وثائقي عن «سعدي المالح» في البيت الثقافي بأربيل

صاحب رواية «في انتظار فرج الله القهار» الذي رحل مؤخراً

أربيل- ماجدة محسن:

ضمن نشاطاته الثقافية المستمرة، عرض البيت الثقافي في أربيل، مؤخراً، فيلماً وثائقياً عن حياة الكاتب والأديب العراقي السرياني الراحل سعدي المالح، وذلك على قاعة البيت الثقافي بحضور جمع من المهتمين بالشأن الثقافي.

وقال معد الفيلم دلير علي حمة والذي قام بقراءة التعليق أيضاً إن «الفيلم يسلط الضوء على حياة هذه الشخصية الكبيرة .. الرجل الذي قدم الكثير للأدب حيث بحث عن المفيد وانحازت كتاباته إلى الإبداع»، مضيفاً:» أردت فقط أن يتعرف الجميع على تاريخ هذا الرجل، فهو الذي أسس مديرية التراث السرياني في وزارة الثقافة وكذلك المتحف السرياني فضلاً عن انجازاته الكثيرة في عالم الأدب».

وأوضح حمة:»إننا نحاول أن نسلط الضوء على حياة النخبة، حيث قدمنا قبل ذلك فيلماً عن الراحل الأديب فلك الدين كاكائي وغيره من الشخصيات التي تمتلك تاريخاً غنياً وزاخراً بالإبداع».

يبدأ الفيلم بحديث للمالح عن طفولته فيما تتجول الكاميرا في أرجاء المحلة التي ولد فيها في عنكاوا..ثم يسرد بعد ذلك قصة حياته، إذ يقوم بزيارة إلى مدرسته الابتدائية ومن ثم يلتقي بأصدقاء طفولته حيث يستذكرون سني الشباب وريعانه وحماسته».

تحدث المالح خلال الفيلم عن المرجعيات الفكرية التي قادته إلى عالم الفن والأدب حيث صنفها إلى ثلاثة مراجع مهمة: أولها والدته «التي كانت تختزن في ذاكرتها العديد من القصص والحكايا والقيم الدينية، وثانيها، عدد من الرواد الحكواتية الذين يأتون إلى البيت أو إلى عنكاوا ليحكون للناس الحكايا، حيث لم تكن عنكاوا بشكلها الحالي فقد كانت بيئة زراعية بدأت تزحف نحو الحضارة وهي تملك العمق الفكري والتأثير الاجتماعي الكبير على شخصيتي».

وكذلك الحكواتي هرمز كزد الرجل القادم من تركيا الذي استقر في أربيل، وكذلك العم اليكسيس وخالته التي كانت تصنع الحصران بطريقة فنية وجدته التي كانت تصنع الفخار « كل ذلك كان له التأثير الأول على شخصيته الأدبية وكتاباته فيما بعد».

ثم يظهر المالح وهو يستذكر فرحته وحماسه لنشره أول مقال له في مجلة الفكاهة التي كانت تصدر في بغداد العام 1967. لتتوالى بعد ذلك رحلته في عالم الكتابة والصحافة والأدب. 

فيما أشار المالح في الفيلم إلى أن علاقته بالأدب الكردي قديمة جداً، حيث تعود إلى مطلع السبعينيات من القرن الماضي وقد قام بترجمة العديد من القصائد من اللغة الكردية في ذلك الوقت.

انه سعدي بويا توما المالح دخل مدرسة عنكاوا الابتدائية في العام 1957 وتخرج منها سنة 1963 ودرس في متوسطة صلاح الدين في أربيل للسنوات 1963-1967 وبعدها تقدم لدار المعلمين الابتدائية في أربيل وتخرج منها العام 1970. أكمل دراسته العليا في موسكو فحصل على ماجستير في الإبداع الأدبي (النثر الفني) من معهد غوركي للآداب التابع لاتحاد الكتاب السوفييت في موسكو .

ثم أكمل دراسته العليا للحصول على الدكتوراه في فقه اللغة والأدب ومجال اختصاصه الأدب العربي المعاصر من معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية سابقاً (الروسية حالياً) في موسكو وموضوع الأطروحة الأكاديمية: الأدب العراقي المعاصر في المنفى، ودرس لمدة سنة دراسية كاملة 1989 – 1990 في كلية فانييه في مونتريال بكندا للحصول على دبلوم لغة فرنسية، وكذلك حصل على دبلوم لغة انجليزية في العام 1990 من كلية بلاتون في مونتريال بكندا خلال سنة دراسية كاملة، وخلال السنوات 1983 – 1986 وفي أثناء دراسته في موسكو عمل في إذاعة موسكو معلقاً سياسياً ثم مترجماً في عدد من الصحف والمجلات السوفيتية الصادرة آنذاك بالعربية.

وعمل مراسلاً لعدد من الصحف والمجلات العربية في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص، وخلال السنوات 1983-1987 عمل كمترجم للأدب من الروسية إلى العربية في دار قوس قزح رادوغا في موسكو.

عمل في جامعة الفاتح في طرابلس كأستاذ الأدب واللغة الروسية والترجمة في مركز اللغات (كلية التربية) للسنوات 1987-1989.

وفي سنة 1990 شغل منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة المرآة الأسبوعية الصادرة في مونتريال لمدة عشر سنوات ورئيس تحرير مجلة عشتار.

وأخيرا عين كمدير عام للمديرية العامة للثقافة السريانية في عنكاوا التابعة لوزارة الثقافة في إقليم كردستان العراق، ومن مؤلفاته:»الظل الآخر لإنسان آخر» مجموعة قصص بغداد 1971، «مدائن الشوق والغربة» مجموعة قصص بغداد 1973، «أبطال قلعة الشقيف» رواية وثائقية القدس 1984، «يوميات بيروت رواية مذكرات» موسكو 1983 بالروسية، «حكايات من عنكاوا» مجموعة قصص عنكاوا 2005، «الأدب العراقي في المنفى 1976-1986» دراسة نقدية موسكو 1986، «مدن وحقائب» قصص مختارة مونتريال كندا 1994، «الينابيع الأولى.. تجربة قصصية، «في انتظار فرج الله القهار» رواية بيروت 2006، «في الأصل والفصل وملاحظات أخرى» أربيل 1997 = عنكاوا في الأصل والفصل، «الكلدان من الوثنية إلى الإسلام أربيل 1998، «مدخل لدراسة تاريخ عنكاوا» بحث في مجلة عشتار 1999 كندا، «الآشوريون من سقوط نينوى حتى دخولهم المسيحية» بحث في مجلة عشتار حويوديو 1997 ستوكهولم-السويد.

ولديه عدد من الترجمات من الروسية، من بينها :»الإخوة والأخوات فيودور ابراموف» رواية موسكو 1983، «بحار التايغا يوري كافليايف» قصص طشقند 1983، «ويطول اليوم أكثر من قرن». جنكيز ايتماتوف. رواية موسكو 1989، «ماراثون الريس». يوري يلتسن 2000.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة