توجهات الحكيم العربية !

عمار البغدادي
كاتب عراقي
اسمع همزاً هنا ولمزاً هناك عن زيارات السيد عمار الحكيم للفضاء العربي والرغبة الكبيرة التي تتملكه لبناء علاقات راسخة وصلات مهمة مع المحيط العربي وكأن الرجل اتى بهتاناً عظيماً او ارتكب جرماً يعاقب عليه القانون العراقي والدولي وشرائع الرسالات السماوية وماجاء في التوراة والزبور والانجيل والقران.. ترى ماالذي يثيره «الموضوع» حتى يتلقى الرجل كل هذا الكلام ناهيك عن الكلام الناري وحديث منابر شيعية عن «التسوية الوطنية» وكأن مايطرحه ومايقوم به من زيارات اثم عظيم ونكران اعظم لدماء الشهداء والتاريخ والاسلام من يوم السقيفة الى اليوم؟!.
كل الذي فعله الحكيم ومايفعله يصب في المصالح الوطنية العليا لا الخاصة ولوكان يبحث في الخاص ومن اجله عربياً فهو سليل المرجع وابن اخ مرجع وسياسي كبير وشهيد محراب ووالده زعيم اكبر ائتلاف شيعي منذ تأسيس الدولة العراقية الى اليوم وبالامكان توظيف هذا الارث الديني والروحي والسياسي للخاص من دون العام والتمتع بقصر عربي هنا واقامة وجنسية عربية هناك تبعده عن المخاطر والابتعاد عن خط الزلازل والاغتيالات التي طالت اغلب رجال اسرته!.
مايواجهه الحكيم اليوم واجهه الشهيد الكبير محمد باقر الحكيم في زمن المعارضة العراقية ومن الجسم السياسي ذاته الذي يسمى اليوم جزافا» التحالف الوطني» حين كان الاسلاميون العراقيون لاجئين في ايران اذ كان يزور الكويت في رمضان من كل عام كما زار المملكة العربية السعودية وزياراته التاريخية لسوريا وزيارة للبنان القى فيها الحجارة على ملالة اسرائيلية على حدود الخط الازرق الفاصل بين لبنان وفلسطين ومع ذلك لم يسلم السيد الحكيم من حجارة البعض وهمزه ولمزه ولولا مكانة الرجل العربية والايرانية والعراقية المهمة لحكم على الحكيم بالرجم لانه زار الكويت والتقى دوكويلار في جنيف وحافظ الاسد في سوريا واميل لحود في لبنان والملك عبد الله في الرياض وبوتفليقة وعشرات الشخصيات الدولية ل23 عاماً في المنفى..والسبب الغيرة والحسد والمكانة العربية التي يحظى بها الرجل والتراجع والمكانة المتأخرة التي «يتمعتون» بها!.
التاريخ يعيد نفسه لكن هذه المرة اشد من عودة التاريخ بلؤم البعض على الرجل وهو يقود التحالف الوطني ويفتح مسارب ومسالك العلاقات كما مسارب التاريخ لبناء تاريخ جديد للتحالف والدولة والانموذج المجتمعي وخيار العراقيين في الاستقرار والعيش المشترك والتحرير.
العلة كما اعرفها وانا الذي جاورت المعارضة العراقية السابقة للنظام الدكتاتوري السابق واطراف التحالف الوطني اللاحق ان هؤلاء الناس يدعون الحرص وهم اشد الناس عداوة للحريص والاخلاص للعراق والعراقيين وهم اعداء كل حريص ومخلص اذا مااختلفت وجهته وتوجهه في الاخلاص والحرص على شعبه وهم اعداء كل متصد وقيادي يتفرد في الفهم والعلاقة والنشاط مع المحيط الدولي..الم يستعدوا العلامة مهدي الحكيم حتى استشهاده في السودان عام 1988واتهموه شتى التهم وقالوا فيه مالم يقله مالك في الخمرة؟!.
مافعله الحكيم ان الرؤية في ذهنه مختلفة ازاء الموضوع العربي والتوجه الى الخارطة العربية بعد سنوات طويلة من التعويل على خرائط قديمة تعود الى «سايكس بيكو» انتجته فترة المعارضة العراقية مع خيارات لم تعد مجدية ازاء استقرار العراق المرتبط اساساً بالتعويل على تطوير علاقاته العربية ومع المحيط وهو امر مشروع تفكر به كل الدول وليس عيباً ان يضطلع الحكيم بهذا النهج وهو زعيم لتحالف الدولة قبل الاضطلاع به كرئيس للتحالف الوطني.
اللؤم الراهن يحاول الغمز من قناة اخرى تقول بالهمس ان الرجل يعول على العرب اكثر من تعويله على ايران الدولة الاسلامية التي رعت المجلس الاعلى ودعمته ووفرت له كل السبل والامكانات المادية والتسليحية من اجل انجاح مشروعه وتمثيله للمعارضة الاسلامية العراقية..
ان ايران دعمت المجلس كخيار حليف وشريك ومجاور لحربها مع النظام السابق وكانت تشتغل على هذا النحو بما يوفر لها قوة حجة في المستوى العربي والدولي لمناهضة النظام السابق والدعوة الى اسقاطه «صدام بايد ميرفد» وكذا كان النظام السابق يفعل مع المعارضة الايرانية في العراق ولولا مهارة السيد محمد باقر الحكيم وقدرته في اختراق هذا الحاجز العقدي المخيف لكانت المعارضة الاسلامية ايرانية امام العالم ولما وصل الدولي مستوى دعوة الحكيم الى زيارة اميركا واستقبال ال غور له حيث رفض الحكيم الزيارة الا شرط استقبال كلينتون شخصياً له للشانية الكبيرة التي تتمتع بها المسألة العراقية لكنه زار لندن والتقى الجالية العراقية هناك واجرى حوارات كبيرة مع شخصيات بريطانية ذات صلة بالمسالة العراقية.
ان الفريق المناوىء لايبحث عن انجاز عراقي في الاوساط العربية بل يعد أي انجاز عربي نكوصاً انتخابياً وأي زيارة يوم شؤم عليه وربما يشوه في مقاصد الزيارات العربية في مواقعه الخاصة ودعاياته الاعلامية الرخيصة كلما رأى موعد انتخاب رئيس للتحالف الوطني اقترب اجله ودنت ساعته مع ان عمار الحكيم دعا الى اختيار رئيس جديد قبل نهاية فترة قيادته للتحالف باربعة اشهر وهو مؤشر زهد بالموقع والمكانة السياسية التي يتصورها البعض «اية الكرسي» توسع له كرسي الزعامة التي ينتظرها للاطلالة على زمن الانتخابات النيابية القادمة اذ يبدو ان القادة السياسيين خائفون منها ومن النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع للاسباب المعروفة.
ان السيد الحكيم لايطمع بهدف غير تطوير علاقات العراق العربية ومن التسوية الوطنية غير المصالحة الشاملة وايقاف نزيف الدم وبناء الدولة العراقية العادلة..اما الاخرون فليس لهم الا ذهاب النفس بانفتاح العرب على الحكيم حسرات!.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة