سها الشيخلي
يعيش البلد في فوضى لا حدود لها وتتوزع هذه الفوضى لتشمل مفاصل الحكومة من وزارات ومؤسسات مستقلة لكنها شبه معطلة ودوائر الحكومة ينخرها الفساد الاداري والمالي ، وصارت المعاملة التي قد استكملت كل شروطها الصحيحة لا تنجزالا بدفع الرشوة ، والبلد يعاني الانقسامات حتى بعد انتخاب كل من رئاسة الجمهور ية ومجلس النواب ، ولا بارقة امل تلوح في الافق في وضع حد لهذه الفوضى التي يتربع على عرشها سوء ادارة الملف الامني ، فماذا يعني بالله عليكم تفجير ست سيارات قبل يومين في بغداد وحدها غير الفشل الذريع في مسك الملف الامني ، وتنتقل الاخبار السيئة بالطبع بسرعة تفوق فيها سرعة الصوت من ان العاصمة بغداد مهددة من اجتياح العصابات الارهابية ما يجعل الخوف والترقب من المجهول يسودان ارجاء مدينة السلام ، كل هذا والسادة يصرون على مواقف وبتشنج يزيد من تلبك الموقف السياسي ، فماذا يعني الكتلة الاكبر ، والكل يتذكر ان النائب اياد علاوي كان قبل اربع سنوات يشكل الكتلة الاكبر في المفهوم السياسي الى ان جرى اقصاؤه بلعبة لا اريد التطرق الى خيوطها التي يعرفها كل فرد من افراد هذا الوطن المنكوب ، واليوم يصمت نواب دولة القانون في انتظار ما سينتج من تشكيلة الحكومة لكي يتم تقاسم السلطات ، وسينالون مكانات متميزة جراء هذا السكوت على قاعدة (اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) ، وفوق هذا وذاك يتلقى المواطن التهديدات المباشرة من فتح باب جهنم .
فبدل أن يبشر المسؤول المواطن النازح والمهجر والمهدد بالقتل او الاختطاف بتحسن الاحوال وعودة النازحين الى ديار هم والقضاء على من احتل وخرب البلاد واذلها ، تأتي التهديدات بفتح باب جهنم لتكتمل الصورة المأساوية ، اية جهنم اكثر من الذي يعيشه المواطن الجائع والمريض والامي والمهمش والباحث عن فرصة عمل وبعد كل ذلك فهو مطارد من قبل عصابات داعش التي لا تعرف كيف تتفنن في الحاق الاذى بالنساء والرجال والاطفال حتى وصل بها الامر الى خطف الاطفال لتفخيخهم ، كل هذا من جهة ومن جهة اخرى تعيش مناطق بغداد الخطف والتهديدات من قبل ميليشيات تبحث عن ضالتها عبر القتل على الهوية واثارة النعرات الطائفية التي ما ان تخمد حتى تستعر مجدداً ولم يسلم منها لا الاقليات ولا المكونات الدينية ، فاي جهنم اكثر سعيراً من التي يعيشها الوطن الان ؟