كثرة تناولها «سرطان « مؤجل
بغداد – زينب الحسني:
تعد اللحوم بنحو عام من أشهى الأطعمة، وهي عنصر أساسي وغني في كل المطابخ العالمية، ومصدر غني بالحديد والبروتينات وكميات من الكرياتين والمعادن، مثل الزنك والفوسفور والفيتامينات، ومنها فيتامين ب 1، وهي أغنى مصدر لحامض الــ « ألفاليبويك «، وهو عبارة عن مضاد قوي للأكسدة، ولكن بالرغم من لذتها، فإن الطب يحذر من أضرار عديدة على صحة الانسان تنجم عن تناول كمية كبيرة من اللحوم الحمر.
تحذيرات طبية
الدكتور حسن حمزة طبيب اسرة بين في حديث لـ ِ» الصباح الجديد « مخاطر اللحوم الحمرقائلاً: صحيح أن اللحوم الحمراء غنية بالحديد والزنك والبروتين وفيتامين «ب «، إلا أنها قد تكون مضرة جداً لمتناوليها وتسبب لهم أنواعاً مختلفة من السرطانات وأمراضاً أخرى تقود إلى مشكلات صحية قاتلة.
وتابع حمزة قوله: اللحوم الحمراء تحتوي على كميات كبيرة من الحديد، وحين تتناول كميات كبيرة من هذه اللحوم فإنها تعمل على رفع مستوى الحديد في الدماغ، ما قد يؤدي إلى الإصابة بداء الزهايمر يرفع من خطر الإصابة بداء السكري.
وشاطره الرأي الدكتور علي الجبوري من طب الاسرة أيضا قائلاً: تحتوي اللحوم الحمراء على سعرات حرارية عالية، لذلك فإن التوقف عن تناولها يمكن أن يسهم ايضاً في إنقاص الوزن. مضيفاً، أن من الممكن استبدال اللحوم الحمر بأي بروتين آخر يكون أخف في السعرات الحرارية وأسهل في الهضم، فالأسماك والدجاج والبقوليات هي بدائل جيدة ومنخفضة السعرات الحرارية.
دور الاعلام
بينت الإعلامية وفاء عامر لِـ « الصباح الجديد « في تناولها لدور الاعلام في توعية المستهلك: ان من شأن الاعلام الصحي ومن خلال التوعية والتثقيف ان يرفع المستوى الصحي للأفراد بصفة عامة، ويحول الخبرات الصحية إلى أنماط سلوكية لدى الأفراد، فيكون تأثيرها ايجابياً على سلوكهم الصحي , ويعطيهم القدرة على تطبيق هذه المعلومات في الحياة اليومية بصورة مستمرة.
وتابعت عامر: مظاهر الحماية التي يوفرها الاعلام للمستهلكين تتنوع بتنوع الكم الهائل من السلع والمنتجات التي غالباً ما تمارس الشركات التجارية أساليب مختلفة من الترويج والتسويق التي لا تخلو من الخداع والتضليل الاعلاني وعبر وسائل الاعلام.
وزادت: ان الامر يتطلب من وسائل الاعلام والعاملين في حقل التثقيف والتوعية والاتصال الاعلامي المواءمة بين دور الاعلام في حماية المستهلك وبين متطلبات الاعلانات التجارية التي توفر قدراً كبيراً من الموارد للمؤسسات الاعلامية، وبالتالي يجب ألا تطغى الاعلانات التجارية على مصداقية الرسالة الاعلامية الموجهة للمستهلكين والحيلولة دون وقوعهم في فخ التضليل الاعلاني الذي قد يلحق بهم أضراراً صحية واقتصادية.
مرضى القلب
أكدت الأبحاث العلمية أن اللحوم الحمراء تقوم بدور خطير جداً وهو أنها تقوم بتدمير القلب والإسراع نحو الوفاة، بسبب غير معروف مثل ارتفاع الكولسترول أو ارتفاع الدهون، وذلك عن طريق مادة تدعى الكارنتين تقوم بكتريا الأمعاء بتحويلها في الكبد إلى مادة أخرى كيميائية، اذ تقوم هذه المادة بتكوين الدهون في الأمعاء والأوعية الدموية مما يؤدي إلى الإسراع بالإصابة بأمراض القلب والوفاة السريعة، كما ينصح الباحثون أن «كثرة تناول اللحوم الحمر يشجع على نمو هذه البكتريا. كما ينصح بتعويض البروتينات بتناول الأسماك والدواجن والبقوليات.
مرضى السكر
هناك اعتقاد بين الأفراد المصابين بمرض السكر أن تناول اللحوم الحمر ﻻ يعمل على رفع نسبة السكر في الدم عند مرضى السكر، لكن هذا الاعتقاد خاطئ بكل المقاييس، ان تناول اللحوم الحمر باستمرار يؤدي إلى تركيز الأحماض البروتينية في مصل الدم، مما يؤدي إلى عدم قدرة الكبد في تنظيم السكر، مما يساعد في ارتفاع نسبة السكر في الدم، إضافة إلى أن تناول اللحوم الحمر بكثرة يعمل على التأثير بالسلب على قدرة البنكرياس في تنظيم السكر في الدم، وينصح الأطباء بالسعي وراء التقليل من تناولها وفي حالة تناولها يجب ان تكون مطهية بنحو جيد جداً، ومن المفضل أن يقوم مريض السكر بالابتعاد عن تناول اللحوم الغنية بالدهون أو تحضيرها بالزبد أو السمن ﻻن هذا يؤدي إلى ارتفاع الدهون والكولسترول بالجسم .
كما وجدت دراسة أجريت بسنغافورة، أن تناول اللحوم الحمراء بنحو دائم ويومي يؤدي إلى الإسراع في إصابة الفرد بمرض السكر بمعدل 50%، وذلك يرجع إلى الدهون المشبعة في اللحوم الحمراء، كما قال الباحثون أن المرض قد حدث بالفعل للمشاركين في هذه الدراسة، في غضون أربع سنوات فقط، بينما استعمال الأنظمة النباتية قلل من معدل الإصابة بالمرض بمعدل 14 %.
مرضى الكبد
يحذر أطباء الكبد من كثرة تناول اللحوم الحمر،اذ أن اللحوم الحمراء تحتوي على كميات هائلة من الدهون، حتى بعد إزالة الدهون منها، لكنه يبقى نسبة من الدهون في اللحوم، وهذه الدهون تقوم بتأثير سلبي على وظائف الكبد مما يجعل بها خللاً قد يؤدي إلى الغيبوبة الكبدية .
وفي حالة الأشخاص غير المصابين بأمراض الكبد وأن كانوا قادرين على هضم البروتينات الموجودة في اللحوم الحمر، بسبب كفاءة الكبد الفعالة، لكنهم معرضون للإصابة بأمراض الكبد في المستقبل، أما في حالة مرضى الكبد فإن البروتين ﻻ يتم تمثله بطريقة فعالة وصحيحة، وبالأخص في حالة استعماله بكميات كبيرة مخلفاً بعض السموم التي تؤثر على الصحة.
مرضى الضغط
يشير الأطباء في حالة مرضى الضغط، أن في حالة تناول اللحوم الحمر بكثرة، إضافة إلى التوابل والاملاح المستعملة في طهو هذه اللحوم، يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بنحو كبير ومفاجئ، ويجب أن يأخذ المريض الحذر في تقليل تناول الدهون في اللحوم الحمر، وينصح باستعمال الأطعمة الأقل نسبة في الدهون مثل اللحوم البيضاء والأسماك، إضافة إلى أنه يفضل التوابل كبديل عن الاملاح.
أضرار اللحوم في الهضم
يتسبب تناول اللحوم الحمراء بمشكلات في الهضم، ومنها سوء الهضم والإمساك والاسهال والقولون، كما أن اللحوم تحتاج إلى المضغ الجيد قبل البلع وبالطبع ان لم يقم الأفراد بالمضغ الجيد يؤدي ذلك إلى حدوث مشكلات في المعدة نتيجة عدم المضغ الجيد مما يسبب الغازات والانتفاخ والإسهال والتقلصات وغيرها، فاللحوم الحمر ﻻ توجد بها ألياف تساعد على الهضم الجيد داخل الأمعاء، وبناءً على ذلك يكون هناك عملية سوء هضم داخل المعدة.