نيمار 2014 وبيليه 1962.. عندما يعيد التاريخ نفسه

بغداد ـ الصباح الجديد:

لم يكن أسوأ المُتشائمين من عُشاق الكرة البرازيلية ومتتبعي منتخب البرازيل في كأس العالم 2014 يتوقع أن يأتي الخبر الأسوأ بالنسبة لهم بإصابة نجم الفريق الأول نيمار دا سيلفا في وقتٍ حاسم من البطولة وتحديداً في الدور نصف النهائي للحدث الأبرز .

ولكن الأقدار شاءت فعلاً أن يُصاب نيمار دا سيلفا في مباراة منتخب البرازيل أمام كولومبيا في ربع نهائي البطولة وهي المباراة التي حملت بطاقة عبور السامبا لنصف نهائي سيكون بدون نجمهم الأول والذي تُعلق عليه الجماهير الكثير من الآمال .

وعادت هذه الحادثة بذاكرة البرازيليين إلى ما قبل نصف قرن وعامين (52) عاما بلغة الأرقام، وعلى وجه التحديد أكثر فأكثر إلى بطولة كأس العالم 1962 التي استضافتها تشيلي على أرضها.

ودخلت البرازيل تلك البطولة آنذاك مُتطلعةً بشغف لحصد اللقب للمرة الثانية على التوالي بعد أن كانت في النسخة الأسبق 1958 قد حصدته بفضل نجمها الشاب إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو المعروف باسم (بيليه) والذي كان يبلغ حينها فقط 17 عاماً .

وبسيناريو مشابه لما حدث في 2014 مع نيمار بل ربما أكثر قسوة تعرَّضت البرازيل في كأس العالم 1962 لضربة قاسية بإصابة بيليه النجم الأول للمنتخب بعد أن لعب فقط مباراة واحدة كانت الإفتتاحية للبرازيل في البطولة وحققت فيها الفوز على المكسيك بنتيجة 2-0 سجل بيليه واحداً منها بيد أنَّ كلَّ شيءٍ اتجه نحو الناحية المظلمة في مباراة البرازيل الثانية أمام تشيكوسلوفاكيا حيث أُصيب بيليه وبدأت الشكوك تُراود الجميع حول مدى قدرة البرازيل آنذاك على المضي قدماً للحفاظ على لقبها .

ولكن لأنَّ النُجوم تظهر في وقت الصعاب، ولأنَّ الأبطال يُولدون في رحم المعارك.. أعلنت إصابة بيليه عن ولادة نجمٍ لن تنساه الكرة البرازيلية أبداً له من الإسم أماريلدو تافاريز دا سيلفيريا قاد ثورةً برازيلية لن تُمحى من صفحات التاريخ في تلك البطولة.

فأن تفقد نجمك الأول فقط بعد مباراة واحدة أنت تواجه خطر الخروج، إلَّا أنَّ أماريلدو الذي لم تكن مسيرته الدولية قد بدأت إلا قبل عام من تلك البطولة المونديالية قاد البرازيل خطوةً بخطوة بدأها أمام 18,715 مُتفرج في استاد ساوساليتو فينا ديل مار في ختام مباريات البرازيل في دور المجموعات أمام إسبانيا حيث أسقط الأخيرة بجيلها العظيم آنذاك من بوشكاش، خينتو، دي ستيفانو وغيرهم بنتيجة 2-1 كان هو من سجلهما.

ولأنَّ ختام قصته مع هذه الثورة البرازيلية كان لا بُدَّ أن يحمل المسك، اختتم أماريلدو تلك البطولة بتسجيل هدف من أهداف البرازيل الثلاثة في نهائي البطولة أمام تشيكوسلوفاكيا لتحصد البرازيل لقبها العالمي الجديد ويُعلن أماريلدو عن ولادة نجمٍ جديد من رحم البطولة حيث ازدهرت مسيرة اللاعب بعد البطولة بالتنقل بين ميلان وفيورنتينا في إيطاليا وحصد الألقاب معهما.

ويبقى السؤال الأكبر الذي يدور في ذهن البرازيليين اليوم وبعد مرور 52 عاما.. هل سيولد أماريلدو جديد في تشكيلة السامبا لتقودهم نحو النجمة السادسة على أرضهم وبين جماهيرهم بعد إصابة نجمها الأول نيمار دا سيلفا وغيابه المؤكد عن بقية البطولة .. سؤالٌ ستكشف الأيام عن خبايا إجابته.

وقبل أن تُوضع الأقلام بإنتظار الإجابة، شاء أسطورة الكرة البرازيلية بيليه أن يُغرد على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مُتحدثاً باختصار عن إصابة نيمار وتكرار سيناريو 1962 بالقول: «هذا الأمر يُؤلمنا حقاً أن نعلم أنَّ نيمار لم يعد بمقدوره الدفاع عن ألوان السامبا في كأس العالم ، لقد حدث الأمر ذاته لي في 1962 ولكن الأقدار منحت حينها البرازيل القدرة للإكمال والفوز باللقب وآمل أن يحدث هذا الأمر مع سيسلساو 2014».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة