قصائد وفن تشكيلي في المقهى الثقافي في لندن

لندن ـ ابتسام يوسف الطاهر:

كان الشاعر والناقد والفنان التشكيلي كريم النجار مع صديقه الشاعر ناجي رحيم ضيفا المقهى الثقافي العراقي في لندن، بالرغم من الاشكالات التي واجهت المقهى التي اضطرته لتغيير القاعة مما ادى الى تأخيرها. لكن تمكن الشاعران من انجاحها في القاء بعض من قصائدهما. كذلك الجهد الذي بذله الفنان كريم النجار في محاضرته عن الفن التشكيلي ومحنة الفنانين المغتربين وتجاهل السلطات لاهمية الادب والفن في تطور المجتمع وذائقة الشعوب.
الشاعر كريم النجار بقدر شاعريته فهو رسام موهوب لكنه لم يحترف الرسم، بل حول كرمه الى مشروع اهتمام بالفن التشكيلي والفنان المغتربين وتقصي نتاجهم والكتابة عنهم كناقد متمكن وتسليط الاضواء عليهم فهو زاهد بالاضواء، بالرغم من الجهود المتنوعة التي يبذلها في ادارة وتحرير ادب فن في تاليف الكتب مثل كتابه الشعراء العراقيين في هولاندا وكتابه القادم عن الفنانين التشكيلين العراقيين ومحنة المنفى خاصة في مختلف العقود من القرن الماضي وذروتها في نهاية السبعينات.
كما قال عنه يوسف الناصر الذي قدم الامسية.. بعض قصائد كريم النجار تجمع بين الكلام واللون، فيها الشعر والرسم، وتشي ان الذي كتبها رسام:
«أفكر بك
بالغربان وهي تنزع سوادها
بالنوارس البيضاء
وهي تسرح فوق دجلة
رغما عن مياهها التي طفت عليها جثث مجهولة
باللافتات الحمراء
يلوح بها رجل غارق بموجة سوداء
بالسواد الذي تتوشح به جدران بلدي»الشاعر ناجي رحيم من الشعراء ذوي الانتاج الغزير فقد صدر عدة دواوين . يقيم في هولاندا بعد خلاصه من مخيم رفحا. وكما جاء في تقديم يوسف الناصر « يكتب ناجي كأنه يحمل توقا سرياليا على أيقاظ وقت دفن في مكان ما في روحه..»

ثلاثة نتخاطر دوما
لنلتقي ثلاثة
نذود دبيب الأيام
عراة شوق نلتقي
ثلاثة في قعر حانة
نعب الوقت أغنيات دفء وأمواج فكرة
والآن وبين كل هذا الحشد
أين تلمح وجهك
عذب هو المكان بوجوه لست تعرفها
وخصص الجزء الثاني من الامسية لمحاضرة كريم النجار التشكيلية استعرض فيها مسيرة العشرات من الفنانين التشكليين مع عرض لبعض من اعمالهم.
كريم النجار: الذي سأطرحه هو قراءات في المشهد التشكيلي العراقي عن تاريخ الأسى والأغتراب، وهو ليس محاضرة بالمفهوم السائد.. بدءا أنوه الى ان الموضوع الذي أطرحه الان هو جزء من كتاب أسعى لأصداره قريبا.
الفنان بهذا الكون يسعى الى الحرية، كغيره من المشتغلين في الحقول الأبداعية، والى التمرد والمغامرة، واكتشاف عالمه الذي يريد ان يضع بصمته الخاصة عليه.. أو أضافة شيء جديد ومختلف على صعيد التجربة والكينونة.. لكن الفاجعة التي سنتحدث عنها فيما تعرضت له الحركة التشكيلية العراقية من أسى وغياب.. وأغتراب وتشويه للكثير من ملامحها وهذه مفارقة غريبة فبرغم فتوة وحداثة وبنائها المتين الذي سعى الرواد لترسيخه ..تعرض الى شرخ وعسف أستمر لحد اللحظة.
ثم سرد كريم المسار الأبداعي للفنانين العراقيين وممارستهم لمختلف المدارس والمذاهب الفنية وتجاربهم التجديدية والتجريبية وجهد الرواد وسعيهم للدراسة في الخارج وتأسيس المعاهد الفنية في العراق وتجمعاتهم في جماعات فنية .. في أستعراض توثيقي. تابعه الحضور باهتمام. ولكن لضيق وقت الأمسية حرم الجمهور المتعطش للحوار من طرح الاسئلة والمداخلات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة