الاتحاد الوطني يعتذر رسمياً للوفد العراقي لما حصل في مراسم تشييع الرئيس طالباني

عدّه خطأً بروتوكولياً غير مقصود
السليمانية ـ عباس كاريزي:

قدم الاتحاد الوطني الكردستاني اعتذاراً للوفد العراقي عما عدّه خطأ بروتوكوليا رافق مراسم تشييع الرئيس جلال طالباني بمحافظة السليمانية اول امس الجمعة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد سعدي احمد بيرة في تصريح للصباح الجديد، ان ما حصل يؤسف الاتحاد الوطني وانه لم يكن متعمدا، لانه لا الاتحاد ولا الاطراف الاخرى لم يكونوا بعلم بما حدث.
وكان توشيح جثمان الرئيس مام جلال الذي نقل بطائرة خاصة من المانيا الى مثواه الاخير بمحافظة السليمانية، بعلم كردستان بدلا من العلم العراقي قد أثار موجة استياء لدى الوفد العراقي الرسمي الذي شارك في مراسم التشييع، الذي عدّ ذلك الاجراء تصغيرا من دور الرئيس مام جلال في بناء العراق الجديد واهانة للدولة العراقية.
واضاف سعدي بيرة ان الخطأ الذي كان عندما لم تأخذ هذه الامور بعين الاعتبار قبل وصول جثمان الرئيس الراحل، محملاً المسؤولين عن تهيئة الاجراءات البروتوكولية المسؤولية عن هذا الخطأ، لافتا الى انه من غير الحكمة ترك المسألة كما حصل للبروتوكول.
وتابع بيرة انه ليس للاتحاد الوطني الكردستاني اية تبريرات سوى ان يقدم اعتذارا للاخوة العرب الذين حضروا وشاركوا في مراسم تشييع الرئيس طالباني، وانه يقدم اعتذارا رسميا لهم مطالبا اياهم بأن لا يأخذوا هذا الخطأ غير المقصود على محمل الجد.
واضاف ان الخطأ الذي حصل في مسألة رفع العلم لايمكن ان تطغي على الواقع وان يجرد مام جلال من عراقيته او كرديته، وان مام جلال كان رئيس لكل العراقيين من دون تمييز، وان الكل يعلم ما حصل للبلاد بعد ابتعاد الرئيس الراحل عن الساحة السياسية.
ودعا بيرة الحكومة الاتحادية الى الكف عما وصفه بنزيف القرارات المجحفة وغير الضرورية، وتابع «الحوار هو الهدف الذي يجب ان يلجأ اليه الطرفان لأنه لم يبقَ إلا التفاهم لحلحلة المسائل العالقة والابتعاد عن التصعيد الذي سيضر بجميع الأطراف».
بدوره قال رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني خلال مشاركته في مراسم عزاء الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بوضع أكليل من الزهور على ضريحه الواقع بمنطقة دباشان في السليمانية، انه يرغب بحل الخلافات مع بغداد عبر الحوار، مشيراً إلى أنه «لا أحد يدرك حجم الفراغ الذي تركه مام جلال برحيله أكثر مني».
وقال بارزاني في تصريح لمجموعة من وسائل الإعلام بينها «الصباح الجديد» إن «على جميع الاطراف السياسية العمل على تمتين الوحدة الوطنية والحفاظ على وحدة الصف»، وحول العلاقات مع بغداد قال: «نرغب دائماً بحل مشكلاتنا مع بغداد عن طريق الحوار»، مشيراً إلى انه»مستعد للتحاور مع بغداد في أي وقت».
وكان النائب عن كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني شوان الداودي قد دعا المكتب السياسي للاتحاد بفتح تحقيق حول ملابسات ما حصل خلال مراسم تشييع جثمان الرئيس مام جلال،مشيرا الى ان ما حصل قلل من شأن الاتحاد عراقيا وعربيا.
وقال الداودي في تصريح ان هناك استياء عاماً عند قاعدة الاتحاد الوطني الكردستاني نتيجة لما حصل، خاصة ان العلم العراقي كان موجودا على السيارة التي حملت جثمان المرحوم كما تم افتتاح مراسيم التشييع بالنشيد الوطني العراقي»، مشيرا الى «اننا ككتلة الاتحاد الوطني في مجلس النواب بنحو رسمي نطلب من المكتب السياسي للاتحاد فتح تحقيق حول ماحصل».
وكان النائب عن ائتلاف دولة القانون حيدر المولى اعلن، يوم الجمعة، انسحابه وعدد من النواب من مراسيم تشييع جثمان الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني احتجاجا على لف الجثمان بالعلم الكردي بدل العلم العراقي اضافة الى الفشل في بروتوكول مراسيم التشييع، مشيرا الى انهم انسحبوا بعد اقل من نصف ساعة من وصولهم وبالطائرة نفسها من المطار التي اقلتهم من بغداد الى السليمانية.
بدورها كشفت القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني آلا طالباني ان عائلة ومكتب الرئيس الراحل جلال طالباني طلبا لف جثمانه بالعلم العراقي، لافتة الى ان تشريفات حكومة اقليم كردستان هي من أقدمت على لفه بالعلم الكردي.
من جانبه قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي شارك في مراسم التشييع ان ايران صديق دائم للشعب العراقي ومنه كرد هذا البلد، مؤكدا أن طهران «لا تضع اخطاء بعض الاشخاص الاستراتيجية في حساب كرد العراق.
وجدد ظريف على هامش مراسم التشييع، تأكيده على صون الوحدة الوطنية ووحدة الاراضي العراقية، مضيفاً ان إيران صديق دائم للشعب العراقي ومنهم الكرد، و لا نضع اخطاء بعض الاشخاص الاستراتيجية في حساب كرد العراق، معربا عن امله في ان يعود الجميع في كردستان العراق الى مسيرة مام جلال، الذي كان رمزاً للوحدة وسلامة الاراضي العراقية».
وكان جثمان الرئيس العراقي السابق جلال طالباني قد وارى الثرى مساء اول امس الجمعة بمحافظة السليمانية خلال مراسيم مهيبة اقيمت له وسط حضور جماهيري حاشد، ومشاركة زعماء الاحزاب السياسية ومسؤولين في العراق واقليم كردستان ووزير الخارجية الايراني وممثلي وقناصل دول العالم في الاقليم، بعد ان فارق الحياة الثلاثاء المنصرم (3-10-2017) في مستشفى بالعاصمة الالمانية برلين بعد صراع طويل مع المرض.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة