متابعة ـ الصباح الجديد:
يجتمع وزراء مالية دول مجموعة السبع الجمعة المقبلة في كندا في أجواء سيطر عليها التوتر والنزاع التجاري مع واشنطن إثر قرار الإدارة الأميركية فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك. وتقدمت كندا امس الاول الجمعة، بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ردا على الرسوم الأميركية «غير القانونية».
وسيطر النزاع التجاري مع واشنطن على جدول أعمال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء مالية دول مجموعة السبع الجمعة، في كندا. وقال وزير المالية الكندي بيل مورنو، إن ممثلي مجموعة السبع سيتصدون لقرار واشنطن فرض رسوم على الصلب والألمنيوم الذي دخل الجمعة حيز التنفيذ.
وأشار إلى أنه «من الواضح أن المحادثات ستكون صعبة»، مضيفا «نحن نبعث برسالة مفادها أن هذه الإجراءات ليست مفيدة».
وباسم «الأمن القومي»، أصدرت الإدارة الأميركية قرارا بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة.
وردت أوتاوا على الرسوم الأميركية على الواردات من الصلب والألمينيوم الخميس الماضي ، بفرض رسوم على منتجات أميركية بقيمة 16,6 مليار دولار كندي (12,8 مليار دولار أميركي)، على غرار شركاء آخرين للولايات المتحدة أعربوا عن غضبهم إزاء فرض واشنطن رسوما، في قرار دفع كبرى الدول الاقتصادية باتجاه نزاع تجاري مفتوح.
وقال مورنو امس الاول الجمعة «نحن نعتبر هذا الرد وسيلة لإعادة الأميركيين إلى طاولة التفاوض»، مؤكدا أن «كندا لا تشكل تهديدا أمنيا لذا علينا أن نمضي قدما على أسس مختلفة».
وقال مورنو إن الرسوم الأميركية أضعفت الآمال بنجاح مفاوضات تعديل معاهدة التبادل التجاري الحر في أميركا الشمالية (نافتا).
وفرضت الولايات المتحدة رسوما بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب وعشرة في المئة على واردات الألمنيوم من كندا.وقال مورنو «بالتأكيد إن فرض هذه الرسوم لا يؤدي إلى حوار إيجابي».
وأعلنت من جهتها، وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند امس الاول الجمعة أن كندا تقدمت بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ردا على الرسوم الأميركية «غير القانونية» على واردات الصلب والألمنيوم الكندية.
وقالت فريلاند في بيان إن «هذه الرسوم الأحادية المفروضة تحت ذريعة خاطئة لحماية الأمن القومي الأميركي تتعارض مع الالتزامات التجارية الدولية للولايات المتحدة وقواعد منظمة التجارة العالمية».
وستنسق كندا في الشكوى التي تقدمت بها لمنظمة التجارة العالمية مع الاتحاد الأوروبي الذي تقدم بدوره بشكوى لدى المنظمة.
وطالبت كندا بمراجعة الإجراءات الأميركية بموجب الفصل عشرين من آلية حل النزاعات في معاهدة التبادل التجاري الحر في أمريكا الشمالية «نافتا».
وقالت فريلاند إن كندا «بصفتها حليفة رئيسة للولايات المتحدة في قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية «نوراد» وفي حلف شمال الأطلسي «ناتو» وأكبر مستورد للصلب الأمريكي، تعتبر القيود الأمريكية المفروضة على الصادرات الكندية من الألمنيوم والصلب غير مقبولة على الإطلاق».
وفي الوقت الذي تتعثر فيه المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس الاول الجمعة أنه قد يسعى إلى اتفاقيتين تجاريتين منفصلتين مع كندا والمكسيك.
وصرح ترامب في حديقة البيت الأبيض «لن أعترض على اتفاق منفصل مع كندا (…) وآخر مع المكسيك (…) إنهما بلدان مختلفان للغاية»، مجددا انتقاده للاتفاقية كـ»صفقة سيئة بالنسبة للولايات المتحدة».
وتابع «نحن نخسر الكثير من الأموال مع كندا كما نخسر ثروة مع المكسيك».
يذكر أن المفاوضين الأميركيين والكنديين والمكسيكيين يعملون منذ آب الماضي لتحديث اتفاقية التبادل الحر السارية منذ العام 1994.
كبرى الدول الاقتصادية تمضي صوب نزاع تجاري مفتوح
التعليقات مغلقة