16 شهيدا ومئات الجرحى خلال مواجهات «مليونية العودة» في غزة

قبيل افتتاح السفارة الأميركية في القدس
متابعة ـ الصباح الجديد:

بعيد استشهاد 16 فلسطينياً امس (الاثنين) برصاص الجيش الاسرائيلي خلال المواجهات على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، بينهم طفل، رحب السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان بالمدعوين لافتتاح سفارة واشنطن بالقدس، مشيدا باعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، فيما قال نائب وزير الخارجية الأميركي جون ساليفان إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها «خطوة لإحلال السلام في القدس والمنطقة وكل العالم»، والاعتراف بالواقع القائم منذ سنوات.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شدد في رسالة إلى المشاركين في المراسم على أن إسرائيل دولة مستقلة ويحق لها مثل لأي دولة في العالم أن تكون لديها عاصمة والقدس عاصمة حقيقية لإسرائيل.
ووسط إجراءات أمنية مشددة، استقبلت إسرائيل إيفانكا ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تترأس وزوجها، وفد الولايات المتحدة المشارك في احتفال تدشين المقر الجديد للسفارة الأميركية في القدس.
وفي غضون ذلك، تصاعدت حدة المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حدود قطاع غزة في فعالية «مسيرة العودة الكبرى» وسقط عشرات الفلسطينيين بين قتيل وجريح برصاص قوات الجيش الإسرائيلي واتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب «مذبحة رهيبة». وتأتي تلك المواجهات بساعات قبل تدشين السفارة الأميركية الجديدة في مدينة القدس الشرقية المحتلة، اذ استشهد 16 فلسطينياً امس (الاثنين) برصاص الجيش الاسرائيلي خلال المواجهات على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، بينهم طفل واصيب أكثر من 600 آخرين، وفق ما اعلنت وزارة الصحة في غزة.
ونقلت وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مراسل قوله إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت وابلا من الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين على الشريط الحدودي شرق قطاع غزة، ما أدى استشهاد 16 مواطنا وإصابة 512 آخرين».
بدورها رفعت السلطات الأمنية الإسرائيلية حالة التأهب استعدادا لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، امس الاثنين، ويأتي هذا غداة تنظيم مسيرة «توحيد القدس» التي شارك فيها عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين جاؤوا من جميع أنحاء العالم، فيما دعت منظمات فلسطينية إلى الخروج في مسيرات شعبية منددة بالقرار الأميركي.
وانتشرت قوات الأمن وعناصر من الجيش الإسرائيلي بكثافة في الشوارع الرئيسية للمدينة كشارع «يافا»، الذي يعد القلب النابض للقدس الغربية، وحول المدينة القديمة إذ أغلقت جميع المداخل الرئيسية المؤدية إلى المسجد الأقصى، الذي شهد امس الاول الأحد اشتباكات عنيفة بين حوالي 1500 متدين يهودي دخلوا إلى باحة المسجد من جهة باب «المغاربة» وأدوا الصلوات والطقوس التلمودية بشكل جماعي، رافعين أعلاما إسرائيلية ولافتات مناهضة للمسلمين تحت حراسة مشددة من قبل عناصر من الجيش الإسرائيلي والقوات الخاصة.
وأغلقت جميع الأبواب الرئيسية المؤدية إلى المسجد الأقصى مثل باب «العامود» وباب «الساهرة» و»السلسلة» وشارع سلطان سليمان، إضافة إلى ممرات ثانوية أخرى مؤدية إلى الأحياء العربية.
وبينما كان أفراد الجيش الإسرائيلي والشرطة يراقبون كل صغيرة وكبيرة على الأرض، لم تكف المروحيات العسكرية عن التحليق في سماء القدس، لا سيما في المنطقة الغربية حيث نظم حفل كبير على طول شارع «يافا» حتى ساعات متأخرة من الليل.
ولا تزال القدس منقسمة إلى جهة شرقية وغربية يفصل بينها خط التراموي الذي يعد الخط الفاصل الخيالي بين المسلمين واليهود الذين لا يلتقون رغم تواجدهم في مدينة واحدة وفي بعض الأحيان في أحياء مشتركة.
هذا، وبينما سادت الأفراح والاحتفالات في المنطقة الغربية من القدس، طغى الحزن وعمت مشاعر النكبة والنكسة على سكان القدس الشرقية الذين عاشوا يوما جديدا من الإذلال و»العنصرية» حسب قول أيمن وهو سائق أجرة مقدسي يواجه «الخطط الإسرائيلية بالصمود» حسب تعبيره. «
وقال أيمن: «أنا أعتبر نفسي محتلا لكن أناضل وأواجه الاحتلال عبر الصمود والثبات في أرض الوطن. فلن أغادر مدينتي ووطني مهما كانت الظروف ومهما تغير الزمن». ويملك أيمن الهوية الإسرائيلية التي تسمح له بالعمل في البلد والتنقل، وجواز سفره أردني.
وحاله حال جميع العرب الذين ولدوا بعد حرب 1967، فهو لا يستطيع أن يسافر بسهولة إلى الخارج، وحتى إذا سافر فلا يجب أن يبقى أكثر من ستة أشهر في الخارج لأنه سيفقد الهوية الإسرائيلية وبالتالي لن يسمح له بالعودة إلى إسرائيل.
ولد أيمن بالقدس الشرقية عام 1980 وهو أب لأربعة أولاد لكنه لا يملك أرضا ولا منزلا. فهو يستأجر شقة متواضعة في حي الطور في انتظار أن «يفرج عليه الله» كما يقول. ويرى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو بمثابة استفزاز جديد للعرب من قبل اليهود الذين لا يريدون أي حل ويرفضون السلام».
ويتابع: «بمثل هذه الخطوة غير العقلانية، الحكومة الإسرائيلية تريد أن تحرك الشعب الفلسطيني وتقول له نحن من يقرر في هذا البلد».
وواصل أيمن قائلا: «أريد أن أعيش في سلام وأمن وحب. أطلب العدل والإنصاف، وألا تفرق الحكومة بين اليهودي والمسلم. لكننا في نظر الاحتلال مشبوهون وغير طبيعيين وكأننا لسنا بشرا. فهم يقولون لنا يوميا أنتم صغار. لكن رغم الإهانات والإذلال إلا أننا نشتغل لأجل كسب لقمة العيش. أنا لا أملك القوة لأغير الأوضاع، بل أنا بحاجة إلى مساعدات ونحن كلنا بحاجة إلى طرقات ومستشفيات ومدارس».
وتعيش مدينة القدس تحت ضغط أمني منذ شهر تموز/يوليو 2017 عندما قررت الحكومة الإسرائيلية تغيير أبواب المدينة القديمة وتبدليها بأبواب إلكترونية بهدف مراقبة دخول وخروج المسلمين والسياح. وهو أمر لم يتقبله بسهولة سكان هذه المدينة إذ رأوا في هذه الخطوة إستراتيجية جديدة لتهويد القدس من قبل الحكومة الإسرائيلية وذلك عبر الاستيلاء على أراضي ومنازل على ملك العرب المسلمين.
وكان دونالد ترامب قد أعلن في 6 كانون الأول 2017 نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمـة إسرائيل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة