القبض على مشتبه به في تفجير مترو لندن
لندن ـ وكالات :
ألقت السلطات البريطانية القبض على شاب، يبلغ من العمر 18 عاما، في مدينة دوفر الساحلية في الجنوب الشرقي من إنجلترا للاشتباه بارتكابه جرائم إرهابية لها علاقة بتفجير مترو أنفاق لندن، فيما رفعت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي مستوى التهديد الأمني في بلادها من «حاد» إلى «حرج»، وهو الأمر الذي يؤشر الى «اعتداء وشيك»، بعد هجوم «مترو لندن» أمس الاول الجمعة، الذي تسبب بإصابة ومقتل العديد من المواطنين.
واعتقلت شرطة منطقة كينت المشتبه به في منطقة الميناء بدوفر ويحتجز حاليا في إحدى مخافر الشرطة المحلية.
وقالت الشرطة إنها تحدثت مع 45 شاهدا وتلقت 77 صورة ومقطع فيديو للحادث من افراد الجمهور.
وأفادت ماي في بيان بأن الشرطة المسلحة وعناصر الجيش قد يشاهدون في الشوارع بكثرة خلال الأيام المقبلة، مضيفة أنه «خلال هذه الفترة سيحل العسكريون محل ضباط الشرطة الذين يقومون بواجبات الحراسة في مواقع معينة لا يسمح للجمهور بالوصول إليها».
وجدير بالذكر أن تنظيم «داعش» تبني التفجير، الذي شهدته محطة «بارسونز غرين» لمترو الأنفاق الواقعة جنوب غرب العاصمة البريطانية، وهو الخامس خلال ستة أشهر في لندن.
واستُخدمت في التفجير عبوة ناسفة يدوية الصنع، وفق ما أوضح مارك رولي، كبير ضباط مكافحة الإرهاب، ولم ينف أو يؤكد ما إذا كان المنفذ على متن القطار وقت الهجوم.
وقالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي عقب اجتماع طارئ للحكومة: «كان القصد من العبوة الناسفة التسبب أضرار كبيرة»، واصفة الهجوم بـ «العمل الجبان». من جهته ندد عمدة لندن صديق خان بالهجوم وقال: «يحاول أشخاص حقيرون استخدام الإرهاب للمساس بنا وتدمير نمط عيشنا»، مشددا بالقول «لن نسمح أبدا بترهيبنا أو هزمنا من الإرهاب».
وكانت رئيسة الوزراء قد امرت القوات بالانتشار في الشوارع امس الاول الجمعة بعد العملية. اتخذت تيريزا ماي القرار بعد أن أوصى مركز تقييم الإرهاب المشترك برفع التهديد الإرهابي إلى أعلى مستوى له، حرجة. وسوف ينشر الجيش قواته في مواقع رئيسية حول العاصمة من اجل اطلاق سراح رجال الشرطة الذين كانوا ليلة امس الاول الجمعة في عملية مطاردة ضخمة للقبض على الارهابي المسؤول عن تفجير «بارسونز غرين».
وقالت ماي إن الجيش سيقدم المساعدة للشرطة، وسيستبدل عناصر الشرطة في واجبات حراسة مواقع حيوية معينة لا يسمح بدخول الجمهور إليها. وستشمل هذه المواقع قصر بكنغهام، ومقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت، والسفارات وقصر وستمنستر، كما ستُسير دوريات مسلحة قرب هذه المواقع، بحسب شرطة العاصمة البريطانية. وجاءت مساعدة الجيش للشرطة ضمن المرحلة الأولى لعملية «تيمبرير»، وهي خطة حكومية لنشر قوات مسلحة لمساعدة الشرطة في أعقاب الهجمات الإرهابية الكبرى، التي فُعّلت للمرة الأولى في 23 أيار في أعقاب الهجوم الذي وقع في مانشستر. وقال ماي إنه «سيرى الناس المزيد من رجال الشرطة المسلحين في شبكات النقل العام وفي شوارعنا لتقديم إجراءات حماية إضافية». وأضافت «وهذه خطوة مناسبة ومعقولة ستقدم تطمينات وحماية إضافية بينما يتواصل التحقيق».
واصيب ما لا يقل عن 29 شخصًا بجروح من بينهم صبي يعتقد انه يبلغ من العمر 10 سنوات. ووصف الشهود مشاهد الارهاب والذعر بعد ان ارسل الانفجار «كرة نارية» ولكن الجهاز الرئيسي، الذي كان مزودا بجهاز توقيت مؤقت فشل في التفجير، وهذا يعني أن مئات من الناس نجوا من الموت وإصابات خطيرة.
ومن المفهوم أن شرطة مكافحة الإرهاب تعمل على النظرية القائلة بأن القنبلة انفجرت في وقت مبكر عن طريق الصدفة وأن الهدف المقصود قد يكون محطة مترو في وستمنستر. وقد تسبب الهجوم ،وهو الهجوم الإرهابي الخامس على المملكة المتحدة في ستة أشهر فقط في حدوث خلافات دبلوماسية بين واشنطن ولندن.
واشارت الشرطة أيضا أن الى محطة «بارسونز غرين» لم تكن الهدف المخطط له، مشيرا إلى التقارير التي تفيد بأن القنبلة، التي كانت معبأة بشظايا وتحتوي على جهاز توقيت، قد عطلت فيما يبدو. وأظهرت الصور والفيديو التي نشرت على وسائل الاعلام الاجتماعية دلو مشتعل ، يبدو أن به أسلاك خارجة منه. وقال مصدر اطلقه المحققون لشبكة «سي ان ان ان» تقييم اولي للجهاز يشير الى انه من المحتمل « كان يحتوي على مادة تاتب المتفجرة الا انه لم يتم تأكيد ذلك. كما يبدو انه كان محلي الصنع ولم يتم تصميمه بشكل جيد». وقال مارك رولي مساعد المفوض، ان الشرطة تحقق «تقدما ممتازا» في مطاردة الارهابيين. وقال ان الضباط كانوا يفحصون مئات الساعات من القطات التلفزيونية و 77 صورة ومقاطع فيديو التقطها افراد الجمهور في مكان الحادث.
وصرح متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية «ان الرئيس ترامب تحدث مع رئيس الوزراء فى وقت سابق اليوم لتقديم تعازيه فى الهجوم الجبان الذى وقع صباح امس الاول الجمعة فى لندن. واضاف «انهم بحثوا ايضا احدث اختبار صاروخي لكوريا الشمالية ووافقوا على انه استفزاز متهور وان على الصين الان استخدام كل نفوذها للضغط على النظام الكوري الشمالي لضمان تغيير مسارها وانهاء هذه التجارب غير القانونية».
وقالت سلطات الصحة البريطانية ان 29 شخصا قد عولجوا بعد الانفجار الذى وقع فى محطة بارسونز جرين. ويمكن أن يؤدي تركيب كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة على شبكة مترو أنفاق لندن دورا رئيسيا في العثور على مرتكب انفجار بارسونز غرين.
وقال خبير امنى ان شرطة النقل البريطانية يجب ان تعطى المزيد من الموارد لتعزيز السلامة في مترو انفاق لندن. وقال ويل غيدس مؤسس شركة الحماية الخاصة الدولية لحماية الشركات ان نشر المزيد من الضباط يجب ان يعطى الاولوية لتركيب نقاط التفتيش في محطات المترو. إن إدخال الحواجز على غرار المطار «ليس بالضرورة أن يكون حلا» بسبب العدد الهائل من الركاب الذين يستخدمون الشبكة. واضاف «ان الارهابي سيبحث دائما عن طريق المقاومة الاقل».
وقد كشفت اجهزة الامن عن مشتبه فيه في تفجير بارسونز من لقطات من الدوائر التلفزيونية المغلقة، وفقا لما ذكرته صحيفة سكاي نيوز. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع «ان عناصر من قيادة مكافحة الارهاب، وهي جزء من شبكة الشرطة الوطنية لمكافحة الارهاب، تجري تحقيقات سريعة لتحديد المسؤولين وتعمل بشكل وثيق مع اجهزة الامن، ولم يتم حتى الآن اعتقال اي شخص. «