بغداد ـ الصباح الجديد :
أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ان الاكراد سيجرون في الاشهر المقبلة استفتاء حول استقلال الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي عن العراق . يجب على تركيا ودول الخليج والولايات المتحدة دعم الجهود الكردية الساعية لاقامة دولة مستقلة اذا ما ارادت هذه الدول المحافظة على مصالحها السياسية والامنية والاقتصادية في الشرق الاوسط.
بالرغم من أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لم يعلن رسمياً بعد عن دعمه لاستقلال كردستان ، هناك محفزات سياسية واقتصادية يمكن ان تدفعه لتبني مثل هذا الموقف . أولاً، وفي ظل محادثات السلام الجارية بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني ، فان دعم قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق يمكن ان يساعد أردوغان على ضمان أصوات الأكراد الذين يشكلون شريحة واسعة من سكان تركيا قبل الانتخابات الرئاسية. ثانياً، ان قيام دولة كردية في المستقبل يمكن ان تمد أنقرة بالغاز والبترول عبر ميناء جيهان التركي كما انها ستفتح الباب لمشاريع اقتصادية هائلة تتراوح عائداتها بين 5- 8 مليار دولار سنويا ؛ فاقليم كردستان عائم على بحر اقتصادي سيتحّول خلال السنوات القادمة لأهم بقعة اقتصادية وسياسية في الشرق الأوسط.
أما دول الخليج السنية ، فقد ترحب بهذه الدولة تنفيذا لرغبات أمريكية -أوروبية وبسبب معرفتهم أن الاكراد يستطيعون أن يكونوا لاعبين أساسيين في المنطقة عبر خلق شبكات اقتصادية وسياسية في مواجهة أعداء حكومات الخليج من طهران الشيعية والجهاديين . بالرغم من ان عملية الاعتراف بدولة كردية يمكن ان تؤدي الى ارتفاع اصوات مطالبة بأنظمة فدرالية في دول أخرى في المنطقة، الا ان الازمات التي تعصف بالشرق الاوسط وفي ظل التمدد الايراني يتحتم على جميع الاطراف التعاون من اجل تشكيل حلف اقليمي بدعم امريكي من أجل مواجهة طهران.
القيادة في اقليم كردستان تعلم بالطبع ان الطريق نحو الاستقلال سوف يكون صعباً من دون دعم واشنطن. لهذا الامر يجب على السلطة الكردية التأكيد لادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما على أن اي دولة كردية في المستقبل سوف تستمر بتقديم نفسها كشريك مهم يمكن الاعتماد عليه في منطقة غير مستقرة بسبب النزاعات المستعرة. لكن حتى وان لم ينجح الاكراد في تحقيق استقلالهم ، الا أنهم استطاعوا تحقيق انتصارين في الاشهر الماضية « لقد استعادوا كركوك الهامة جدا، والتي يعتبرونها عاصمتهم التاريخية ، ومنعوا القاعدة والجهاديين من السيطرة عليها . بالاضافة الى ذلك ، و في حال لم يتحقق الطموح الكردي ، فيمكن للاكراد ان يؤسسوا شراكة مع الزعماء السنة والشيعة في العراق لاسقاط رئيس الوزراء نوري المالكي ومنظومته الفاسدة ، والمشاركة في اعادة انتاج حكومة عادلة تخدم العراق وجميع القوى.