آب .. اللهاب !

تَشهد العاصمة بغداد هذه الأيام أضافة الى مدن ومحافظات العراق الأخرى ارتفاعاً كبيرأً في درجات الحرارة.. وتأتي هذه المتغيرات في الطقس متزامنةً مع ارتفاع سخونة الاوضاع الداخلية التي يشهدها بلدنا والتي وصلت في أحيان كثيرة الى درجة الغليان.. بسبب تعمد “الشمس” تسليط أشعتها العمودية الحارقة الخارقة على رؤوس مواطنيننا مع سبق الأصرار والترصد..

وهذا يؤدي في أحيان كثيرة الى تجفيف مافي عروقنا من معنويات وقوة وصلابة ومقاومة.. بحيث القت “الحرارة” بضلالها على “النفوس” المتعبة أصلاً.. وأتلفت “الاعصاب”.. التي أخذت  تتلاطم كأمواج البحرالهائج، وهي التي تعاني حاليا ًمن التمزق والضعف والهوان..

والغريب في الأمر أن مانشهده من ارتفاع كبير في درجات الحرارة في هذه المرحلة الحرجة يتناقض وينفي مع ماقاله الاجداد وتوارثته الاجيال عن شهر”آب اللهاب”.. فقالوا أن النصف الأول منه.. ” يدق.. أو يذيب البسمار في الباب!”.. أما النصف الثاني منه أي بعد تاريخ 15 آب “سيفتح من الشتاء باب!”، وأيضاً قالوا أن “آب” يقلل الاعناب ويكثر الارطاب!

والان بعد انقضاء أيام عدة  تجاوزنا فيه نصف ” اللهاب”  واقتربنا من آخره.. فلم يفتح من الشتاء..لا .. باب ، ولاحتى شباك صغير.. تنبعث منه نسائم باردة..

تبشرنا بقدوم شتاء بارد .. ممطر.. يطفئ حرائق النفوس والقلوب والافكار المشتعلة بفعل لسعات حرارة الاوضاع والازمات والظروف الصعبة!

ومن يتعايش مع “البرلمان الشعبي” هذه الايام سواء في المقاهي أو الباصات أو الاسواق او المحلة.. اوالوظيفة العامة.. سيجد أن حديث الاغلبية يتركز على مجموعة من المواضيع المهمة  منها الحرارة، والارهاب، والنازحين، وتشكيل الحكومة، والتقسيم، والموازنة.. خلطة سحرية من قضايا الساعة الشائكة.. تحتاج الى حلول وفي كيفية  التعاطي معها!

في مقهى البلاد.. استغرب الحاج ابوعادل ارتفاع درجة “برودة” أجواء “البرلمان” الحالي في ظل سخونة الاوضاع التي تشهدها البلاد..! أما المتقاعد ابو خضير.. فقد تساءل عن أسباب ارتفاع درجة الحرارة.. فيتلقى الاجابة من الحاج أبو كامل بعد ان يسحب نفساً عميقا قائلاً له: “بيها صالح”!

هنا يتدخل الحاج أبو عادل ويسأل أبو خضير قائلاً: “أخويه .. أسألك في ظل ارتفاع درجات الحرارة وآب اللهاب تعتقد راح تشكل حكومة وحدة وطنية لو حكومة أغلبية سياسية؟”

قام أبو خضير من مكانه مستأذناً قائلاً : “هذه القضية مثل مولدة المنطقة.. كل يوم عاطلة وحايرين أشلون أنصلحها”..  لونعتمد على “الوطنية” وترجع مثل الأول.. أكيد راح تنحل كل مشاكلنا”!

 

ضوء

الوطن لمن يحميه.. وليس لمن يبيعه أو يتفرج على تمزيقه!

 

عاصم جهاد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة