عدنان عبد القادر الرسام: أعاني من التهميش والعزلة في خانقين

المعرض الشخصي الثلاثون
بغداد – وداد إبراهيم:
جاء من مدينة خانقين محملا بالألوان، والحكايات، والقصص التراثية الشعبية، وجوه وملامح، تتحدث عن المدينة، والجبل، والوادي، ملونة بألوان الحب والكبرياء والقوة، في خطاب جمالي ومفردات تشكيلية مفعمة بقوة اللون، والبراعة في تجسيد الشخصيات الكردية الشعبية، والحياة التي يعيشها ابن الجبل بعناصر ووحدات عمل ابداعي، جديد على معارض دائرة الفنون التشكيلية.
الفنان عدنان عبد القادر الرسام، جاء بأعماله ليعانق معارض بغداد، ونهاراتها، بمعرض، هو الثلاثين في احصائية معارضة الشخصية، وليشهد شهر تموز من هذا العام معرضا لعبد القادر، بأعمال عدة، لتنال مكانها على جدران قاعة المعارض الرئيسة في دائرة الفنون التشكيلية، والتي اعتادت ان تفتح الابواب امام كل الفنانين في عموم مدن العراق، من الأهوار، وحتى آخر مدينة تحتضن حدود العراق من الشمال.
فمن يجرؤ على التحلق بحرية في الواقعية، او الرمزية، والاقتراب من نهج فني آخر، اذن كيف يضع احلامه وشاعريتها، وكيف يستطيع ان يسكب ابداعه في رسم صورة فوتوغرافية تنتمي الى فن البورتريت، واين يوقع على بصمات الحداثة المعاصرة، ان لم يكن هذا المبدع يمتلك الكثير من اسرار الفن التشكيلي، ويستطيع الغوص في اعماق اللون وتدرجاته، هذا هو شأن الفنان عدنان عبد القادر الرسام، والذي جاء اسمه الثاني مشابه لاسم رائد الواقعية في العراق عبد القادر الرسام، فيقول في ذلك: كثيرا ما يوجه لي السؤال عن العلاقة مع رائد الواقعية عبد القادر الرسام، وما هو سر التشابه بالأسماء، لكن في الحقيقة ان الاسم جاء بالمصادفة، فأبي اسمه عبد القادر، واسم الرسام كنية كوني اخترت طريق الرسم منذ الطفولة.
هذا الفنان المبدع الذي جاء من مدينة خانقين بأعماله التي تمثل مجمل تجربته في الرسم، من دون ان يتقيد بمدرسة معينة، او اسلوب فني محدد، لان علاقة الرسام بنجاحه يكون في بعض الأحيان، انعكاسا متطابقا لواقعه الحقيقي، والرسام يتناول موضوعاته الفنية ببساطة، وباسلوب بعيد عن التعقيد، فهو يسعى لتحقيق منجزه الفني وفقا لما تمليه عليه احساساته، وطبيعة رؤيته الجمالية، فالشخصيات التراثية والشعبية الكردية، تفصح في مضامينها بيسر ووضوح، معلنة انتمائها الى الواقع بنحو صريح، كونها تتضمن اشكالا ورموزا متداولة، وواضحة المعنى، غير بعيدة عن مدركاتنا، وعناصر البيئة الكردية، فيقول في ذلك:
في الحقيقة انا لا اتبع نهجا، أو اسلوبا محددا، ولا اتقيد بمدرسة معينة، لأني أؤمن بالانفتاح على كل المدارس الفنية، فكل مدرسة لها فنانين متميزين، واعمال، وارث فني عظيم، إنما أحاول الاستفادة من كل ما هو موجود، وصهرها في بوتقة ابداعي الشخصي، لأشكل منها نمطا وأسلوبا خاصا، يحمل ملامحي وشفراتي الخاصة، متجنبا بحرص شديد الخوض في المناطق والمجالات التي لا توافق ذائقة المشاهد، في محاولة مني لإغناء سطح اللوحة بما يرتقي بالمجز الفني جماليا.
اما عن طبيعة الحركة الفنية في بغداد وخانقين فأوضح الفنان عبد القادر قائلا:
للأسف الحركة الفنية في العراق بنحو عام، وكردستان بنحو خاص، مقارنة ببعض البلدان المجاورة مثل مصر، ولبنان، والخليج، وتركيا، متعثرة، وتفتقد الحيوية، وهذا بسبب الوضع السياسي في العراق، والذي أثر وبنحو سلبي على جميع مجريات الحياة، وكان للفن حصة الاسد من هذا الإهمال والركود، الذي ساد جميع القطاعات، والمرافق الإنسانية الحيوية، والفنان العراقي وللأسف يعاني من الغبن، والتهميش، والانعزال، بسبب عدم وجود الدعم من قبل الدولة، ومن قبل الجهات الفنية المعنية بالفن والفنانين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة