وكالات ـ الصباح الجديد:
ذكرت وسائل إعلام عربية، أمس الاثنين، ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خرج عن البروتوكول الرسمي مرتين للتعبير عن حفاوته بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي بدأ زيارة رسمية للقاهرة لمدة ثلاثة أيام.
وقالت وسائل الاعلام إن السيسي، كسر البرتوكلات الرسمية مرتين، الأولى”عندما كان في استقبال ولي العهد السعودي، عند سلم الطائرة الملكية عند وصوله إلى مطار القاهرة، وهي خطوة لا يحظى بها إلا ملوك ورؤساء الدول فقط، مما يعني أن السيسي يتعامل مع ضيفه السعودي بالطريقة نفسها التي يتعامل بها مع كبار الزوار”.
واضافت أن المرة الثانية، كانت بعد إصدار المحكمة الدستورية العليا في مصر حكمًا بإلغاء جميع الأحكام القضائية السابقة التي تؤكد مصرية جزيرتي تيران وصنافير” في مدخل خليج العقبة، والتأكيد مجددًا على نقل السيادة السعودية إليهما، حيث جاء هذا الحكم القضائي قبل 24 ساعة من وصول محمد بن سلمان إلى مطار القاهرة.
وأوضح التقرير ان “الرئيس المصري يدرك جيدًا أن بن سلمان هو الحاكم الفعلي للسعودية، وقد يصبح ملكا متوجا في غضون أشهر قليلة، ولصغر سنه (32 عاما) ربما يستمر في الحكم لما يقرب من نصف قرن، ولهذا يحرص على استغلال هذه الزيارة لتوثيق العلاقات معه، وبذل كل جهود ممكنة لإرضائه أملاً في الحصول على المزيد من القروض والاستثمارات التي تساعد في إخراج مصر من أزمتِها الاقتصادية الحالية”.
وأشار إلى ان “مصر ترغب في مضي السعودية قدما بمشروع بناء منطقة “نيوم” الحرة قرب الحدود المصرية الأردنية السعودية التي يعتبرها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان درة تاج رؤيته الاقتصاديّة، ورصد لها مبلغ 500 مليار دولار، ممّا يعني توفير فرص عمل للآلاف من الشباب المصري العاطل”، مبينا ان الحكومة المصرية تعهدت بتقديم ألف كيلومتر مربع من الأراضي في جنوب سيناء لتكون ضمن مشروع المدينة العملاقة التي كشفت السعودية النقاب عنها في تشرين الأول الماضي.
وفي المقابل تريد السعودية ضم مصر إلى تحالفِ “دول الاعتدال” الذي تعكف على تأسيسه ليكون في مواجهة إيران وقد تجلى الحلف في التكتل الرباعي السعودي المصري الإماراتي البحريني في أوضح صوره في مقاطعة قطر ومحاولة التصدي للنفوذ التركي المتصاعد في الشّرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة ان الخلافات المصرية السعودية، تتمحور في ثلاثة ملفات أساسية، هي الأزمة السورية والحرب في اليمن ومسألة القيادة، فمصر حرصت دائما على استمرار التواصل مع القيادة السورية التي تعتبرها شرعية، على عكس السعودية كما ترددت تقارير إخبارية عديدة عن إرسال مصر شحنات أسلحة لدعم الجيش السوري.
أما بالنسبة إلى الملف اليمني، فقد تعثرت كل المحاولات السعودية لإقناع مصر بإرسال قوات للمشاركة في الحرب اليمنية إلى جانب قوات التحالف العربي بقيادتها، واكتفت مصر بأن يكون وجودها في التّحالف العربي شكليا، بإرسال فرقاطتين حربيتين إلى باب المندب.
وفيما يتعلق بالتنافس على زعامة محور الاعتدال، أشارت الصحيفة إلى أن “مصر لا تقبل أي منافسة لها بينما تعتقد السعوديٍة أنها الأكثر تأهيلاً لها بحُكم موقعها الاقتصادي القوي، وعضويتها في منظومة الدول العشرين الأقوى اقتصاديا في العالم”.
وختمت الصحيفة بالقول إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان بات أكثر مرونة من السابق ومن غير المستبعَد أن تتمخض زيارته الحالية لمصر عن المزيد من المساعدات والقروض والاتفاقات الاقتصادية، وهذا ما يريده السيسي، ويخرج عن كل البروتوكولات من أجله، لأن استقرار مصر وتجاوز أزماتها الاقتصاديٍة يحتل قمة أولويات حكمه في الوقت الراهن”.