من هو «مجذوب الشام»؟ وما هي «رؤى الطاهر»؟.. قراءةُ الحياة في الحدث والواقع من خلال استحضار الأسطورة.. انخطافٌ صوفيٌ عبر الزمن السحيق.. الكتابة عمّا لا يُكتب.. بحروفٍ من نار.. استحضارٌ لوجودنا الأول عبر آدم، آدمنا المتكرر في كل زمان.. استنباطٌ للمعاني والقيم، وفي البحث تكمن القدرةُ على الاستنتاج..
من هو الطاهر؟.. افتقادٌ للموجود رغم أنه ظاهر للعيان.. قرأناه ألف مرة، سمعناه في التراتيل.. وفي تفاسير الذكر الحكيم، وفي أحداثٍ تاريخيةٍ ما زلنا نعيشُها حتى يومنا هذا في القرن الحادي والعشرين.. في سيرٍ لأبطال عظام قضوا.. الرواية لا يمكن تلخيصُها بسطورٍ وعبارات، لأن ما بين الحكاية عن سورة الخلق وفحوى الإيمان سطور لا يفكها إلا من وصلته «شيفرتها»، لنتساءلَ أخيراً عن معنى الأمل والعلم في ظل الحرب والمعاناة والألم…
«رؤى الطاهر».. رحلةٌ لـ «وعينا الجمعي» ابتدأت بانخطاف الطاهر ودمشق قائمة في خلده ونومه ويقظته خلال رحلة استدعته ظروفـُها إلى «بلاد فارس».. انخطافاته المتكررة تؤكد أنَّ إبليس قد استحلف لنا.. فهاهي المدن والبلدان تُـدمر من فعلنا نحن بني البشر.
وأسترجع في هذا المقام عباراتٍ متفرقة في الرواية: «استقلّ سيارته تحت دوي الانفجارات العاصفة.. متجهاً إلى بلاد فارس.. مكتوم الأنفاس منذ أربعين سنة.. الحواجز المجهولة الهُوية مزروعة على جانبي الطريق كفخاخ تختار الصيدَ لمآرب.. يخشاها المضطرون إلى العبور.. دخل في سباتٍ شاله من كينونته، مستعيداً ذاكرة الوجود.. رأى في انخطافه أنه شكلُ إنسان من صلصال، تصفر فيه الرياح، لا حياة فيه، تمّ صنعـُه من قبضة ترابٍ مختلفة الألوان، ممزوجة بمياه آسنة غزاها النتن، فأصبحت «حماً مسنوناً».. جُعل منها على شكلِ مبدعِه.. ما أن يعودَ إلى صحوه.. يستحضر التاريخ والأحداث منذ بدء الخليقة، مروراً بالأنبياء والقادة وما خلّفوا؟! ما أكثر المجرمين والفاشلين!.. الطاهر يوحي ويُـوحى إليه.. الأوطان تحترق.. فهل تغلّب الشر، وأصبح إبليس قاب قوسين أو أدنى من النصر؟».
«رؤى الطاهر» للكاتب موسى العلي
التعليقات مغلقة