الأمم المتحدة ترى الاتفاق الأوروبي مع طرابلس بشأن الهجرة «غير إنساني»

اجتماع ثلاثي في القاهرة لبحث جهود تسوية الأزمة الليبية
القاهرة ـ وكالات:
قالت الأمم المتحدة امس الاول الثلاثاء إن سياسة الاتحاد الأوروبي في مساعدة السلطات الليبية لإيقاف المهاجرين وإعادتهم إلى الأماكن التي جاءوا منها “غير إنسانية”، فيما التقى وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في اجتماع تشاوري، امس الأربعاء، في القاهرة، مع وزيري خارجيتي مصر والجزائر بهدف استعراض نتائج المباحثات الخاصة بالأزمة الليبية.
واتهم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، الدول الأوروبية بتجاهل التحذيرات بشأن الصفقة المعقودة مع ليبيا.
وتقول السلطات الليبية إنها تسببت في زيادة كبيرة جدا في عدد المحتجزين ليصل إلى 20 ألفا تقريبا.
ويقول مراقبون تابعون للأمم المتحدة زاروا منشآت احتجاز في ليبيا إنهم وجدوا “الآلاف من الرجال وهم يعانون من صدمات نفسية وهزال شديد، والرجال والأطفال يتكدسون فوق بعضهم”.
وقال الحسين إن المهاجرين محبوسون في مستودعات مغلقة مجردين من كرامتهم من “دون أن تتاح لهم إمكانية الحصول على أهم الضروريات الأساسية، وقد انتزعت منهم كرامتهم الإنسانية”.
لا يمكننا أن نقف موقف المتفرج على العبودية الحديثة والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والقتل غير القانوني باسم إدارة الهجرة ومنع أشخاص يعتريهم اليأس والقنوط من الوصول إلى شواطئ أوروبا
وقال زيد رعد الحسين “إن معاناة المهاجرين المحتجزين في ليبيا تثير سخط الضمير الإنساني” مضيفاً أن “ما كان وضعاً مروعاً قد أصبح حالياً وضعاً كارثيا”، حاضا المجتمع الدولي على التوقف عن التغاضي عنه.
وشدد الحسين على أنه “لا يمكن إنقاذ حياة المهاجرين وضمان سلامتهم الجسدية إلا من خلال إيجاد بدائل للاحتجاز تصون كرامتهم وتحميهم من التعرض للمزيد من الفظائع”.
ويقول جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا إن ما يقارب من 20000 شخص قيد الاحتجاز في مراكز تابعة له منذ مطلع شهر تشرين الثاني، أي بزيادة أكثر من 7000 شخص عن شهر أيلول.
وقد توفي آلاف المهاجرين أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط من أفريقيا باتجاه أوروبا.
وفي آب بدأت إيطاليا والاتحاد الأوروبي اتفاقا مع السلطات الليبية، تدرب فيه قوات حرس السواحل الليبية على اعتراض قوارب المهاجرين المتجهة الى أوروبا وإعادتهم الى ليبيا، التي تعد أكبر مركز انتقالي في أفريقيا للراغبين بالهجرة الى أوروبا.
وقد شهدت أعداد المهاجرين الواصلين إلى أوروبا انخفاضا كبيرا، بيد أن الجدل يظل قائما بشأن مخاوف حدوث انتهاكات وتزاحم في أعداد المهاجرين في مراكز الاحتجاز الليبيبة.
وقال مراقبون أمميون زاروا مراكز احتجاز في طرابلس أن المحتجزين أفادوا بتعرضهم للضرب والتعذيب والعنف الجنسي في كل من مراكز الترحيل ومراكز الاحتجاز أنفسها.
وقال الحسين : “لا يمكننا أن نقف موقف المتفرج على العبودية الحديثة والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والقتل غير القانوني باسم إدارة الهجرة ومنع أشخاص يعتريهم اليأس والقنوط من الوصول إلى شواطئ أوروبا”.
وقد التقى هذا الأسبوع ممثلو الحكومات الأوروبية مع الزعماء الأفارقة في العاصمة السويسرية بيرن لمناقشة سبل مساعدة المهاجرين المستضعفين في ليبيا، لكنهم فشلوا في التوصل إلى خطوات ملموسة في هذا الصدد.
وأصبحت ليبيا أكبر مركز انتقالي لتجمع المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا من شمالي أفريقيا.
ومازالت ليبيا غارقة في الاضطرابات وأعمال العنف منذ الإطاحة في عام 2011 بنظام حكم العقيد معمر القذافي الذي حكم البلاد لعقود.
وفي غضون ذلك التقى وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في اجتماع تشاوري، امس الأربعاء، في القاهرة، مع وزيري خارجيتي مصر والجزائر بهدف استعراض نتائج المباحثات الخاصة بالأزمة الليبية
وقالت الخارجية التونسية، في بيان عبر صفحتها الرسمية بـ”فيسبوك”، إن الاجتماع سيشهد بحث الخطوات القادمة لتفعيل مبادرة التسوية، التي تقوم على التوصل إلى تعديلات توافقية لاتفاق الصخيرات تشمل كل الفرقاء، ورفض أي تدخل عسكري في ليبيا وضمان وحدة المؤسسات الليبية بما في ذلك الجيش.
كما سيشهد الاجتماع متابعة نتائج جلسات الحوار للجنة الصياغة المشتركة الليبية التابعة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، والتي احتضنتها تونس في أكتوبر الماضي بإشراف المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.
وكانت الدول الثلاث قد صدقت على بيان تونس، من أجل تسوية سياسية شاملة في ليبيا في 20 فبراير الماضي، بناء على مبادرة تقدم بها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.
ومنذ ذلك التاريخ، عقدت اجتماعين تنسيقيين للتشاور بشأن الجهود المنفردة، التي تقودها كل دولة من أجل دفع التسوية بين الفرقاء السياسيين الليبيين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة