تشاطر المرأة العاملة الرجل في الجهد والمسؤولية والثواب والعقاب في مجال العمل، الا انها نادراً ما تنال حقها في تصدر دفة المسؤولية في مجالات تخصصها، اذ ما زالت بعض المؤسسات الحكومية وغير الحكومية تهمش دورها في هذا الجانب، وتفضل منح المناصب والإدارة الى الرجل من دون ان ترجح كفة الكفاءة والتحصيل العلمي والخبرة على كفة الواسطة او الانتماء الحزبي.
لسنوات طوال ظلت المرأة العاملة مبعدة عن مراكز الصدارة وما زالت هي على هذا الحال حتى يومنا هذا، وان حدث وتصدرت زمام المسؤولية وهي تستحقه عن جدارة فالبعض يقول انها « مسنودة « من قبل جهة متنفذة او حزب من دون النظر الى تاريخها او تحصيلها الدراسي وخبرتها التي استحقت من خلالها هذا المنصب، بل يتجرأ البعض ويطلق التهم والشبهات حولها، لا لشيء فقط لكونها امرأة ناجحة وطموحة.
وهنا تكون التهم والتشهير مباح من دون أي رادع لكونها جاهزة ومعدة مسبقاً، لذا فالمرأة المجتهدة والكفؤة لامكان لها وسط مجتمع يكيل التهم ويحاول الانتقاص منها بحجة انها امرأة غير قادرة على إدارة مؤسسة حكومية مهما كان حجمها او مسؤوليتها.
فالمرأة محاربة من بيئتها ومجتمعها قبل ان تحارب من زملائها في العمل والدراسة.
ومع كل ذلك اثبتت المرأة العراقية انها على قدر تحمل المسؤولية من خلال بعض النماذج المشرفة التي كسرت قيود العرف والجهل وتجاوزت التشهير والاسقاط الاجتماعي لتقول للعالم بأسره وليس فقط لبلدها انها تستحق تولي زمام المسؤولية مهما كبرت واتسع نطاقها فمن صبرت على الحروب والكوارث والحصار وما بعدها من اهوال هي قادرة على ان تتولى اهم المناصب وارفعها في بلادها وخارج البلاد.
هي المضحية والصابرة والمقاتلة والمجتهدة والام التي فاقت عطاء الخنساء، اذ كانت تدفع بأبنائها واحداً تلو الاخر الى محارق الحروب لتحافظ على تربة هذا الوطن من دنس المعتدين عليه على مر السنوات.
فمن أجدر منها واحق منها بأن تكون على رأس القائمة وفي مقدمة القائمين على امر بلاد ما بين النهرين؟ ؟
زينب الحسني
المرأة «المجتهدة«
التعليقات مغلقة