مسيرة شكر للأهالي.. ومتطوعين لصبغ أرصفة الشوارع
سرسنك ـ خدر خلات:
تعبيراً عن شكرهم وامتنانهم لشعب وقيادة اقليم كردستان بنحو عام، ولاهالي بلدة سرسنك، نظم العشرات من النازحين القاطنين فيها مسيرة للتعبير عن شكرهم وامتنانهم لاهالي البلدة التي تتميز باجوائها الجميلة ومناظرها الخلابة، فيما قام العشرات من المتطوعين والمتطوعات بحملة لصبغ الارصفة في وسط البلدة.
وقال الناشط رزكي جوقي حسن، النازح من منطقة بعشيقة الى “الصباح الجديد” انه “مع تحرير منطقتنا في ناحية بعشيقة، والبدء برفع الانقاض فيها ومباشرة عدد من الدوائر الخدمية كالكهرباء وغيرها باعادة تأهيل شبكاتها بهدف اعادة الخدمات لمناطقنا تدريجياً، ومع قرب انتهاء العام الدراسي الحالي 2016/2017 ارتأينا تنظيم مسيرة عفوية تعبيرًا عن شكرنا وتقديرنا لكل من ساعدنا في محنتنا خلال فترة نزوحنا التي استمرت سنتين و9 اشهر لحد اليوم”.
واضاف “المسيرة شارك بها نحو 300 نازح غالبيتهم من اهالي ناحية بعشيقة وبحزاني، رفعنا شعارات ولافتات تؤكد عميق شكرنا لشعب وقيادة اقليم كردستان العراق، وايضا الى اهالي مدينة سرسنك الجميلة الذين لم يدخروا جهداً في مساعدة اهلنا النازحين”.
ونوه حسن الى انه “من المرجح ان اعدادا كبيرة من النازحين ستعود لمناطقها الاصلية عقب انتهاء العام الدراسي الحالي، لهذا ارتأينا تنظيم هذه المسيرة في هذا الوقت، ونجدد شكرنا وتقديرنا لاهل سرسنك جميعاً، الذين وقفوا مع النازحين وقفة كرم وتعاملوا مع النازحين بانسانية راقية يستحقون الاشادة بها، ولن ننسى مواقفهم بتاتاً كما لن ننسى اجواء سرسنك الرائعة”.
وانطلقت المسيرة من وسط سرسنك وصولا الى مبنى الناحية فيها، حيث كان مدير الناحية برفقة عدد من المسؤولين بانتظار المتظاهرين الذين قدموا باقة ورد الى مدير الناحية نيابة عن جميع اهالي سرسنك، وتم القاء كلمات تشيد بالتعاون الاخوي والمواقف الانسانية لاهل سرسنك مواطنين مسؤولين الذين بذلوا ما بوسعهم لخدمة النازحين فيها.
ولم يكتف النازحون في سرسنك بالمسيرة العفوية، بل ان العشرات منهم تطوع لصبغ الارصفة في وسط سرسنك لترك بصمة طيبة لدى اهلها.
وقال الناشط قيدار الياس، من اهالي بعشيقة انه “فكرنا في كيفية ترك بصمة جميلة وذكرى لطيفة لدى اهالي سرسنك قبل ان نعود لمناطقنا، فكان قرارنا ان نقوم بحملة لاعادة طلاء الارصفة واعمدة الكهرباء داخل المدينة عرفاناً بالشكر والامتنان لاهالي سرسنك”.
واضاف “تطوع العشرات من الشباب النازحين من الذكور والاناث، وجهزتنا دائرة بلدية سرسنك بالأصباغ والمعدات المطلوبة، وتم اعادة طلاء الشارع الرئيس وسط المدينة، شارع البلدية، الامر الذي نال استحسان الاهالي والسادة المسؤولين”.
ولفت الياس الى ان “الشباب الذين شاركوا في صبغ الارصفة هم طلاب نازحون يتابعون دراستهم بمدارس تم استحداثها عقب نزوحنا، وتم ذلك بالتنسيق مع اداراتها وتربية نينوى”.
عادًا ان “العلاقة بين النازحين والسكان الاصلاء لا يجوز ان تنتهي بالعودة للديار، بل يجب ان تستمر وتتواصل، لان هكذا مواقف ومبادرات تعزز ثقافة التعايش الاخوي بين شتى المكونات، علماً ان مدينة سرسنك يقطنها خليط من المسيحيين والمسلمين، واغلب النازحين فيها من الايزيديين، ومنذ سنتين و 9 اشهر لم تحصل أية مشكلة تستحق الذكر”.
من جانبها قالت المتطوعة لبنى اياد ان “اهالي سرسنك يستحقون ان نرد لهم جميلهم، و لا بأس ان نخصص يومًا واحدًا للعمل في صبغ الارصفة بشوارعها، وربما سيبقى عملنا هذا ذكرى سيتحدث بها الاهالي بعدما نغادر مدينتهم”.
وبحسب ارقام غير رسمية، فان نحو 14 الف نازح سكنوا في عموم ناحية سرسنك (40 كلم شمال شرق دهوك) في الاشهر الاولى من اجتياح تنظيم داعش لمناطق شاسعة من العراق، لكن عدد النازحين تضاءل في الاشهر الاخيرة بنحو ملفت.