نحو عراق جديد سبعون عاماً من البناء والإعمار

هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبيرًا لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع ، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقديرًا واعتزازًا بهذا الجهد التوثيقي والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في (670) صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 44
مجتمع عمان في تسعينيات القرن العشرين
حمدي التكمة جي من اقدم من سكن عمان من جيلنا من العراقيين ، ولذا فان مكتبه وبيته اعتبرا قبلة للكثير من العراقيين في عمان . فالكثير من الاصدقاء يتردد على مكتب حمدي صباحا أما للسلام أو لإنجاز عمل معين . استعملت مكتب الأخ حمدي كما استعمله العديد من أصدقائه مشكورا طيلة فترة بقائي في عمان حيث قدم لي جميع ما طلبته من مساعدات وعليّ ان اذكر انه اودع 45 الف دينار في حسابي المصرفي مؤقتاً لتمكيني من الحصول على الاقامة في المملكة الاردنية فألف شكر لأخي الكريم المخلص أبي عباس .اما في الامسيات فان ام عباس تهيئ مضيف حمدي لاستقبال العديد من الاصدقاء القدماء والمحدثين يؤمون هذا المضيف العامر سواءً وصلوا من بغداد أو من انحاء العالم .
واما باسل الجادرجي فقد جمعتنا الجلسات المسائية أحيانا في داره مع زوجته …… الكيلاني للتحدث في المواضيع الادبية احيانا والمجتمع احيانا اخرى. يسكن في عمان الكثير من الاصدقاء والزملاء الذين لا يمكن تعداد اسمائهم والذين كونوا مجتمعنا آنذاك ولكن اذكر منهم الرسام المشهور ابراهيم العبدلي والرسام سيروان باران والاستاذ باسم مشتاق ويقضان الجادرجي .
كانت حياتنا الاجتماعية في عمان نشطة بين الأصدقاء والأقارب ومعارفنا من الاردنيين . كان لدى زوجتي سهى معارف عديدون من العراقيات ومنهم نجلة الكيلاني ونهى الراضي والعراقيين ولذا كنا مرتبطين ليلا بصورة مستمرة بزيارة صديق او صديقة أو يلتقي الاصدقاء لدينا في شقتنا في اول شارع مكة . من الزيارات التي اذكرها هي زيارة نائب الجمهورية طه معروف حيث حضر في زيارة رسمية الى عمان . لدي شخصيا معرفه بهذا الرجل الكريم كما اتضح لزوجتي ونهى الراضي كذلك معرفة به . قررنا دعوته على العشاء . عند مخابرته والتحدث معه ، رحب بالدعوة على شرط ان لا ندعو أحداً غيرنا وان اذهب لاصطحابه من مقرة الرسمي في شارع زهران الى شقتنا في شارع مكة دون علم أحد . قضينا نحن الثلاثة معه امسية لطيفة متحدثين عن الكثير من الامور الاجتماعية والذكريات القديمة . اطلعته على عدد من الصور المأخوذة له عندما كان سكرتيرا في السفارة العراقية في طهران في الوقت الذي عين خالي بهاء الدين نوري سفيرا في طهران والصورة تبين انه في مرحلة الشباب يسير خلف خالي لزيارة ضريح رضا شاه بهلوي امبراطور ايران. طلب مني عدداً من تلك الصور للاحتفاظ بها .
تميزت علاقاتنا مع صديقي القديم وزميل الاعدادية المركزية ، سفير العراق المتقاعد في ماليزيا هشام الطبقجلي وعائلته. جمعتنا علاقاتنا العائلية والعراقية اولا وعن طريق جمعية اصدقاء الآثار في عمان . هذه الجمعية المتميزة والنشطة التي اهتمت بتعريف اعضائها من الاردنيين والغالبية من الأجانب على المواقع الاثرية الاردنية ومعالمها حضرنا محاضرات علماء الآثار الذين مروا بالأردن وعلماء الآثار
المقيمين أو الزائرين . وفرت لنا هذه الجمعية الفرصة للتعرف على معالم وآثار الحضارات الرومانية و البيزنطية والاسلامية في الاردن . زرنا معالم هذه الحضارات في جرش و البترا و وادي رم وقلعة صلاح الدين و عجلون بالقرب من ام قيس .
في السنة الثالثة قررت عدم الاستمرار مع كارل برو لعدم تحقيق مشروع رئيس ولذا انصرفت الى العمل مع حمدي التكمه جي وأمين زوين في العراق لمساعدتهم أثناء فترة الحصار في تمكين الشركات الصينية والروسية في العمل على مشاريع تطوير المعامل الصناعية العراقية ومشاريع الكهرباء المدمرة نتيجة الحروب .

العودة من عمان الى بغداد
لم تستمر حياتي الزوجية بالشكل الذي كنت أحلم . اكتشفت تدريجيا أن سهى ترغب في ادخال اسمها في حساباتي المصرفية والعقارات في بغداد وغيرها . أرادت كما تصورت أن تستحوذ على اكبر مبلغ يمكنها بتشجيع من ابن اختها ، وهذا ما نبهتني اليه محاميتي في لندن وتأكدت منه عندما أعادت لي اختها لمعان البكري مبالغ مسحوبة من حساباتي على اعتبار انها لإجراء عمليات جراحية وهمية. استنفذت احتياطياتي المالية في عمان ولذا قررت أن أعود الى بغداد بعد أن اتضح لي ان خلافاتي مع زوجتي لا يمكن ان تحسم الا بالانفصال أو الطلاق . سجلت سيارتي باسم سهى كيما تبيعها وخصصت لها مبلغاً من المال لتمشيه امورها لمده أشهر وعدت الى بغداد وكنت قد قررت الطلاق من زوجتي سهى. عندما قررت في أحد الأيام أن ننظف السجاد الايراني لدي في المخزن اتضح لي أن هناك اكثر من 18 سجادة من الانواع الجيدة «قم» و»كاشان» و»اصفهان» مفقودة من المخزن . عندما خابرت سهى اعلمتني أنها في بيتها. لم أعثر على السجاد الذي جمعته على مدى سنين عديدة من هوايتي في حب هذا النوع من الأعمال الفنية المتميزة . نصح العديد من اقارب سهى أن تعترف بماذا حل بالسجاد . طلب العديد من أقارب سهى اليها أن تعدل عن هذه التصرفات ، الا أنها مع الأسف لم تعدل عن تصرفاتها ، وهذا موضوع آخر دعاني ان افقد الثقة بهذه السيدة . رتبت مع نسيبي سعد شاكر امور المحكمة والطلاق وتحدثنا مع الحاكم . لم توافق سهى على الطلاق الا بعد أن رأت اصراري على ذلك بشكل قاطع . منحتها ما ارادت من ملايين الدنانير العراقية كحق متأخر لها وحضرنا أمام القاضي الذي شهد بالطلاق واصدر أمر المحكمة. أوصلتها الى بيتها في الصليخ وودعتها الوداع الأخير. بالرغم من ألمي من هذا الموضوع إلا أنني كنت أشعر في تلك اللحظة أني كسبت حريتي وتخلصت من علاقة زوجية لم أرغب بها بهذا الشكل أبدا ، دامت زهاء أربع سنوات.

العمل الاستشاري في بغداد في سنة 2000 و محاولات الشركات الروسية
تركزت أعمالنا في سنة 2000 على الشركات التي تعمل مع وزارة الصناعة والكهرباء . كانت علاقة صديقي المهندس الكهربائي أمين زوين مع مهندسي الصناعة والكهرباء جيده وعلاقتنا العملية جيدة كذلك مع حمدي التكمه جي الذي له علاقات جيدة مع الشركات الروسية كونه حصل على شهادة الدكتوراه منها. كانت اهداف حمدي وهو يعمل ممثل لشركات عالمية ، ان يكون ممثلا لتلك الشركات في مشاريع محددة. أما أمين زوين فلديه مكتب هندسي كهربائي يهدف الى علاقات عمل مختلفه وكنت أشعر أحيانا انه يعمل كوسيط بين طرفين. بما أن ذلك يقع خارج نطاق العمل الاستشاري ، لم أدخل مع أمين الا بمبدأ التعاون في الاعمال الهندسية الاستشارية من اتفاقياته . أما هدفي فكان تقديم مكتبي «دار العمارة» للعمل مع الشركات العالمية في العمل الهندسي الاستشاري كتصاميم الهياكل الانشائية للأبنية والاسس والطرق والخدمات وأعمال الموقع.
كانت شركة «تكنوبروم» الروسية العملاقة قد حصلت سابقا على العديد من مشاريع الكهرباء من وزارة الصناعة والكهرباء. لم يكن شريكي أمين متحدثا جيدا باللغة الانجليزية ولا حمدي يتكلمها بطلاقه. لذا وجدت نفسي أعمل على جانب العلاقات الفنية الاستشارية مع الشركات العالمية وكذلك التفاهم والاتفاقات باللغة الانجليزية ووجدت نفسي دائما في وسط كل الأعمال والاتفاقات . ساعدتني خبرتي الماضيه بالأعمال الاستشارية على عملي بكفاءة مع الشركات الروسية والصينية . كانت الحكومة العراقية تعمل جادة على كسر الحصار والاتفاق مع الشركات الروسية أو الصينية للعمل في العراق . وبحكم كون تلك الدولتين أعضاء في مجلس الأمن فقد كانت شركاتها ترغب بالعمل في العراق عن طريق شريك ثالث أو وسيط يمكنه القيام بالأعمال دون احراج في مجلس الأمن الذي رسم سياسة الحصار على العراق . بالطبع تؤيد سفارات الدول هذه شركاتها بالعمل في العراق من ناحية , لكن من الناحية الاخرى تمنع سياساتها من العمل رسميا مع العراق . لذا كان كسر هذا الطوق عن طريق الوسطاء هو المخرج الوحيد للحصول على عمل كبير .
من الاعمال التي أذكرها مع الشركات الروسية هو ان حمدي اعلمنا بأن وفدا من نحو 8 خبراء من شركة «تكنو بروم» سيحضر الى العراق لدراسة التعاون مع وزارة الصناعة لإصلاح محطات الكهرباء في الهارثة والبصرة والناصرية . بعد أيام من اجتماعاتنا في بغداد هيأنا انفسنا وانطلقنا بالسيارات من بغداد بأتجاه الكوت والبصرة . توقفنا في «محطة كهرباء الهارثة» المشيدة من قبل شركة «متسوبيشي» الواقعة بين العمارة والبصرة حيث اصيبت ابراج التبريد بضربات صاروخية مباشرة من الطائرات الأمريكية .
قام الخبراء بالمسح السريع لدراسة الاضرار وامكانات تصليحها وأخذ الصور المطلوبة والتداول مع مدراء المحطة للتعرف على متطلبات التصليح بموجب مفاهيم الوزارة. قضينا الليلة في عشار البصرة.
البصرة في تلك الأيام ليست كما البصرة التي نعرفها وخبرنا جمالها واهاليها الكرام, البصرة التي رأيناها محصنة بالمتاريس من اكياس الرمل امام محطات الوقود والأبنية الرئيسية بالمدينة كما لم ترفع النفايات من شوارعها الرئيسية من أيام , ويلاحظ على أبنيتها آثار القصف المدفعي خلال الحرب الايرانية وتوجد بعض الأبنية المدمرة التي لم يتم اصلاحها بعد . وفي اليوم التالي زرنا «محطة كهرباء «النجيبية» وهي المحطة القديمة التي تم تشييدها في خمسينات القرن العشرين بطاقة 125 ميجاواط على غرار محطة معسكر الرشيد ومتوقفة عن العمل منذ فترة طويلة ، الا ان فكرة اصلاحها ظهرت مع عمليات تصليح المحطات الاخرى. بناء محطة النجيبية جيد ومتميز ويصلح أن يكون جزءاً من تراث البناء في خمسينات القرن العشرين. تم تعرف الخبراء على فضاءات المحطة ومتطلباتها وتسجيل ما هو مطلوب لإصلاحها او تبديل مكوناتها وتشغيلها . في اليوم التالي وبعد أن تأكدت من عدم وجود عمليات عسكرية في منطقة الاهوار، وهي العمليات التي استعمل فيها قصي صدام حسين ، بتخويل من والده ، الاسلحة الثقيلة ليكتسح الأهوار لتنظيفها من الجنود الهاربين من الخدمة والمتمردين على النظام في تلك الفترة ، استمرت مسيرتنا الى مدينة القرنة حيث التقاء نهري دجلة والفرات مع شط العرب. تناولنا الغداء في دار استراحة هذا الموقع الجميل الذي يقع تماما وعلى أمتار من الأنهر الثلاث . استعرضنا إنجازاتنا في التعرف على المحطات المضروبة ومتطلبات اصلاحها واستمرت مسيرتنا في طريق العودة الى محطة كهرباء الناصرية . الناصرية المدينة البسيطة والواقعة على ضفاف الأهوار من ناحية وشرقي الصحراء من ناحية اخري لم يكن مشهدها احسن من مشهد مدينة البصرة ابدا ، وعند التجول في بعض طرقها شعرت وكأنما مدينة الناصرية اهملت عمدا لحين تنظيف الاهوار جنوبها من العمليات العسكرية.
محطة كهرباء الناصرية والتي تم تشييدها من قبل الشركات الروسية سابقا ، لم تصب بأضرار كبيرة وتعمل حالياً بنحو نصف طاقتها . بعد مراجعة الخبراء العراقيين والتحدث معهم وقيام الخبراء الروس بالكشف الكامل على متطلبات اعادة اعمار المحطة كاملة من جديد ، التقيت مع بعض المهندسين العراقيين الذين بدأوا في تسلم المواد الاحتياطية المصدرة من روسيا الى العراق لصيانة المحطات , واتضح لهم ان معظم الموتورات والمعدات المستلمة هي عبارة عن معدات قديمة ومستعملة في روسيا اعيدت الى المعامل واجريت عليها عمليات صيانة وتصليح وصبغ واعطائها الشكل اللماع مجددا لتظهر حديثة الصنع ، الا أنها لم تثبت كفاءتها أبدا بالعمل , كما ان العمر التشغيلي لها غير محدد مما يستوجب ابدالها وبالتالي لا يوجد ضمان عملي لهذه المواد المستوردة حديثا من روسيا. ونحن في طريق العودة ، بحثت هذه الأمور مع رئيس الخبراء الروس ، ولم يكن منه الا أن يسجل هذه الملاحظة لأخذها الى معاملهم في روسيا.
استعرضنا نتائج زيارتنا الى البصرة مع كبار خبراء وزارة الصناعة في بغداد، وتم توضيح اطار الاتفاقات الممكنه مع الشركات الروسية للقيام بالأعمال المطلوبة لإصلاح المحطات الكهربائية التي تمت تغطيتها. وبحكم كون هذا الوفد الفني والمستوى العالي الذي يتمتع به ، تم التوقيع مع مدراء الوزارة العامين على بروتوكول تعاون ينص على أنه بعد استلام عرض شركة « تكنو بروم « لإصلاح المحطات التي تمت زيارتها ، ان يتم التعاون بالعمل على المشاريع الاخرى ومنها محطة كهرباء اليوسفية بطاقة 1250 ميجاواط . قدم عرض شركة تكنو بروم بشروط تحقق متطلبات الوفد الروسي للعمل على المشاريع التي تمت زيارتها ، الا اننا لم نسمع بعد اسابيع وأشهر عن أي اتفاق نهائي أبدا.
لم تعطِ الحكومة الروسية الضوء الأخضر لشركاتها في العمل عن طريق طرف ثالث أي لم تتجرأ ان تكسر الحصار ، ولذا رغم وجود الرغبة والحاجة لدى الطرفين ، لم يستمر العمل رغم اشهر من المحاولات والكثير من النفقات ، لكن الحصار الظالم على العراق والذي لم تستطع دولة من دول العالم أن تكسره ، قد حطم الشعب العراقي ولم يحطم صدام حسين الذي دخل الى الكويت ودمر الارض واهلها .

شركة البشائر والشركات الروسية
اشتد الحصار الاقتصادي على العراق خلال فترة التسعينات من القرن الماضي ، وتردى الاقتصاد العراقي الى درجة كبيرة . أثر ذلك كثيرا على الصناعات العسكرية المتخصصة في تلك الفترة . وأنا في عمان حيث كنا نتعاون أنا وزميلي أمين زوين مع الدكتورحمدي التكمةجي وهو في عمان ، على مساعدة الشركات الروسية للحصول على عقود لاصلاح محطات توليد الكهرباء المتضررة من القصف المريكي في الأحداث السابقة .
اتصل بي أمين من بغداد طالبا مساعدته للاتصال بشركات تجهيز اطارات السيارات لرئاسة الجمهورية بمواصفات معينة . الأطارات بمواصفات تختلف عن الاعتيادي لتكون ضد الاطلاقات النارية وتتحمل سرعات كبيرة . وفي مرة اخرى ، وأنا في لندن اتصل بي امين طالبا المساعدة في الحصول على عرض تجهيز سيارات مدرعة لصحفيين كويتيين في بغداد ( لماذا من بغداد وهم كويتيون؟) . اتصلت بصديقي د. مثنى كبة في سويسرا ، وسألته المساعدة في هذا الموضوع الذي كان يعمل عليه آنئذ . وان حاول مثنى مساعدتي ، باعطائي معلومات معينة حول هذه الطلبية ، إلا أنه نصحني بعدم التدخل بهذه الامور لكونها خطرة جدا ومسؤولياتها عالية . السبب في ذلك اننا لا نعرف تماما ان كانت السيارات مدرعة ضد أي نوع من الاطلاقات النارية وأي درع مستعمل في السيارة وتقاوم اي نوع من الاسلحة وهل تلك مغطاة بالتأمين أم لا ؟ أبلغت أمين زوين في بغداد بهذه المعلومات بتفاصيلها وشرحت خطورة هذه الامور.
وفي لقاء آخر ونحن ، أمين وأنا ، في مقابلة مع مدير شركة البشائر في بغداد ، التي تقع مكاتبها على شارع أبي نواس ، ويتضح هي من احدى الشركات العائدة الى شبكة المخابرات العراقية ، فاتحنا رئس الشركة قائلا انهم يرغبون في ان نتعاون معهم في فتح مكتب في دولة الامارات العربية المتحدة باسم «مكتب إماراتي» هدفه ان يتعاون بواسطتنا مع الشركات العالمية في الحصول على خبراتها في انشاء المشاريع الصناعية الهندسية في العراق . ونحن في فترة الحصار الجائر على العراق مندفعين في مساعدة الحكومة للتخلص من هذا الحصار الجائر… فكرنا مليا ان كان هذا المقترح ينسجم مع أهداف العمل الاستشاري ؟ قررنا ان نستمر لفترة كيما نكتشف الأهداف . تم الاتصال مع إحدى شركات الامارات في أبو ظبي ، التي ترغب في تكوين علاقة عمل مع العراق وحددنا منهجاً لزيارتي الى هناك .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة