25 مليون شخص حول العالم بحاجة لمساعدات للبقاء على قيد الحياة

في اليوم العالمي للعمل الإنساني
اعداد- زينب الحسني:

في 19 آب عام 2003، أدى الهجوم الإرهابي على مقر الأمم المتحدة في بغداد إلى مصرع 22 شخصا وكان من بين القتلى مبعوث الأمم المتحدة في العراق، سيرجيو فييرا دي ميلو من البرازيل.
وقد أقرت الجمعية العامة في الأمم المتحدة في 19 آب من العام 2008 ان يكون اليوم العالمي للعمل الإنساني لزيادة الوعي بالأنشطة والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن التعاون الدولي، وتكريم العاملين في هذا المجال. تتجلى في هذا التاريخ معاني كبيرة بسبب انتشار الصراعات والمآسي الإنسانية فالمواجهات الشرسة التي تشهدها عدة مدن في العالم تحتاج الى يد العون، لكون العمل الإنساني يسهم في نهوض المجتمع من كبواته، والأهم من ذلك أنه يسهم في تعزيز بنيانه الاجتماعي الداخلي ويزيد من تماسك أبنائه وانتمائهم له، الأمر الذي يعزز قدرة المجتمع على مواجهة تحديات وصعاب الحاضر، ويمكّنه من السير بخطى واثقة نحو المستقبل.
وفي تصريح سابق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إنه لا يمكن للمساعدات الانسانية فقط، تلبية احتياجات 130 مليون شخص بحاجة لإغاثة، وأكد ضرورة العمل المشترك للحيلولة من دون نشوب صراعات والاستعداد للتعامل مع الكوارث الطبيعية وتداعياتها.
هذا واليوم يعيش أكثر من 130 مليون شخص في العالم، بحاجة إلى مساعدات انسانية، في ظل الصراعات والكوارث.
اذ تطفو معاناة اللاجئين والمشردين والمتضررين من الكوارث الطبيعية مجدداً إلى السطح.
وعلى وفق أرقام أممية إن 25 مليون شخص حول العالم على الأقل، يحتاجون مساعدات عاجلة للبقاء على قيد الحياة.
ويبلغ عدد المشردين قسرياً من أماكنهم 65.6 مليون شخص حول العالم لأسباب مختلفة مثل الصراعات والكوارث الطبيعية والقحط والجفاف، لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويصل عدد اللاجئين حول العالم 22.5 مليون لاجئ نصفهم تقريبًا دون الثامنة عشرة عاما.
وعلى وفق تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن نحو نصف اللاجئين في العالم يأتون من 3 دول.
ويتصدر السوريون القائمة بـ 5.5 ملايين لاجئ، يليهم الأفغان بـ 2.5 مليون، والقادمون من جنوب السودان بـ 1.4 مليون لاجئ.
ويضطر 28 ألف و300 شخص للفرار من الاشتباكات يومياً حول العالم، ما يعني مغادرة 20 شخصا منزله في كل دقيقة.
وحسب الأمم المتحدة فإن 20 مليون شخص عرضة للمجاعة في نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن، بينهم 1.4 مليون طفل.
وتعد مأساة النازحين هي الأبرز عالمياً من حيث الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المواطنون في تلك المخيمات سوى في سوريا او العراق.
من جانب اخر أعلنت وزارة التخطيط العراقية، أن مخيمات النازحين في عموم البلاد شهدت 6 آلاف و511 حالة ولادة منذ مطلع العام الحالي، تصدرتها مخيمات محافظة الأنبار.
وأظهر مسح أجرته دائرة الإحصاء في الوزارة، أن “عدد المخيمات في عموم البلاد يبلغ الآن 90 مخيمًا، أكثرها عددًا في محافظة بغداد بواقع 18 مخيمًا”.
وأضاف المسح أن “محافظة الأنبار تضم أكثر المخيمات عددًا بواقع 86 ألفًا و580 نازحًا”.
وبين أن “عدد المخيمات التي حدثت فيها ولادة من كانون الثاني وحتى نيسان، بلغ 83 مخيمًا، حيث بلغ عدد حالات الولادات فيها 6 آلاف و511 حالة، فيما ظهر العدد الأكبر من هذه الولادات في مخيمات الأنبار، بواقع ألفين و703 حالة ولادة، تلتها كركوك بواقع ألف و41 حالة ولادة”.
وأشار المسح إلى أن “72 مخيمًا حدثت فيها حالات وفاة”. وفرّ أكثر من نصف مليون مدني من الموصل حتى الآن منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم “داعش” في تشرين الأول 2016.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة ذكرت أن عدد النازحين جراء أعمال العنف في العراق، منذ مطلع عام 2014، تخطى عتبة 4 ملايين شخص.
وبالرغم من أن بداية القرن الحادي والعشرين كانت مليئة بالصراعات المسلحة حول العالم بدءًا من حادثة الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها بغزو أفغانستان ومن ثم احداث 2003في العراق، مرورًا بالحروب على قطاع غزة وثورات الربيع العربي وظهور الجماعات المسلحة ” داعش ” وسيطرتها على مناطق واسعة من العراق وسوريا، ولا ننسى الأزمة الأوكرانية وتبعاتها على روسيا والاتحاد الأوروبي، كل هذه الصراعات تخللتها الكثير من المذابح والمجازر المروعة ، لكن القرن العشرين تميز بصراعات أكبر وحروب عالمية ومذابح مروعة جدًا ليس في المنطقة العربية وحدها، ولكن في مناطق عديدة من العالم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة