سانشيز رئيساً لوزراء إسبانيا

الصباح الجديد ـ وكالات:
حجب البرلمان الإسباني الثقة عن رئيس الحكومة المحافظ ماريانو راخوي، على خلفية ملف فساد طاول حزبه، قاد حملتها الاشتراكي بيدرو سانشيز الذي اختير خلفاً له، على أن يمثل أمام الملك فيليبي السادس لأداء القسم الدستوري.
وفي أول كلمة له بعد التصويت، تعهد سانشيز الذي بات سابع رئيس لوزراء إسبانيا، أن يعالج «بتواضع كل الصعوبات التي تواجهها البلاد»، مشدداً على «ضرورة حل المسائل الاجتماعية الملحة»، وتابع: «نكتب صفحة جديدة من تاريخ الديموقراطية في بلادنا».
وغادر راخوي قاعة البرلمان بعدما صافح سانشيز، مقرّاً بهزيمته ومؤكداً أنه كان «شرفاً له أن يحكم إسبانيا»، وسط تصفيق نواب «الحزب الشعبي» الذي يتزعمه. وأيّد مذكرة حجب الثقة 180 نائباً، وعارضها 169، فيما امتنع نائب عن التصويت.
وبذلك سقط راخوي (63 سنة) الذي يحكم إسبانيا منذ كانون الأول 2011، بعد صموده أمام أزمات كبرى، من انكماش اقتصادي اضطره إلى فرض إجراءات تقشفية قاسية، مروراً بشلل سياسي دام أشهراً عام 2016، وصولاً إلى سعي إقليم كاتالونيا إلى الانفصال العام الماضي.
وكان سانشيز (46 سنة)، وهو أستاذ سابق في الاقتصاد، يُوصف بـ «وسيم إسبانيا»، قاد حملة ضد راخوي منذ إدانة «الحزب الشعبي» في فضيحة فساد كبرى أُطلق عليها اسم « جموعة خاصة، يستند إلى «تلاعب بالصفقات»، إضافة إلى «أموال سرية مصدرها غير واضح» داخل الحزب، وشكّكوا في صدقية راخوي الذي نفى أمام محكمة وجود هذه الأموال.
ونجح سانشيز في إسقاط راخوي، بعد اضطراره إلى تشكيل غالبية متنوعة ضمّت الاشتراكيين (84 نائباً) واليساريين الراديكاليين في حزب «بوديموس»، والاستقلاليين الكاتالونيين والقوميين الباسكيين. إذ تعهد للباسكيين عدم المسّ بموازنة تتضمن مخصصات ضخمة لمنطقة الباسك، ووعد انفصاليي كاتالونيا بأنه سيحاول «بناء جسور حوار» مع حكومة كيم تورا، وبذلك جَمع 180 صوتاً من 350 في البرلمان.
ورأى رافاييل هرناندو، زعيم تكتل نواب «الحزب الشعبي» في البرلمان، أن «سانشيز يريد أن يصبح رئيساً للحكومة بأي ثمن»، مستدركاً أنه «سيدخل إلى لامونكلوا (مقرّ رئاسة الحكومة) من الباب الخلفي».
وكان النواب رفضوا مرتين في آذار 2016 ترشّح سانشيز، قبل أن يسجّل في حزيران من العام ذاته أسوأ نتائج عرفها تاريخ الحزب الاشتراكي في الانتخابات النيابية، فغادره ليعود إلى قيادته العام الماضي، بدعم من القاعدة المعارضة لـ «بارونات» الحزب.
في بروكسيل، أعلنت ناطقة باسم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن لديه ثقة تامة في الحكومة الإسبانية الجديدة، مضيفة أنه «وجّه برقية تهنئة يؤكد فيها ثقته في استمرار الحكومة الإسبانية في المساهمة بأسلوب بنّاء في اتحاد أوروبي أكثر قوة واتحاداً ونزاهة». وأشاد ناطق باسم الحكومة الألمانية براخوي، معتبراً أنه «ساهم بطريقة حاسمة في خروج إسبانيا من أزمة اقتصادية ومالية، من خلال اعتماد سياسات وإصلاحات ذكية».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة