ضللنا الطريق .. هل بإمكاننا العودة

نولد في هذه الحياة وبداخلنا جوع صارخ، ثم نموت متمسكين في الحياة ، كذلك الافكار تتوالد مع الانسان وتتكاثر من دون انقطاع ، فالفكر في جوع دائم الى المعرفة .عادة الانسان يفتقد الرغيف لكنه يأكل فيشبع ،يعطش للماء يشرب ويرتوي، لكن جوع المعرفة لا يعرف الشبع ويتعطش دائما» الى الحرية التي لا تنتهي،فالحياة عبارة عن حلقة مفرغة من السعي اللاهث لا راحة فيها ولا ارتواء وهي بحاجة دائمة الى الازدياد.
الكون بكل ما فيه مدرسة للانسان ، والعمر بجميع مراحله دراسة متواصلة ، الشهادات ليست الهدف فيها بقدر الحاجة الى الرحمة والانسانية التي تعطينا الحكمة في الحياة ، فهنالك من يمتلك القصور والخدم والألقاب فيسجد لهم ضعاف النفوس ،ويمجدهم صغار القلوب،ليعيشوا بوهم العظمة من دون أن يدركوا مدى السعادة او الرحمة ، ولا حتى حسن الاختيار الذي يشعرهم بقيمة النعمة التي وهبها الله لهم لعدم استيعابهم بأنهم ضيوف على هذه الأرض ،فلماذا الطمع والجشع والسرقة والنهب بدلا» من مساعدة الآخر وتقديم يد العون له ،ومد يد العطاء بوفرة وسخاء بدلا من دس السموم ،وعدم الادراك بأن العيش وسط الطبقية المقيتة توصلنا للحقد والطغينة ، والتساوي مع الآخر بالانسانية عدل ورقي تقودنا الى الايمان والرحمة في الحياة.
هناك عوامل اقتصادية وفوارق اجتماعية وتعدد عرقي و طائفي يؤدي بنا الى الحروب . لكن ليست جميع الاسباب تعود لذلك ،هناك الكثير ممن ينسب الحروب الى طبيعة الانسان وانانيته ومصارعته لحب البقاء.فمنذ القدم وحياة البشرية تنطوي على الكثير من الحقوق والواجبات الهدف منها الوجود والسير نحو الكمال، بعيدا» عن الانانية الغالبة والطمع والجشع الذي اعمى قلوب البشر وجعلهم يتصارعون لكسب المزيد من الارباح ولارضاء الشهوات حتى وصل بهم الامر الى التناحر والاقتتال .
ابتعدنا في بلدان الشرق عن طريق المحبة حتى بدأنا نخجل بكوننا عرب فارغي الجيوب ضامري البطون لكثرة الحروب المتتالية التي ألمت بنا ،نفتقد للايمان ، نستجدي الحياة والحرية من دول الغرب بدلا من أن نطلبها من يد الله السخية، نعيش الذل والهوان من دون هيبة الدولة ،مفرقين مشرذمين، سكين الجهل ينحر بداخلنا ليمحي كل الخير والمحبة ونورالحق الذي ينادي بصوت الانسانية ، نتساءل اين مجد العرب وعظمته الذي كان يشع ايمانا والآن يسير نحو شياطين الذل والموت والضغينة.
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة