حنان الفتلاوي.. ما لها وما عليها

احمل، ككاتب سياسي، ومراقب، انطباعاً متضارباً عن النائبة حنان الفتلاوي، فمن جهة، إعجاباً بقدرتها على ان تشق صفوف النساء العاملات في الشأن العام والسياسة الى الصدارة، وأن لا تكتفي بـ»فتات» الدور الذي تتكرم به الكتلة السياسية المنضوية تحتها، فتتطلع الى التزعم، كأمرأة يشار لها بالبنان من بين شريكاتها الكثيرات تحت قبة البرلمان، وكخطيبة صاحبة رأي وموقف وبأس في غابة من الرجال المتبرمين، الخطباء، والمتباهين في فحولتهم، فتؤسس منصتها، وحزبها، وخطّها، وتعرض كفاءة لافتة في المناورة، وخلط الاوراق، ومهارة مثيرة في التعامل مع الكاميرا، فتملأ الشاشة بالنظرات والايحاءات وسيماء الجديّة، وتكسب اكثر من معركة لاختطاف الاعجاب والانتباه، والحال، ما احوجنا الى عدد وافر من «أمثال» الفتلاوي يرفضن الهامش الذي يُمنح لهن من فضلات طاولات وصفقات ومؤامرات سياسيي هذا الزمان.
وإذْ عرضتْ لنا حنان الفتلاوي افضل ما في هذا الوسط البرلماني المأزوم من جدل ومواجهات وملاسنات، فانها، من جانب آخر، قدمت اسوء ما في هذا الوسط، من هوس «المعارضة من اجل المعارضة» والاستعداد للكذب، والتطاول على الحقائق، وانعدام اللياقة والحياء في مخاطبة المقامات والافكار والمشاريع، والسقوط في التجريح والتشهير، واستسهال نشر المعلومات المضللة، وخلط السخرية بالفهلوة بالعناوين الكبيرة، والاستطراد الاستعراضي ضد الاشخاص الذين لا تحبهم، والتأليب والتحريض الطائفي في أبغض محمولاته وعباراته، وهي تتعامل مع ذاكرتنا كنشارة خشب، حين تفترض اننا نسينا ما قالته بالامس لنقبل ما تقوله اليوم، وبين ايدينا وفرة من مثل هذه هذه المواقف، ليس وحدها التشكيكات، في ايلول من العام الماضي، بامكانية هزيمة داعش بالموصل، لتعود تحيي الانتصارات، في تموز الجاري.
ويمكن لأمرأة تعمل في الشأن العام و تريد ان يتقبلها المستقبل، كحنان الفتلاوي، ان لا تدخل في مهاترات تفضح كراهيتها للاصلاح الذي ارتدَت دعوته قبل ذلك، فيبدو هذا الرداء فضفاضا عليها وهي تنتقي عناوينه بعشوائية وتوظفها لمعارك فيها من الخيبات اكثر مما فيها من الخيرات، ثم، ان لا تخذل بنات جنسها، في الاقل، حين تبنّت، علنا، الترخيص للرجل ان «يتملك» زوجتين، واحدة محظية للوجاهات، وثانية «ام الاولاد» للبيت، ثم، ان لا تضيق وتنزعج وتخرج عن طورها، في التعليق الاستفزازي على الكلمة الاسبوعية الاعلامية لرئيس الوزراء عن آخر نتائج القتال لطرد داعش من الموصل، وما اسمته بـ»الجيش الالكتروني» التابع له، فهي آخر من يليق بها «الصدق الاعلامي» بعدما مرّغت بالوحل كل ما نعرفه عن علوم الاعلام ومعالم الصدقية.
*********
حكمة مترجمة:
«اذا اردتَ ان تتحولَ احلامُك الى حقيقة، فان اول ما عليك فعله هو ان تستيقظ»
عبدالمنعم الأعسم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة