الولايات المتحدة تدعو إلى حل المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل عبر الحوار

إيران وتركيا تتفقان على إغلاق الحدود إذا ما أصر الإقليم على إجراء الاستفتاء
السليمانية ـ عباس كاريزي:

فيما اكدت مصادر سياسية مطلعة فشل الزيارة التي يقوم بها وفد اقليم كردستان الى بغداد واقتراب الجانبين من الاتفاق على معالجة الخلافات وتأجيل الاستفتاء، يستمر مسلسل تخوين وكتم الاصوات والتجمعات المعارضة للاستفتاء في الاقليم، اذ قامت مجموعة مجهولة بالاعتداء بالضرب على امام وخطيب جامع الخلفاء الراشدين بمحافظة السليمانية الذي اعلن انضمامه الى حملة كلا للاستفتاء في الوقت الراهن.
حملة كلا للاستفتاء في هذا الوقت اصدرت امس الاول الجمعة بياناً نددت فيه بالاعتداء الذي حصل على امام وخطيب جامع الخلفاء الراشدين ملا سامان سنكاوي الذي اعلن تأييده للحملة ورفضه لإجراء الاستفتاء في الوقت الراهن.
وكانت مجموعة مجهولة تقلها سيارة سوداء، قد قامت اول امس الجمعة بالاعتداء ضرباً على امام وخطيب جامع الخلفاء الراشدين في قضاء جمجمال في اثناء توجهه ليأم بالمصلين اول امس الجمعة، وقالت الحملة ان الاعتداء جاء لاسكات الاصوات المعارضة لإجراء الاستفتاء وانتهاك صارخ لحرية التعبير والرأي.
الى ذلك وفي اطار ردود الفعل الرسمية حذر ممثل حكومة اقليم كردستان لدى ايران ناظم دباغ، من ان اول خطوة ستقوم بها ايران وتركيا ستكون اغلاق الحدود الارضية والجوية مع كردستان في حال اصر على اجراء الاستفتاء.
وتابع ان ايران و تركيا وحدا موقفها تجاه اجراء الاستفتاء بعد الزيارة التي قام رئيس اركان الجيش الايراني الى تركيا، مؤكدا ان اول خطوة رادعة سيقومان باتخاذها في حال استمر الاقليم على اصراره باجراء الاستفتاء ستكون اغلاق الحدود معه.
بدوره قال رئيس منظومة المجتمع الكردستاني وهو بمنزلة الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني جميل بايك ان تركيا تدفع بالسلطات في اقليم كردستان للاصرار على اجراء الاستفتاء، في مسعى منها لخلق حالة من الاحتراب بين الكرد والعرب في العراق.
واضاف ان اقليم كردستان يمر بالعديد من الازمات في مقدمتها تعطيل برلمان الاقليم منذ عامين اضافة الى الازمة الاقتصادية وفقدان الارضية السياسية، والتفاهم بين الاطراف السياسية، وهو ما يجب معالجته قبيل الذهاب الى اجراء الاستفتاء .
وقال ان تركيا تظهر للجميع بانها تعارض اجراء الاستفتاء، الا انها في الحقيقة تدفع بالسلطات في الاقليم لاجراء الاستفتاء، في مسعى منها لاحداث حرب بين الكرد والعرب وأضعاف هذين المكونين في العراق.
من جهته كشف عضو في برلمان كردستان عن حركة التغيير عن اقتراب وفد الاقليم المفاوض الذي يزور بغداد من الوصول الى اتفاق جديد لمعالجة الخلافات العالقة، وتسوية المسائل الخلافية، ما يمهد لتأجيل الاستفتاء المزمع إجراؤه الشهر المقبل.
وكشف محمد في تصريح للصباح الجديد عن بعض تفاصل المباحثات التي اجراها وفد اقليم كردستان الذي يزور بغداد منذ ايام، مبيناً ان الوفد لم يتطرق في بعض اللقاءات الى مسألة الاستفتاء مطلقاً ، مشيرا الى ان اربيل وبغداد توصلا الى ان يحضر كل جانب ورقة خاصة بالمطالب التي لديه لمعالجة المسائل الخلافية والاتفاق على توقيع ورقة مشتركة.
واضاف محمد ان احتمال تأجيل الاستفتاء يزداد يوما بعد يوم اخر، وان استعماله كورقة للضغط السياسي على بغداد تفترب من اليقين، مشيرا الى ان وفد الاقليم لم يتناول بنحو جديد قضية الاستفتاء خلال اللقاءات التي اجراها في بغداد مع الاطراف الرسمية والحزبية، وانه تحدث عن الميزانية والنفط وحصة الاقليم من المناصب في بغداد ورواتب البيشمركة وتنفيذ المادة 140.
وعلى صعيد ذي صلة قالت حركة التغيير ان هناك مصالح كثيرة مشتركة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وبين اطراف شيعية في بغداد.
وقال عضو مجلس النواب العراقي عن التغيير امين بكر في تصريح لاحدى المواقع الكردية تابعته الصباح الجديد، ان الديمقراطي يعمل على الدخول في الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق بقائمة واحدة مع قائمة رئيس الوزراء حيدر العبادي والتيار الصدري، في مسعى لازاحة نوري المالكي والقضاء على فرصة عودته لرئاسة الوزراء مجددا.
الى ذلك ردت وزارة البيشمركة في حكومة الاقليم على تصريح رئيس الاركان الايراني الذي قال فيه ان عملية اجراء الاستفتاء في إقليم كردستان «مستحيلة»، وقالت الوزارة في بيان ان التحدث عن حقوق الشعب الكردي لا يخص باقري، عادة كلامة تدخلاً في الشأن الداخلي لإقليم كردستان.
مصادر مطلعة قالت ان الولايات المتحدة اوقفت المساعدات العسكرية التي تقدمها لقوات البيشمركة، في مسعى منها لارغام الاقليم على التخلي عن اصراره على اجراء الاستفتاء في 25 من ايلول المقبل بخلاف الدعوات الاقليمة والدولية المطالبة بتأجيله.
وكان رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني قد استقبل البارزاني الخميس17-8-2017، الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي والسفير الأميركي لدى العراق دوكلاس سوليمان والجنرال داونسيند قائد القوات الأميركية في العراق وكين كروس القنصل العام للولايات المتحدة الاميركية في أربيل وعدد من المستشارين العسكريين للجيش الأميركي.
بارزاني قال خلال اللقاء وفقا لبيان لرئاسة الاقليم أن مواجهة ومحاربة الإرهاب هي إحدى أولويات إقليم كردستان، موضحاً أن «إجراء الاستفتاء لن يؤثر سلباً على الحرب ضد إرهابيي داعش».
بدوره تمنى قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي أن تخرج الزيارة التي يقوم بها الوفد الكردستاني إلى بغداد عن نتائج إيجابية تصب في الصالح العام وتخدم الاستقرار، وأن يتم حل المشكلات المصيرية العالقة بين العراق وكردستان عبر الحوار.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة