سمير خليل
من بين الشواغل الابداعية التي تتميز بتفردها وخصوصيتها هي الازياء وعروضها، وبرغم ان فن تصميم الازياء والعروض الخاصة اصبح ظاهرة ثقافية وحضارية تشغل حيزا كبيرا من اهتمام العالم، وتعد من اهم الشواهد الثقافية والحضارية، وبرغم اننا نمتلك دارا خاصة للأزياء فما زالت عروض الازياء لدينا متباعدة وغير منتظمة بجدول عروض.
وفي وقت كانت دار الازياء العراقية فيه تمتلك ما يقارب العشرين بين عارض وعارضة فانها اليوم تضم خمس عارضات واربعة عارضين، لكن عرض الازياء لدى مصممة الازياء شروق الخزعلي يأخذ شكلا آخر، فهي تعمل على احياء هذا الفن، وتقوم بتصميم الازياء على وفق رؤية خاصة، من خلال المزاوجة بين الازياء والتراث والفلكلور العراقي.
شرو ق الخزعلي تحدثت عن الازياء وهمومها لتجيب ضمنا على ما اذا كانت الازياء العراقية بخير اليوم بوصفها مظهرا جماليا وحضاريا؟
“هناك تطور تدريجي في تحسن الذائقة الفنية لدى المجتمع العراقي، لم يعد متلقيا فقط، بل اصبح ناقدا للعمل أيضا، ورؤيته للزي على انه قطعة فنية، ففرض بذلك على المصمم تحسين الاداء وانتاج ما يناسب هذا التطور.
*وكيف تستلهمين تصميم الازياء ؟على ماذا تعتمدين؟
” تصميم الازياء لدي مرتبط بحبي لتاريخ العراق، فتجد هذا الأسلوب منهجي وخطوطي التي عرفت بها، لذلك انت تشاهد الرمزيات لتاريخنا في اعمالي واضحة، واعتمد في عملي ايضا على دراسة كل زي، وعمل بحث كامل عنه من خلال المصادر التاريخية مثل الكتب، والمخطوطات، وزيارة المتاحف الميدانية ”
*هل نفتقد اليوم لمعاهد أو مدارس خاصة بالأزياء وتصميمها؟
“نعم هذا شيء معروف، الى الان لا يوجد اتجاه اكاديمي في العراق للعناية بتدريس الأزياء، فهي تدخل كجزء بسيط من اقسام أخرى، لذلك وضع دار الازياء فكرة اقامة دورات في تصميم الأزياء، ويعد المشروع الاول من نوعه في العراق، بشهادات معترف بها من قبل وزارة الثقافة، وتكون الدورة على مرحلتين، تدريب، وتطبيق ما تدرب عليه من خلال مشروع تخرج يعرضه الطلاب في حفل تقيمه الدار بنحو دوري “.
* ماهي حدود العلاقة بين الازياء والفنون ؟
“لا توجد حدود فانا اعد الزي قطعة فنية بحد ذاتها، فهو يضم الرسم والنحت والطباعة، تداخل الزي مع كل التكنيكات الفنية الأخرى، وتجرد من كونه قطعة ملبس تغطي الجسم، بل دخل تحت قانون الجمال والنسبة والتناسب”.
*هل تلقى مهنتكم دعما من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية؟
“الحقيقة هناك اهمال واضح من الحكومة لجانب الأزياء، برغم انها الصورة العاكسة لتاريخنا في المحافل الدولية، فهي سفيرة التاريخ. تخصيصنا المالي ضعيف جدا، وحرم الدار من اي ايفاد خارجي لتمثيل ازيائنا العراقية، ولتمارس دورها الفعلي”.
*كيف تصفين حضور ازياءنا العراقية اليوم في المهرجانات المحلية، والعالمية والعربية ؟
“محليا، قدمنا على المسرح البابلي قبل ايام عرضا في افتتاح مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية السابع، ومشاركتنا في هذا المهرجان كانت عن طريقي، وبدعوة من الاستاذ علي الشلاه، وافتتحنا المهرجان بعرض رائع، ولم ار افضل من هذا الوقت لأعيد دار الازياء الى بابل بعد انقطاع طويل. كعروض خارجية استبعدنا من هدفنا الاساسي الذي كنا نتصدر به المهرجانات، فلم نشارك في اي مهرجان خارجي منذ عام 2014”
*الى أي مدى التنسيق والتعاون بينكم وبين المؤسسات العربية والاجنبية بعالم الازياء؟
“لقد تعاونت بنحو شخصي مع مؤسسة منى المنصوري الإماراتية، حيث قمنا بعرض مشترك في مهرجان نفرتيتي للأزياء في مصر، والذي كان يحاكي التزاوج بين حضارات الدول المشاركة في المهرجان، وبين حضارة مصر”. *مشاريعكم المقبلة؟
افتتاح دورات للمحتاجين من ذوي الشهداء والارامل، مع تقديم الدعم المادي لهم لفتح مشاريع صغيرة.