استئناف حرب غزة وسقوط المزيد من الضحايا
متابعة الصباح الجديد:
قالت مصادر دبلوماسية لرويترز إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس التقى مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس الأربعاء في الدوحة لبحث صراع غزة والمزيد من المساعدات للفلسطينيين.
وانهار وقف إطلاق النار في غزة يوم الثلاثاء بعد أن أطلق نشطاء فلسطينيون عشرات الصواريخ على إسرائيل وشنت إسرائيل غارات جوية.
وزيارة عباس لقطر حليفة حماس الوثيقة هي ثاني زيارة له إلى الدوحة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في الثامن من تموز.
وفي الميدان قتل 11 فلسطينيا في غارات جوية إسرائيلية في قطاع غزة ومن بينهم زوجة محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وابنه الرضيع في هجوم قالت الحركة أمس الأربعاء إنه محاولة لاغتيال الضيف بعد انهيار الهدنة.
وقالت حماس إن إسرائيل فتحت على نفسها “بابا إلى الجحيم” وقامت بقصف تل أبيب والقدس بالصواريخ. ولم تسفر هجمات الصواريخ عن سقوط قتلى لكنها أظهرت أن حماس ما زال بإمكانها نقل حرب غزة إلى قلب إسرائيل رغم القصف الإسرائيلي العنيف في الصراع المستمر منذ خمسة أسابيع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن 60 غارة جوية على قطاع غزة منذ استئناف القتال يوم الثلاثاء وإن الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 80 صاروخا أسقطت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية بعضها.
وأنهى العنف عشرة أيام من الهدوء كانت أطول فترة تهدئة منذ أن أطلقت إسرائيل عمليتها في قطاع غزة في الثامن من يوليو تموز بهدف وقف هجمات الصواريخ على أراضيها.
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن 2029 قتيلا فلسطينيا سقطوا في قطاع غزة معظمهم مدنيون. وتقول إسرائيل إنها قتلت مئات المسلحين الفلسطينيين في قتال قالت الأمم المتحدة إنه تسبب في تشريد نحو 425 ألف شخص في القطاع.
وقتل 64 جنديا وثلاثة مدنيين في إسرائيل في أشرس حرب بين إسرائيل وحماس منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 قبل أن تسيطر حماس على القطاع في 2007.
وقالت حماس إن قصفا إسرائيليا لمنزل في مدينة غزة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء كان محاولة لاغتيال الضيف الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يدير حملة حماس العسكرية على إسرائيل من مخابئ تحت الأرض.
ولم يرد تأكيد رسمي من إسرائيل التي استهدفت الضيف في غارات جوية أربع مرات على الأقل منذ منتصف التسعينيات وتحمله المسؤولية عن مقتل العشرات من مواطنيها في هجمات انتحارية.
وقال ياكوف بيري وزير العلوم الإسرائيلي ورئيس الأمن السابق لاذاعة الجيش “لدي قناعة بأنه لو كانت معلومات المخابرات تشير إلى أن محمد الضيف لم يكن في الداخل لما قصفنا المنزل.” وقال مسؤول في حماس إن الضيف لا يستخدم هذا المنزل.
وانتشلت ثلاث جثث من تحت الأنقاض. وقال مسؤولون في القطاع الطبي إن الجثث كانت لزوجة الضيف وابنه الرضيع البالغ من العمر سبعة أشهر وشاب في العشرين من العمر.
وبعد ان اتهمت الناشطين الاسلاميين في غزة بخرق الهدنة باطلاق صواريخ قبل ثماني ساعات من موعد نهايتها استدعت اسرائيل مفاوضيها من محادثات الهدنة في القاهرة يوم الثلاثاء تاركة مصير الجهود التي ترعاها مصر لتأمين وقف دائم لاطلاق النار في مهب الريح.
وانسحب المفاوضون الفلسطينيون من المحادثات في وقت لاحق ملقين بمسؤولية فشلها على اسرائيل. وقال عزام الاحمد رئيس وفد التفاوض الفلسطيني “كان هناك قرار مبيت بإفشال المفاوضات وبانهيار التهدئة من الجانب الاسرائيلى.”
ورافضا هذا الاتهام قال مارك ريجيف وهو متحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ان اطلاق الصواريخ من غزة “جعل مواصلة المحادثات غير ممكنة”.
وأضاف قائلا لرويترز “عملية القاهرة بنيت على وقف شامل وكامل لجميع الاعمال العدائية ولهذا عندما اطلقت صواريخ من غزة فان ذلك لم يكن فقط خرقا واضحا لوقف اطلاق النار بل دمر ايضا الفرضية التي قامت عليها المحادثات.”
ونصحت إسرائيل المدنيين بفتح المخابيء الواقعة في محيط 80 كيلومترا من غزة أي بعد منطقة تل أبيب كما استدعى الجيش ما يصل إلى ألفي جندي من قوات الاحتياط.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون خرق الهدنة وقال في بيان إنه يشعر “بخيبة أمل كبيرة لعودة الأعمال العدائية” وحث الجانبين على عدم السماح بتفاقم الأمور.
وكافح الوسطاء المصريون لانهاء حرب غزة والتوصل لاتفاق يمهد الطريق أمام دخول مواد اعادة الاعمار إلى القطاع بعد تدمير آلاف المنازل.
ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وان تخفف مصر القيود الامنية على الحدود.