستفحل، ولا يمكن لاحد نكرانها، رغم انه يتم نصبها على طرق ثانوية، لكن عموما هي طرق سالكة يستخدمها الاهالي والعناصر الامنية اثناء ذهابهم للتمتع باجازاتهم او عند العودة لوحداتهم العسكرية في تلك المناطق”.
وشدد ابو علاء على “ضرورة استهداف الحوائج في نهر دجلة، بضربات جوية من الطائرات المروحية والطائرات المقاتلة ثابتة الجناح، لان تلك الحوائج باتت نقاط استراحة وانطلاق لعناصر داعش، حيث انهم يعمدون ترك اغذية واعتدة فيها، كي يستفيدوا منها لاحقا”.
مبينا ان “تفعيل الجهد الاستخباري في ملاحقة الذين يساعدون عناصر داعش على الاختباء او مدهم بالمؤن بمناطق جنوبي الموصل بات امرا ضروريا، كي لا يشعر الدواعش وانصارهم انهم يعملون في مأمن من يد العدالة”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة