عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة
متابعة ـ الصباح الجديد:
أعلنت قوات سوريا الديموقراطية امس الثلاثاء السيطرة بشكل كامل على مدينة الرقة، التي كانت تعد أبرز معقل لتنظيم « داعش « في سوريا، وفق ما أكد المتحدث الرسمي باسمها لوكالة فرانس برس.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو لفرانس برس عبر الهاتف «تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة» مضيفا «سيطرت قواتنا بالكامل على الرقة».
وأشار الى «عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة ان وجدت وتطهير المدينة من الألغام» التي زرعها الارهابين في وسط الرقة.
ويأتي هذا الاعلان بعد سيطرة قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن على الملعب البلدي امس الثلاثاء، بعد ساعات من طرد التنظيم من دوار النعيم.
وشكلت هذه النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ اليها العشرات من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم الارهابين بعد أربعة أشهر من المعارك العنيفة التي خاضتها قوات سوريا الديموقراطية داخل المدينة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وخاضت قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية منذ حزيران معارك عنيفة داخل مدينة الرقة، التي كانت تعد أبرز معاقل التنظيم في سوريا.
ودفعت المعارك في الرقة منذ اندلاعها عشرات آلاف المدنيين الى الفرار مع تقدم المعارك.
وقاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة الأسبوع الماضي محادثات، انتهت باتفاق أدى الى خروج نحو ثلاثة آلاف مدني نهاية الاسبوع الماضي، وفق قوات سوريا الديموقراطية.
وقال قائد ميداني محلي إنه لم يتبق أي من مقاتلي تنظيم « داعش « في الاستاد والمستشفى وهما نقطتان رئيسيتان كان التنظيم يتحصن بهما قالت قوات سوريا الديمقراطية إن القتال تركز فيهما مساء يوم الاثنين وفي وقت مبكر من صباح امس الثلاثاء.
وقال الكولونيل رايان ديلون المتحدث باسم التحالف «نعلم أنه ما زالت هناك عبوات ناسفة بدائية الصنع وألغام في المناطق التي كان تنظيم « داعش « يسيطر عليها ذات يوم ومن ثم فان قوات سوريا الديمقراطية ستواصل تطهير هذه المناطق بحرص».
وفي إشارة إلى أن معركة الرقة في مراحلها الأخيرة قال ديلون إن قوات التحالف لم توجه أي ضربات جوية هناك امس الاول الاثنين.
وأعلنت هذه القوات في بيان امس الثلاثاء «تم تحرير المشفى الوطني وتنظيفه من مرتزقة داعش»، مشيرة الى اشتباكات «محتدمة» مستمرة منذ امس الاول الاثنين في وسط الرقة، تسببت بمقتل 22 مقاتلاً أجنبياً من التنظيم. ويقدر عدد مقاتلي التنظيم المتبقين في وسط المدينة بنحو 300 عنصر.
وبحسب سلو، فإن «أغلب المقاتلين الأجانب قتلوا» من دون توفر أي احصاء لعددهم على حد قوله.
وشكلت هذه المستديرة مسرحاً لاعتداءات وحشية وعمليات اعدام جماعية وصلب نفذها التنظيم منذ سيطرته على الرقة عام 2014، ما دفع سكان المدينة الى تغيير اسمه لدوار «الجحيم».
وقالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد امس الاول الاثنين لفرانس برس إن هدف المعارك الاخيرة التي تقودها قوات سوريا الديموقراطية هو «انهاء وجود داعش، وهذا بحد ذاته يعني إما موت داعش أو استسلامه، اي القضاء عليه».
وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية منذ حزيران معارك عنيفة داخل مدينة الرقة، التي كانت تعد أبرز معاقل التنظيم في سوريا.
دفعت المعارك في الرقة منذ اندلاعها عشرات آلاف المدنيين الى الفرار مع تقدم المعارك.
وقاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة الأسبوع الماضي محادثات، انتهت باتفاق أدى الى خروج نحو ثلاثة آلاف مدني نهاية الاسبوع الماضي، وفق قوات سوريا الديموقراطية.
وباتت مدينة الرقة وفق سلو، «خالية تماماً من المدنيين» الذين سبق أن اتخذهم التنظيم المتطرف دروعاً بشرية، للاحتماء من القصف والغارات الكثيفة للتحالف الدولي في الاسابيع الأخيرة.
وخرج بموجب الاتفاق أيضاً 275 شخصاً بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وأفراد من عائلاتهم من دون أن تعرف وجهتهم حتى الآن.
وتضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب أيضاً من مدينة الرقة، الا أن مسؤولين محليين أكدوا عدم مغادرة أي منهم.
وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سوريا الديموقراطية، أكد مرات عدة أن المقاتلين الأجانب ممنوعون من مغادرة الرقة.
وفي الأشهر الأخيرة، مني تنظيم «داعش « بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور، حيث يتعرض لهجمات من قوات متعددة على جبهات متنوعة.
ويتصدى التنظيم في محافظة دير الزور المجاورة منذ أسابيع لهجومين منفصلين الأول تقوده قوات النظام بدعم روسي في المدينة بشكل خاص، حيث تسعى الى طرد الجهاديين من احيائها الشرقية، وفي الريف الغربي الذي تلتف منه نحو الريف الجنوبي الشرقي. وتقود قوات سوريا الديموقراطية من جهتها الهجوم الثاني في الريف الشرقي بدعم من التحالف الدولي.
وتمكنت القوات الحكومية السورية بموجب هذا الهجوم من السيطرة على مدينة الميادين التي كانت تعد واحدة من آخر أبرز معاقل التنظيم في المحافظة. كما تمكنت من السيطرة على مساحة واسعة تمتد من الميادين حتى مدينة دير الزور، مركز المحافظة، التي يسيطر التنظيم على احياء في شرقها.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن قوات النظام سيطرت بدعم روسي في الأيام الاخيرة «على بلدات وقرى كانت تعد مراكز ثقل للتنظيم على ضفاف نهر الفرات».
وبعد سيطرته في العام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور، أعلن التنظيم اقامة «الخلافة الاسلامية» على مناطق في البلدين وتبنى تنفيذ اعتداءات دموية حول العالم.