بغداد – أحلام يوسف:
في يوم تميز بسلطة القصيدة على المشهد الثقافي في شارع المتنبي، أقام الملتقى الثقافي برئاسة الروائي صادق الجمل، جلسة ثقافية لعدد من الشاعرات عبر قراءات شعرية تنوعت في مواضيعها.
حضر الجلسة الشعرية عدد كبير من الباحثين، والادباء، ورواد الملتقى، كانت قراءات جميلة، ورائعة للشاعرات سمرقند الجابري، وعلياء المالكي، وكوكب البدري، ومنى السبع، وايمان المحمداوي، حيث اخترن من سماء شعرهن اروعها.
كلمة ترحيبية للشاعرة والإعلامية حذام يوسف التي أدارت الجلسة بكفاءة عالية وجهتها للضيوف والشاعرات في بداية الجلسة:” صباحاتكم ونهاراتكم سعيدة، نرحب بضيوفنا من المحافظات، ومن بغداد، وبشاعراتنا الجميلات اللواتي سيصوغن لنا ولكم قصيدة، بل لوحة، تميز هذا اليوم في شارع المتنبي، وتحديدا في قاعة جواد سليم، وتحية خاصة من رئيس الملتقى الثقافي، الروائي صادق الجمل، الذي بعث بتحياته من أبو ظبي، بحضوركم ستكتمل روعة القصيدة.”.
الناقد جمال جاسم أمين افتتح الجلسة بكلمته حول الجرأة في النص النسوي “ما يزال المصطلح محل جدل و اعتراض، فالبعض يرى ان النص الادبي لا يمكن تجنيسه، او توصيفه، بحسب جنس قائله، بمعنى ان فكرة الادب عامة، لا تخضع لمثل هذا التفريق، بالطبع هذا الذي نسمعه غالبا، ينسى او يتناسى حقيقة ان تعبيرنا او توصيفنا لنوع من الكتابة، ليست باعتبار جنس الكاتب، بل باعتبار المقاصد التي يتوخاها النص، فليس كل ما تكتبه المرأة أدبا نسويا، هذا الكلام قلته في اكثر من مناسبة، و تكراره ليس عبثا، بل لتأكيد معنى النسوية التي نتوخاها، او نقصدها، يطرح في هذا السياق تقييم الجرأة التي تتضمنها بعض النصوص، خاصة تلك التي تتخذ من الجسد موضوعا لها، الجسد المسكوت عنه، التابو، ومنطقة السر و الستر، على وفق هذا يصبح الإعلان، او الفضح واحدا من مقصديات ادب المرأة في تجاوز الخطوط، التي رتبتها سلطات الفحولة، ثمة كتابات لا ثيمة فيها سوى الجرأة، الامر الذي يدعو الى التساؤل : هل الجرأة وحدها تكفي ؟ لا اعتقد ذلك.
استعرضت مديرة الجلسة بعد تلك المقدمة التي يمكن ان نطلق عليها وصف نقدية، محطات من تجربة الشاعرات الأدبية، واصداراتهن، لتكون القصيدة الاولى للشاعرة سمرقند الجابري، تتبعها الشاعرة علياء المالكي، ثم الدكتورة كوكب البدري، ومنى السبع، واخيرا مع الشاعرة ايمان المحمداوي، وسط اعجاب الحضور.
تضمنت الجلسة التقاطات سريعة للناقد علوان السلمان، حول القصائد التي قرئت في الجلسة :” بتأمل النصوص الشعرية التي قدمتها كل من سمرقند الجابري، وعلياء المالكي، وكوكب البدري، ومنى سبع، وايمان المحمداوي، نجد انها انقسمت الى قسمين، اولهما اعتمد النص النثري والومضي، كما عند علياء، وسمرقند، اما العمودي فتمثل في قصيدتي كوكب، وايمان، وكلها تنقش عوالم الروح، والهم الإنساني، على بياضاتها المعبرة عن مكنونات الذات، القائمة على الاحساس بوقع الكلمات، من حيث تشكلها وصداها، لا من حيث المعنى، على حد تعبير جان بول سارتر، فضلا عن انها مشحونة بإيحاءاتها، الخالقة لصورها التخيلية في قيمتها الاجتماعية، وموقفها الإنساني، وقيمتها الجمالية، الجاذبة عاطفيا، واشارياً، مع ايقاع وجداني منطلق من مرجعيات فكرية، وروحية.
تخللت الجلسة مداخلات من قبل الحضور، منهم القاص حسن حافظ، والناقد عدي العبادي، وعدد من الحضور الذين تقاطعوا في الرؤى، الا انهم اجتمعوا على ان القصائد كانت جميلة، ونابعة من روح الشاعرات، مع انها ركزت على العاطفة، والحوار المنولوجي مع الذات.
الملتقى الثقافي في شارع المتنبي يحتضن قصائد ناعمة على منصة جواد سليم
التعليقات مغلقة