خروج دفعة ثانية من مقاتلي «داعش» متوجهة إلى البادية
اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ بين النظام والجهاديين جنوب دمشق
متابعة ـ الصباح الجديد :
أكد مصدر عسكري أن الجيش السوري استأنف امس الاثنين عملياته العسكرية ضد مسلحي تنظيم «داعش» جنوب دمشق، فور انتهاء وقف إطلاق نار مؤقت أعلن في المنطقة مساء أمس لأسباب إنسانية ، في وقت خرجت دفعة ثانية من مقاتلي تنظيم « داعش» امس الإثنين من أحياء تلك المنطقة، متوجهة إلى البادية، ضمن اتفاق إجلاء أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان ولم تؤكده الحكومة السورية.
وأوضح مصدر صحفي أن الهدنة الإنسانية أعلنت بهدف إخراج النساء والأطفال والمسنين من منطقة الحجر الأسود على الأطراف الجنوبية للعاصمة، مضيفا أن وقف إطلاق النار المؤقت انتهى امس الاثنين .
هذا ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر أمني سوري تأكيده تحرير القوات الحكومية كامل مساحة مخيم اليرموك المجاور للحجر الأسود، مضيفا أن العلم السوري يرفرف الآن فوق المخيم.
ومن جانب اخر أفاد ناشطون معارضون من «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره بريطانيا، بأن الدفعة الثانية من مسلحي «داعش» غادرت امس الاثنين على متن حافلات الضواحي الجنوبية لدمشق متوجهة إلى البادية السورية، بموجب الاتفاق المبرم بين قادة المسلحين والحكومة، مشيرين إلى أن عناصر التنظيم احرقوا مقارهم وآلياتهم في المنطقة قبل الانسحاب.
ويأتي هذا الجلاء ضمن اتفاق لم تؤكده الحكومة السورية بعد ان افاد به المرصد السوري لحقوق الانسان.
الجلاء تم التوصل اليه برعاية «روسية» وبدأ تنفيذه امس الاول الأحد وفق المرصد، بعد عملية عسكرية بدأها الجيش السوري في 19 نيسان ضد تنظيم «داعش» في مناطق يتواجد فيها في جنوب العاصمة أبرزها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود.
وفي المقابل، نفى الاعلام الرسمي السوري التوصل الى اتفاق، مؤكداً أن العمليات العسكرية تتواصل ضد الجهاديين في مساحة ضيقة في شمال حي الحجر الأسود.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «ست حافلات تقل جهاديي التنظيم وعائلاتهم غادرت مخيم اليرموك وحي التضامن المجاور له امس الاول الأحد، واتجهت شرقاً نحو البادية السورية» حيث ما يزال التنظيم يسيطر على بعض المناطق. ودخل اتفاق وقف النار حيز التنفيذ اثر حملة عسكرية واسعة برية وجوية بدأها النظام قبل نحو شهر استهدفت حي الحجر الأسود الخاضع للتنظيم جنوب العاصمة. ووفق المرصد، يشمل الاتفاق وقف الاعمال القتالية في مخيم اليرموك وحي التضامن المجاور له. غير أن الاعلام الرسمي السوري نفى التوصل الى اتفاق يقضي «بخروج إرهابيي داعش من منطقة الحجر الأسود» المجاورة، من دون ان يأتي على ذكر اليرموك والتضامن المجاورين.
وذكر مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المتابعة لما يجري في المخيم، أنور عبد الهادي لوكالة «فرانس برس» ان «هناك استسلاماً لداعش في مخيم اليرموك والحجر الاسود والتضامن بعد ان حوصروا»، مشيرا الى «وجود عناصر في المخيم اقل تشددا من داعش قد يصار الى تسوية اوضاعهم».
وتأتي العملية العسكرية الجارية في جنوب دمشق في اطار سعي قوات النظام لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق. وعند الانتهاء من عملية الاجلاء، سيتم تأمين مدينة دمشق بشكل كامل للمرة الأولى منذ بداية الصراع في سورية.
وفي شرق الفرات، حيث تعزز «قسد» سيطرتها على نحو 27 في المئة من مساحة سورية الأغنى بالنفط والغاز والمياه والزراعات الاستراتيجية، وبعد نحو ثلاثة أسابيع على اطلاق المرحلة النهائية من عملية «عاصفة الجزيرة» لاجتثاث «داعش» من المنطقة وتأمين الحدود مع العراق، سيطرت «قسد» أمس الاول الاحد، بدعم مدفعي أميركي وفرنسي، على تلة كانت تحت سيطرة الجهاديين.
وقال المرصد لوكالة «فرانس برس» ان قوات سورية الديموقراطية، المتمركزة في الضفة الشرقية لنهر الفرات، «سيطرت السبت الماضي على تلة استراتيجية تطل على بلدة هجين وقرى اخرى واقعة تحت سيطرة التنظيم».
واشار الى ان «اشتباكات عنيفة اندلعت حول بلدة هجين والباغور» التي تمكنت القوات من السيطرة عليها امس الاثنين بعد اشتباكات عنيفة، لتكون أول بلدة تطرد الجهاديين منها منذ اعلانها عملية «عاصفة الجزيرة».
ولا تزال ثلاث بلدات في المنطقة تحت سيطرة التنظيم هي هجين والشعفة وسوسة. وتجري العمليات حالياً بالتنسيق مع القوات العراقية في الجهة المقابلة من الحدود وقوات التحالف الدولي «من اجل احباط اي محاولة تسلل او وهروب لجهاديي التنظيم نحو العراق» وفق المرصد. ولم يعد التنظيم يسيطر على أي مدينة في سورية، لكنه يحتفظ بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها آلاف عدة من المقاتلين، من دون أن يكون لهم أي مقار.