يخوض المرشحون للانتخابات في العراق تجربة جديدة للفوز بثقة الناخبين في موسم انتخابي صعب تتشكل فيه مجموعة من التحديات في مقدمتها تنامي الشعور الجمعي لدى الراي العام العراقي بعدم قدرة المرشحين في الاستجابة لامال وتطلعات ملايين العراقيين على تحقيق اختراق انتخابي يتمكن فيه ذوو الكفاءات والمخلصون في الفوز باغلبية المقاعد النيابية ومغادرة حقبة الاستحواذ الحزبي وسيادة المحاصصة الحزبية المقيتة على هذه الاغلبية طوال اكثر من ثلاث دورات انتخابية فالتجارب الانتخابية السابقة رسخت من التقاليد الحزبية في التعاطي مع الاستحقاق الانتخابي وشوهت كثيرا من المضامين الديمقراطية وبات الكثير من المرشحين الجدد يدركون بان خوضهم الانتخابات الجديدة في قوائم منفردة او مستقلة من دون دعم الاحزاب الكبيرة يعني ببساطة تضاؤل فرص حصولهم على الاصوات الكافية التي تؤهلهم للدخول في قبة البرلمان انطلاقا من وقائع وحقائق تتعلق بالحملات الانتخابية وتمويلها والدعم المحلي والاقليمي لها بغياب تطبيق سليم وشفاف لقانون الاحزاب ولربما ستكون هذه الانتخابات فرصة كبيرة للتعرف على حركة الرأي العام العراقي ومدى قدرته في التعبير عن الرفض لكل هذه التقاليد التي جرى تكريسها على مدى اكثر من اربعة عشر عاما بعد الفشل الكبير الذي صاحب اداء الاحزاب الكبيرة داخل السلطتين التشريعية والتنفيذية فاليوم هناك قطاعات واسعة من الشباب العراقي تشكل الثقل الاكبر من الجمهور الانتخابي لديها تطلعات جديدة تتمثل ببحثها عن مرشحين جدد لم يجربهم شعبهم ولم تتلطخ اياديهم بالفساد ولم يعرف لهم فشل متكرر في تسلمهم للمهام والمسؤوليات داخل مؤسسات الدولة وهؤلاء الشباب يحملون الكثير من الامال والاصرار على دعم اية جهة سياسية او كتلة انتخابية تريد تحقيق الاصلاح والتغيير بضمانات تتمثل برفض استنساخ التجارب السابقة في ادارة الدولة العراقية واتاحة الفرصة لوجوه جديدة من اجل المشاركة في صنع القرار وبناء الدولة وعلى الرغم من تشظي الكيانات والاحزاب المستقلة وتوزع الكثير من الوجوه الجديدة على الائتلافات الحزبية الا ان الامل مايزال قائما بحيازة نخبة سياسية جديدة على اصوات كافية لتحقيق ائتلاف عريض يزيح هيمنة الاحزاب القديمة التي دخلت الانتخابات الجديدة باسماء جديدة لكنها مصرة على تكرار تجاربها السابقة في ادارة الدولة ومن المهم جدا ان يترجم الناخبون رغبتهم العارمة بالتغيير ويمتلكوا القدرة على الاختيار الصائب وان يجري تثقيف مستمر وعالي المستوى للحيلولة دون ضياع اصوات ملايين الشباب العراقي والداعمين لهم في الانتخابات المقبلة وفي الوقت نفسه من المهم ايضا ان يترجم المرشحون الذين سيختارهم جيل جديد من الشعب العراقي الامال والتطلعات وينفذونها على ارض الواقع باسرع وقت تعويضا عن ضياع وتشتت الحلم العراقي الكبير بالتغيير الذي مايزال حلما يبحث عن من يجعله حقيقة ملموسة .
د. علي شمخي
تطلعات جديدة
التعليقات مغلقة