روما ـ أ ف ب:
من الأحياء الثرية في شمال روما مثل مونتي ماريو إلى الضواحي الشعبية مثل تيستاتشو وسان لورنزو، تنتشر الرسائل على الجدران وغالباً ما تكتب باللهجة المحلية.
وتشمل انتقادات للسلطة الحاكمة واحتفاء بإنجازات نادي “روما” لكرة القدم وأبيات شعر للبوح بالحب، فضلاً عن الشتائم والعبارات المهينة الفاشية والعنصرية.
وتشكل جدران روما بالنسبة لسكانها، فسحة لا حدود لها للتعبير عن أنفسهم منذ أيام القيصر.
وتقول الأستاذة في جامعة بولونيا والمتخصّصة في تاريخ روما القديمة أنجيلا دوناتي إن “غالبية الرسائل المكتوبة على جدران روما القديمة كانت تكتسي طابعاً إعلانياً. غير أن بعضها كان يبجّل المصارعين”، مضيفةً أنه “للأسف، قليلة هي الأمثلة على هذه التدوينات المكتشفة على جدران روما القديمة، لكننا نفترض ان ما كان يحصل في بومباي، كان يحصل أيضاً في روما”.
وأكدت الخبيرة أن هذه التدوينات “دليل على مستوى التعليم العالي الذي كان منتشراً في تلك الفترة خلافاً لما يعتقد الآن”.
وبعد ألفي عام، تتنوع طرق التعبير وتتنوّع طرق تفسيرها من رسوم “غرافيتي” بسيطة منجزة برذاذ من قبل مجهولين على طول جادات حي براتي، الى رسوم جدارية ضخمة في شارع تيبورتينا، فمنهم من يجد فيها عملاً تخريبياً، بينما يرى آخرون فيها فناً صرفاً.
وتتدخل البلدية مئات المرات، وتعيد طلاء 700 ألف متر مربع من الجدران سنوياً، أي ما يوازي مرتين مساحة “الفاتيكان”.
ويقول قائد وحدة الشرطة البلدية المكلفة المحافظة على الوسط التاريخي للمدينة انسيلمو ريتشي إن “بين العمال والآليات والمواد المستخدمة لإزالة الرسوم والتدوينات تبلغ نفقات التنظيف بين 1.2 و1.5 مليون يورو سنوياً”، وهي كلفة عالية جداً لمدينة روما التي أعلنت في شباط (فبراير)، عجزاً في موازنتها بلغ 816 مليون يورو.
ويوضح ريتشي أن “ما يحصل جنحة خطيرة بطبيعة الحال، لكن بعض ما أراه على الجدران، يجعلني ابتسم فهو يكشف عن حس سكان روما الفكاهي”.