طالبهم بإعلان البراءة والطعن بولائهم للعبادي
السليمانية – عباس كاريزي:
بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني حملة اعتقالات ضد مرشحي ائتلاف النصر، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، في المدن التي تقع تحت سيطرته بمحافظات الاقليم.
وقال المرشح عن قائمة ائتلاف النصر بمحافظة دهوك شيركو عابد، ان الاجهزة الامنية التابعة للحزب الديمقراطي داهمت مكتب الائتلاف بمحافظة دهوك في الساعة التاسعة من مساء امس الاول الاثنين، والقت القبض على ثلاثة من مرشحي قائمة النصر في المحافظة.
واضاف عابد في تصريح للصباح الجديد، ان الاجهزة الامنية بمحافظة دهوك اعتقلت ثلاثة من مرشحي القائمة بمحافظة دهوك، وبعد تعرضهم للاهانة والتهديد والوعيد، طالبوهم بالانسحاب من القائمة والطعن بولائهم للقائمة على شاشة التلفزيون.
واضاف عابد ان المعتقلين تعرضوا للاهانة والتهديد باعتقال ذويهم، اذا لم يعلنوا رسمياً انسحابهم من القائمة، مشيرا الى ان المعتقلين رفضوا الانصياع لاوامر قوات الاسايش.
وتابع قائلاً «من بين المعتقلين مدير المكتب مسعود خليل والسيدة فائدة محمد، وعند توقيفهم اخبروهم بان «العبادي» قتل البيشمركة، لذلك لا يجب فتح مكاتب له في كردستان»، وان عقوبتهم ستكون القتل اذا لم يعلنوا عبر التلفزيون براءتهم من ائتلاف النصر.
وأكد عابد الذي ترك محافظة دهوك خوفا من اعتقاله ان الاجهزة الامنية التابعة للحزب الديمقراطي هددت بالقاء القبض عليه مع مرشح القائمة ناصر بك عند عودتهم الى دهوك، مطالباً الحكومة الاتحادية بتأمين الحماية المطلوبة لهم ومنع استهدافهم من قبل الاجهزة الامنية التابعة للحزب الديمقراطي.
وكانت الاجهزة الامنية للحزب الديمقراطي قد قامت الاحد الماضي باحراق احد مراكز الدعاية الانتخابية في قضاء ميركه سور، واعتقلت عددا من مؤيدي وانصار قائمة الجيل الجديد، وقاموا بتهديدهم بالترحيل من المدينة في حال لم يتخلوا عن دعم ومناصرة هذه القائمة التي يتزعمها رجل الاعمال شاسوار عبد الواحد.
بدوره اكد رئيس قائمة ائتلاف النصر في اربيل الكاتب والصحفي جرجيس كوليزادة، ان على القيادة السياسية الكردية تغيير تصوراتها السابقة، التي كانت تنظر بعين العدو الى بغداد، عادا تلك النظرة خطأ استراتيجياً كبيرا وقعت به القيادة الكردية في المرحلة السابقة.
وقال كوليزادة في تصريح للصباح الجديد ،»يجب علينا جميعا ان نفكر باننا شركاء في العراق، وان ندرك بان العداء الذي تضمره دول الجوار للكرد غير موجود في العراق الجديد عقب عام 2003، وان المكونات الاخرى في البلاد شركاء لنا، لذا ينبغي علينا تمثيل دورنا باكمل وجه، لنكون شركاء سياسيين وفقا للدستور الذي وقعنا عليه جميعاً عام 2005.
واكد كوليزادة ان القيادة السياسية الكرية اخفقت خلال السنوات السابقة في ايصال رسالة واضحة للكرد الى بغداد، وان اللجوء الى طهران وانقرة وواشنطن لن يجدي نفعاً، وان الطريق الوحيد امام الكرد لحل مشكلاتهم يكمن في بغداد، لذا فان على القوى السياسية وشعب كردستان ان ينتهجوا سياسة واضحة ويعيدوا بناء الجسور مع بغداد كشركاء حقيقيين لمعالجة المسائل العالقة، بعيدا عن المصالح الحزبية والشخصية.
بدوره اعلن مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الاقليم، تسجيل 120 مخالفة للضوابط والتعليمات، من قبل المرشحين لشتى القوى والكيانات السياسية.
واضاف مدير مكتب المفوضية في الاقليم مازن عبد القادر في مؤتمر صحفي، ان المفوضية ستتخذ الاجراءات القانونية بحق المخالفين اذا ما استمرت تلك المخالفات، مؤكدا ان العقوبات تبدأ من الغرامة المالية، وما اذا كانت المخالفة كبيرة فسيتم استبعاد المرشح، واذا كانت المخالفة اكبر فان المفوضية ستقرر استبعاد القائمة او الكيان الذي ينتمي اليه المرشح.
من جهتها اعلنت الإدارة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، إن الانتخابات المقبلة سيتم فيها استعمال نظام التصويت الإلكتروني لأول مرة، مبينا ان إعلان النتائج سيكون خلال ساعات وليس خلال أيام.
وأضاف مدير الادارة الانتخابية رياض البدران أن «نتائج الانتخابات هي نتائج معبرة تعبير حقيقي عن إرادة الناخب، والنظام الجديد يقلل بدرجة كبيرة من احتمالات التلاعب بالأصوات».
واوضح البدران، إن النازحين الذين يحملون بطاقات انتخابية من انتخابات سابقة يمكنهم استعمالها، مبينا أن الذين يقيمون في مخيمات ولا يملكون بطاقات ستتاح لهم سبل أخرى لإثبات هويتهم والإدلاء بأصواتهم، وفيما يتعلق بالنازحين فأن مجلس المفوضين أولاهم اهتماما خاصا.
الجدير بالذكر ان أكثر من سبعة آلاف مرشح يتنافسون على 329 مقعدا في 18 محافظة باستعمال نظام التمثيل النسبي المتبع في العراق، كما سيتمكن العراقيون المقيمون في الخارج من الإدلاء بأصواتهم في 19 دولة منها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، ويبلغ عدد المواطنين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم اكثر من 24 مليون ناخب من عدد السكان البالغ 37 مليونا، وتعد الانتخابات المقبلة الرابعة التي تجرى منذ الإطاحة بحكم نظام البعث عام 2003.