استغرب البعض من المحللين «السياسيين» سرعة استجابة الولايات المتحدة الاميركية لطلبات اقليم كردستان في التصدي لقوات داعش الارهابية التي كانت تقاتل قوات البيشمركة في مخمور وسنجار وسد الموصل ،مقارنة مع التأخر
في الاستجابة لطلبات الحكومة الاتحادية ، وعدوه الاستجابة للاقليم ـ لقصور في ادواتهم التحليلية- جاءت سريعة لانقاذ المسيحيين وتشفوا مبتسمين من ان ذلك اكبر دليل على طائفية اميركا !!
لكن هذا البعض نسي ان يقول لنا لاي طائقة انحاز الاميركان للكاثوليك ام للبروتستان !!
لم يلحظ هؤلاء المحللون ان العالم الخارجي والعربي منه مستعد ان يقف معك عندما تكون موحدا ..
عندما يكون لديك برنامج واضح..
عندما تكون جبهتك الداخلية قوية ومتماسكة..
عندما لاتخطب فتاة في هذا البيت وتعقد القران على واحدة اخرى في بيت آخر..
عندما تكون رسائلك واضحة للجميع من انك ليس حصان طروادة لهذه الدولة أو تلك ..
عندما يثق الجميع ان مصالحهم مؤمنة وغير مرتبطة باجندات اخرى..
واذا تغاضى العالم عن كل التفاصيل الاخرى ، فهو لايريد ان يضع اقدامه في بيت يحترق بيد «نخبته « السياسية الحاكمة ..
لايريد ان يغامر مرّة اخرى في بلد للمليشيات فيه حرية مطلقة وتتصرف في البلاد بوصفها قوات حكومية ..
لايغامر في بلد به ساسة مازالت ولاءاتهم مقسمة بين العواصم بما فيها الداعمة للارهاب في البلاد ..
هذا هو السبب الذي لم تستجب فيه اميركا ، او تتأخر استجاباتها لطلبات الحكومة الاتحادية من الاسلحة ، التي لاضمانة لديها من انها ستستعمل ضد الارهاب والارهابيين فقط ..
وهو السبب نفسه لبقية الدول بما فيها المتعاطفة مع الوضع العراقي ..
لانك مفكك .. فان اميركا وغيرها من الدول الاوروبية لن تحشر نفسها في نزاعات ومشكلات داخلية وتغوص في المستنقع العراقي، من دون ان تتلمس وتثق انها امام قادة دولة ، وامام ساسة متفقين، في الاقل، على الثوابت الوطنية ومنها محاربة الارهاب ، بل وكيفية محاربته ..
لن يساعدنا احد في مواجهة داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية ، الا بحدود، مادام الداخل العراقي مفككا الى الدرجة التي نمر بها بعشرات المخاضات لننتج لنا مرّة رئيس للبرلمان وطلقة اخرى لرئيس الجمهورية ، ولانعرف ان كنا اليوم سنشهد ولادة رئيس الوزراء ..
استجابت اميركا للاقليم وسيستجيب العالم اكثر، لان جبهته موحدة واهدافه واضحة ومصالح الدول فيه محمية ، ولم يضع بيضه كلّه في سلّة واحدة.. تعلموا من اقرب الدروس!!