شَهوةُ الكتابة

حسام لطيف البطاط

إنَّها شهوةُ الكتابةِ تغتالُـني مرةً أُخرى
أنا العابرُ الموغِلُ في صحراءِ القصيدة
سأُهيِّئُ جفنيَّ لأخطرَ منْ دمعةِ حزن
سأُهيِّئُ كفيَّ
لأبعدَ منْ إيماءةِ وداع
وأُهيِّئُ ليلي
لسوادٍ أوحش من ذاكرةِ الحرب ..
سأزرعُ قلبي
فوقَ غمامةِ صيفٍ
أخطأتْها المَوَاسم
أيُّها المُوغلُ في صحراءِ القصيدة
ما أسوأَ أنْ تُصبحَ جسرًا
يُعلِّــقُـكَ الحزنُ بين فجيعتين !
تغتالُني شهوةُ الكتابةِ مرَّةً أُخرى
أنا المُخضَّبُ بالصمتِ …
بنكهةِ الفجيعةِ
سأعترفُ الآنَ بكلِّ خطاياي الوردية
وأزرعُ زنبقةً ضائعةً
تهزأُ من وقعِ أقدامِ الخطيئة
سأتوغلُ خارجَ الحلم
بسذاجةِ عاشقٍ …
بحكمةِ أمٍّ لا تُتقنُ غيرَ الدعاء
فمازالَ في الحزنِ الأخيرِ
رمقُ نشوةٍ عابرة
نشوةُ الحرفِ الأول
الاحتراق الأخير
سأعترفُ أمامَ آخر نجمةٍ في فضاءِ التمني:
إنّي أوّلُ مَنْ أطلقَ نحو القلبِ رصاصةَ عشقٍ
أعترفُ الآن
أنَّ حجارةَ قلبي
لا تُؤمنُ بالجمرِ ..
دليلِ العاشقين !
أنا صاحبُ (النزفِ الأخير)
من يبدلُ ذاكرتي بقليلٍ من ملحِ البهجة
برمالٍ من شاطئِ حلم
ربما تُورقُ لحظةٌ خائنة ..
ربما يأتي ليلٌ مفعمٌ بأشباحِ القصائد
والنجوم:
نجمةٌ تحترفُ التوهُّجَ خلسةً
خوفًا من عاشقٍ لا يُجيدُ سوى
بعثرةِ أحلامهِ ..
إطلالةٌ لا يفهمها سوى بَحَّارٍ
أضاعتْهُ المراكبُ ذاتَ بحر !
تُعطِّــرُ جراحَ الكونِ بابتسامةٍ غائمة
إنَّها قيثارةُ الأمسِ
مدينةٌ لا تُحبُّ سوى ذبحِ القصائد
هاكِ أوردتي إذًا
فأنا آخرُ دواوينِ الحب !

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة