الطقوس الدينية كظواهر شعبية في اجتماعية التدين الشعبي

متابعة- حذام يوسف:
احتفى الصالون الثقافيّ في الديوانية عصر الجمعة بكتاب “اجتماعية التدّين الشّعبي” الصادر حديثاً عن دار الرافدين ـ بيروت ـ للباحث مهتدي الأبيض، وهو كتاب يعرض الطقوس الدينية بوصفها ظواهر شعبية، متخذاً التأويل منهجاً للدراسة، وقد قدمه أسامة غالي، معرفاً بآليات اشتغال الباحث، وكيف أن التأويل لا يصلح منهجاً لمعالجات اجتماعية، كتلك التي جاءت في الكتاب، هذا إن كان التأويل يعدُ منهجاً في قبالة المناهج الأخرى، إنما هو طريقة تفكيرٍ وظاهرة معرفية خارج اطر المنهجية.
واكد أسامة غالي على أن الكتاب يشتغل على مساحة مهمة في الفكر الديني، لكن ما ينقصه هو التقصي لجذور الموضوعات تقصياً اجتماعياً عميقاً، من دون الاكتفاء بعينات هامشية، ومعالجات مكررة، وقد اشرَ مفصلاً مهماً في الكتاب، وهو الخلط الكبير في ربط الطقوس الشعائرية بالتصوف، من جهة الانزواء والدخول في ما هو خرافي وسطحي كما يراه الباحث، إذ التصوف في بنيته العميقة فكر حي متمرد وفاعل في الحياة، بخلاف ما هو موجود في الاوساط الدينية اليوم من هشاشة فكرية، وانقياد لأفكار ظلامية، مستدلاً أسامة غالي بنماذج من المتصوفة، بدءاً بالحلاج، واخوان الصفا، ومحي الدين بن عربي، مروراً بـأبي يزيد البسطامي، وجلال الدين الرومي، وآخرين.
وفي ختام الاحتفاء وقع الباحثُ كتابه للحضور، هذا وأن الصالون الثقافيّ يهتم بانتاجات الأجيال الجديدة، معرّفاً بها من دون أن ينسى مهمة النقد لما يطرحُ، وفي مجالات متعددة فكرية وأدبية وعلمية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة