تحذيرات من هزيمة مفاجئة كما حصل مع هيلاري كلينتون
باريس ـ وكالات:
تصاعدت التحذيرات الموجهة الى المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، من خطورة تقليل شأن المنافسة مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وتخشى الأوساط السياسية التقليدية في فرنسا من انتصار لوبان بطريقة مفاجئة على غرار السيناريو الذي أوصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في مواجهة منافسته التي كانت الأوفر حظًا للفوز هيلاري كلينتون.
وعلى الرغم من اصطفاف أغلب العائلات السياسية وراء ماكرون، فإن حملة غير ديناميكية يمكن أن تأتي بعكس ما تقوله استطلاعات الرأي حاليا. ويدرك الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند خطورة تحقيق لوبان لنتيجة مفاجئة، حيث طلب من وزراء الحكومة الأربعاء بذل كل ما بوسعهم لضمان إلحاق أكبر هزيمة ممكنة بزعيمة اليمين المتطرف في الجولة الثانية المقررة في السابع من آيار.
وقال ستيفان لو فول المتحدث باسم هولاند إن الرئيس طلب من الوزراء «إلزام أنفسهم تماما في الحملة الانتخابية بضمان حصول لوبان على أقل نسبة ممكنة». وأضاف أن هولاند الذي حث الفرنسيين على التصويت لماكرون طلب من كل وزير «حشد كل جهوده في هذه الحملة».
وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس الثلاثاء من أن فوز ماكرون على مرشحة اليمين المتطرف لوبان خلال الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في السابع من ايار ليس مضمونا. وقال خلال زيارة إلى غرب فرنسا: «أعتقد أنه من المناسب أن نكون في غاية الجدية وفي حالة تعبئة كاملة، وعلينا أن نعتبر أن لا شيء مضمونًا بعد، وأن الفوز يجب أن ينتزع».
وتابع الرئيس الفرنسي «ليس هناك إدراك فعلي لما حصل الأحد، نسينا أن لوبان انتقلت إلى الدورة الثانية. ليس شيئا هامشيا أن يصل اليمين المتطرف إلى الدورة الثانية لانتخابات رئاسية».
وكان هولاند أعلن عزمه على الاقتراع في الدورة الثانية لماكرون، معتبرا أن اليمين المتطرف «يشكل مرة أخرى خطرًا على فرنسا».
وبموازاة هذا التجند لدى فريق هولاند، حصل ماكرون أيضا على دعم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، حيث أكد هذا الأخير أنه سيصوت لمرشح الوسط. وقال ساركوزي في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي إنه «اتخذ هذا القرار لأن البديل سيكون مرشحة اليمين المتطرف»، مشددا على أن «منح صوته لماكرون لا يعني تبنيه لبرنامجه الانتخابي».
واستأنف إيمانويل ماكرون حملته استعدادا لنزال لوبان بزيارات إلى معاقل منافسته، وتوجه الأربعاء أولا إلى «اميان» للقاء موظفين مهددين بنقل مقر مصنع إلى بولندا، ومن بعدها إلى «أراس» وهما مدينتان حلت فيهما مرشحة حزب الجبهة الوطنية في المرتبة الأولى في الدورة الأولى من الاقتراع الأحد الماضي.
ومع أن استطلاعات الرأي تقدر بأن بين 62 إلى 64 بالمئة من نوايا التصويت تؤيد ماكرون في مقابل 36 إلى 38 في المئة للوبان مما يجعله المرشح الأوفر حظا في الدورة الثانية، إلا أنه أقر الثلاثاء بان «لا شيء محسوما» إزاء منافسته التي تريد «رص صفوف الوطنيين من اليمين واليسار».
ووجه عدد من المعلقين انتقادات إلى ماكرون لأنه خصص مطلع الأسبوع لإجراء استشارات بينما لوبان تنشط في التجمعات، إذ اعتبروا أنه يعطي الانطباع بأنه «تجاوز الجولة الثانية وأنه يعتبر أن النصر مضمون. ومع أن ماكرون حصل على تأييد كثيرين من أجل «التصدي» لليمين المتطرف، إلا أن ميلانشون لم يقم بذلك بانتظار قرار مؤيديه. وقال زعيم الحزب جان كريستوف كامباديليس «عندما نكون من اليسار لا ننحاز وندخل على الفور في المعركة ضد الجبهة الوطنية».
وحذر مسؤولون آخرون ماكرون أيضا من أن كون نتيجة الدورة الأولى لصالحه ليس معناه انضماما إلى صفوفه. وشدد الأمين العام للحزب الشيوعي بيار لوران على أن التصويت لماكرون «ليس شيكًا على بياض». وهذا الموقف كان مشابها لدى نقابة «الكونفيدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل» التي طلبت من المرشح الذي يدعو إلى نهج ليبرالي في الاقتصاد «مراعاة الذين يعتبرون أكثر هشاشة».
وتحاول لوبان التي تخوض حملة ميدانية مكثفة منذ امس الاول الاثنين اجتذاب ناخبي المحافظ فرنسوا فيون ومرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون. وقالت لوبان: «لدى خصمي رؤية بعيدة عن واقع فرنسا، إنه مرشح الأوليغارشية». وأردفت «أريد أن أجمع كل الوطنيين، من اليمين أو اليسار»، قبل أن تتطرق مجددا إلى موضوع الهجرة لتقول «لدينا سبعة ملايين عاطل عن العمل وتسعة ملايين فقير، وقد أتينا بمئتي ألف أجنبي سنويا».
وفي انتظار المناظرة التلفزيونية بين المرشحين اليوم الاربعاء في الثالث من أيار، شارك الاثنان معا الثلاثاء في مراسم التكريم للشرطي كزافييه جوجليه، الذي قتل في اعتداء الشانزيليزيه الخميس الماضي وبات الضحية الـ239 لموجة الاعتداءات الإرهابية منذ كانون الثاني 2015.
ويخيم على الانتخابات الفرنسية شبح القرصنة الالكترونية التي من شأنها تغيير نتائج المرشحين. وأكدت الحملة الانتخابية لماكرون اليوم الأربعاء أن شبكتها الإلكترونية كانت هدفا لخمس عمليات اختراق متطورة على الأقل منذ كانون الثاني، لكن أيا منها لم ينجح في سرقة أو اختراق أي بيانات للحملة.