تصدع جبهة نعم: توقعات بمنع الاتحاد الوطني من إجراء الاستفتاء في كركوك
السليمانية ـ عباس كاريزي:
فيما يتوقع ان يكون الاقبال قويا في محافظة اربيل ودهوك وضعيفا في محافظات السليمانية وحلبجة وكركوك على الاستفتاء، يتوجه المواطنون في اقليم كردستان اليوم الاثنين الى مراكز الاقتراع للادلاء برأيهم في الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان، شهدت جبهة نعم التي تضم الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني والاتحاد الاسلامي تصدعا جديدا، حيث اعلن مكتب التنظيم في الاتحاد الوطني وممثلي كركوك في المكتب السياسي والمجلس القيادي رفضهم اجراء الاستفتاء في كركوك والمشاركة فيه، محذرين من ان اجراء الاستفتاء في كركوك والمناطق المتنازع عليها سيؤدي الى خسارتها الى الابد.
وبينما اخفقت اجتماعات اللحظات الاخيرة من ثني رئيس الاقليم مسعود بارزاني عن التخلي عن اصراره على اجراء الاستفتاء، دعا مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني ملا بختيار الى قبول البدائل والضمانات الدولية وارجاء الاستفتاء، والبدء بحوار جديد مع بغداد.
وفي تطور آخر لافت أصدر لاهور شيخ جنكي رئيس جهاز الحماية والمعلومات بياناً حذر خلاله من تطورات الوضع السياسي في إقليم كردستان والمخاطر التي يتعرض لها إقليم كردستان في ظل إصرار قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، على المضي في عملية الإستفتاء المزمع إجراؤه اليوم الاثنين برغم الرفض الدولي لنتائج هذا الإستفتاء.
واضاف رئيس جهاز الحماية والمعلومات في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي ان الحزب الديمقراطي الكردستاني يسعى لتوظيف الاستفتاء لمصلحته، ويحاول تحت غطاء الدفاع عن (حق الإستفتاء والإستقلال) التهجم والإساءة الى أفراد الشعب الكردستاني، والى القوى السياسية الكردستانية وتوجيه الإتهامات الباطلة بحقهم، وآخر تلك الهجمات الإعلامية الشعواء المنسقة والمخطط لها مسبقا بقصد إخفاء الحقائق، إستهدف للأسف قيادات وكوادر الإتحاد الوطني وطال حتى نجل الأمين العام للإتحاد الوطني ورئيس جهاز المعلومات والحماية، والذي هو عضو في وكالة أمن إقليم كردستان، وتجاوزت تلك الحملة البغيضة من قبل الحزب الديمقراطي على هؤلاء القادة والكوادر حدود الأدب بتشويه سمعتهم وكيل الإتهامات الباطلة ضدهم. ويضيف «نحن نعلم بأن هذه الحملة التي يقودها جهاز (الباراستن) (الاستخبارات) التابع لحزب بارزاني بالتعاون مع مؤسسة ( باس) الإعلامية ومرتزقتها، هدفها هو جر الإتحاد الوطني الكردستاني الى أتون حرب داخلية مقيتة، من أجل ترجيح كفة الحزب الديمقراطي على الساحة السياسية وهي تهدف الى كذلك الى سلب إرادة الإتحاد الوطني كي لا يبقى أمام مسرور ومسعود البارزاني من يخالف مغامراتهم الفردية والمصلحية.
وتابع «لا شك أن جميع أبناء شعبنا يعلم بأن السيد رئيس جهاز المعلومات ومعه قيادات قوة مكافحة الإرهاب وأبطالها وبيشمركة الإتحاد الوطني كانوا دوما في سوح النضال والمقاومة بمواجهة كل الأعداء المتربصين بشعبنا وكردستاننا وبكركوك، ويلم أيضا بالمغامرات الطائشة والهزائم المنكرة للآخرين في مخمور وشنكال بمواجهة داعش، فالكل بات يعرف من هي القوة التي تتصدى لتهديدات الإرهاب، ومن يفر من ساحة المعركة وينهزم تاركا وراءه آلاف البيشمركة لمصيرهم».
ويقول لاهور شيخ جنكي وهو ابن الاخ الاكبر للرئيس جلال طالباني «ومن هذا المنطلق ولتعاظم التهديدات الخطيرة التي تواجه كركوك وهويتها الكردستانية، فقد توجه السيد لاهور شيخ جنكي على رأس قوة كبيرة من قوات الجهاز ومكافحة الإرهاب الى مدينة كركوك للتصدي لأية محاولات أو مخططات خبيثة تستهدف المحافظة أو تحاول أن تخلق فيها فتنة وفوضى وإراقة الدماء وخلق الأزمات فيها بهدف مصادرة هويتها الكردستانية والتخلي عنها.
بدورها قالت عضو مجلس النواب القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني آلا طالباني ان حزبها ومن منطلق شعوره بخطر يهدد حياة المواطنين، ارتأى تأجيل الاستفتاء المزمع اجراؤه في كركوك الاثنين.
واضافت طالباني في بيان مخاطبة اهالي كركوك ودوز خورماتو، إنه «احسسنا بأن هناك خطر عليكم وانتم قدمت تضحيات عديدة في قوات البيشمركة ودافعتم عن كردستان لذلك ارتأينا تأجيل الاستفتاء».
واضافت: «وفي حال أي تطور امني او سياسي نحن في الاتحاد الوطني الكردستاني مستعدون للدفاع عن هذه المناطق ونحن سنكون في خط المواجهة».
وكان مكتب التنظيم للاتحاد الوطني قد اصدر اول امس السبت بياناً خاطب فيه جماهير الاتحاد، مضيفاً إنه «بعد ان درسنا دراسة مستفيضة لموضوعة الاستفتاء وما ينتج عنها من مخاطر تحيط بكردستان ونتيجة للرفض المحلي والاقليمي والدولي وتقديم عدد من المقترحات دولية منها فرنسية والاميركية والبريطانية، ندعو الى تأجيل الاستفتاء لانه غير مناسب في الوقت الحالي والقبول باحد المقترحات المقدمة من المجتمع الدولي».
من جانبها دعت حركة التغيير رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني الى استثمار الفرصة الاخيرة والقبول بتأجيل الاستفتاء.
وقال المتحدث باسم الحركة شورش حاجي إن ماجرى من رفض داخل الاتحاد الوطني لاجراء الاستفتاء يعبر عن ادراكهم لمدى خطورة الموقف وتأثيراته على كردستان في الوقت الحالي»، داعيا رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني الى «إستثمار الفرصة والقبول بتأجيل الاستفتاء».
وأضاف، أن «بارزاني مازال مُصراً على إجراء الاستفتاء، ما سيعني الذهاب بمصير الشعب الكردي إلى المجهول والمخاطر الاقتصادية للشعب المنهار والمنهك نفسياً بسبب الظروف الحالية».
وتابع حاجي، أن «الأجدر بقيادة الاتحاد الوطني كان أن تتخذ هذا الموقف منذ زمن طويل»، مبينا أن «حركة التغيير اتخذت ذلك القرار، لإدراكنا بالمخاطر التي ستلحق بكُردستان، ولعدم دستوريته بسبب إقراره من رئيس الاقليم المنتهية ولايته».
بدورها حذرت الولايات المتحدة رعاياها في العراق من مغبة الاستفتاء المزمع اجراؤه في اقليم كردستان، داعية الى تعزيز امنهم الشخصي في اثناء تواجدهم وعملهم و خاصة في المناطق المتنازع عليها.
موقع السفارة الاميركية فى بغداد نشر بياناً حصلت الصباح الجديد على نسخة منه حذرت رعاياها المواطنين الاميركيين فى العراق من اضطرابات محتملة اذا قامت حكومة اقليم كردستان باجراء استفتاء يوم 25 ايلول الجاري.
و ذكر البيان ان «بعثة الولايات المتحدة من العراق ستقفل مؤقتاً حركة المواطنين الاميركيين كاجراء وقائي وعلى وجه الخصوص تجنب السفر إلى الأقاليم المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق.»
ودعت السفارة رعاياها للحفاظ على التحلي بالوعي الأمني واتخاذ التدابير المناسبة لتعزيز أمنهم الشخصي في جميع الأوقات عند العيش او العمل في العراق.