المجلس القيادي للاتحاد يطالب بإلغاء لجنة الثواب والعقاب التي شكلتها الهيئة العاملة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
يعكف اعضاء في المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني على اتخاذ موقف حازم تجاه الاجراء الذي لجأت اليه الهيئة العاملة في المكتب السياسي بتوجيه لفت نظر لملاكات رفيعة المستوى على خلفية تصديهم للواقع السياسي ورفضهم للانقياد الاعمى للهيئة العاملة في المكتب السياسي التي يترأسها (ملا بختيار وتضم عمر فتاح وقادر حمه جان) ، وراء سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني تجاه جميع القضايا والمواضيع المصيرية في الاقليم.
سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد الذي ذكرت مواقع مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ان اسمه ورد ضمن قائمة تضم اربعة اشخاص وجه اليهم المكتب السياسي للاتحاد لفت نظر دعا فيه الى الالتزام ببرنامج وسياقات العمل التنظيمي للحزب، نفى في تصريح للصباح الجديد علمه بهكذا اجراء مؤكداً انه لم يتسلم لحد الان أي تنبيه او انذار او كتاب من المكتب السياسي، وتابع «في حال ورود مثل هكذا كتاب فانه سيكون لي وللمجلس المركزي رد عليه بما يحفظ وحدة الحزب واستقلاليته تجاه جميع القضايا والمواضيع الوطنية.
وكان سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد قد وجه انتقادات الى السلطات في الاقليم لقاء محاولتها القفز على الواقع وتحشيد الرأي العام باتجاه مسألة الاستفتاء والاستقلال من دون أي تهيئة واقعية او تدبير مسبق، داعياً في بيان الى اصلاح الاوضاع المزرية للمواطنين ومحاربة الفساد والتصدي للتجاوز على الحريات واعادة الشرعية وسيادة القانون الى اقليم كردستان المنهك والمنقسم على نفسه قبل طرح مسألة الاستفتاء.
واضاف مراد في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه، ان التجارب التأريخية المريرة التي شهدتها الثورات والتجربة الكردية، تؤكد ان العملية السياسية في الاقليم من الناحية الذاتية والموضوعية لم تصل الى درجة من النضج، تمكنها من اعلان الاستقلال، اضافة الى عدم تظافر العوامل الاقليمية والدولية بهذا الخصوص، واعتراض الحكومة الاتحادية في بغداد والولايات المتحدة وروسيا واوروبا وايران وتركيا علناً على طرح مسألة الاستفتاء في الوقت الراهن.
ودعا مراد الى الالتزام بالثوابت والمبادئ التي رسخها الرئيس مام جلال لطبيعة ونوع العلاقة مع العراق الفدرالي الديمقراطي وقواه السياسية، واعادة صياغة تجربة الحكم في الاقليم عبر تحقيق الاتفاق بين جميع الاطراف السياسية على عدد من المبادئ الاساسية للمشاركة في حكم الاقليم بعيدا عن التفرد والهيمنة.
وفي سياق بروز اصوات معارضة لتوجهات الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، باسكات الاصوات علمت الصباح الجديد من مصادر مطلعة عن نية العديد من اعضاء المجلس القيادي لاتخاذ موقف رافض لاجتماع عدد من اعضاء المكتب السياسي السبت المنصرم، لمناقشة الوضع الداخلي للاتحاد الوطني الكردستاني، وزيارة وفد الاتحاد والديمقراطي الى بغداد مؤخراً ولقائه بالطيف السياسي والمسؤولين في الحكومة الاتحادية.
واشار بيان سابق للهيئة العاملة في المكتب السياسي ان الاجتماع بحث الوضع الداخلي للاتحاد الوطني الكردستاني، ودعا الى الالتزام بالمنهاج الداخلي والتعليمات الحزبية، وقرر تشكيل لجنة لصيانة وتنفيذ المنهاج الداخلي وصياغة قواعد تطبيق مبدأ الثواب والعقاب داخل مؤسسات الاتحاد الوطني الكردستاني، وسيتم توجيه لفت نظر الى الرفاق الذين تصدر منهم خروقات ازاء تلك القرارات.
ونقلت قناة knn التابعة لحركة التغيير عن مصادر مطلعة، ان اجتماع الهيئة العاملة مع النائب الاول للامين العام للاتحاد الوطني تناول اسماء سكرتير المجلس المركزي عادل مراد ولاهور طالباني مسؤول جهاز الحماية والمعلومات عضو المجلس المركزي وشاناز ابراهيم احمد مسؤولة تنظيمات الخارج في الاتحاد الوطني وسيروان كويخا نجم مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد في قضاء سوران في محافظة اربيل.
واضاف المصدر ان غالبية اعضاء المجلس القيادي عقدوا يوم الاول من امس الاثنين اجتماعاً لادانة قرار الهيئة العاملة ورفض المقررات التي صدرت عنه، والغاء لجنة الثواب والعقاب التي قالوا ان تشكيلها يتعارض مع النظام الداخلي للاتحاد، اكدوا ان تفرد الهيئة العاملة بالتعاطي مع بعض الملفات الحساسة من دون العودة الى المجلس القيادي يضر بالحزب ويخل بصورته امام الجماهير ولاينسجم مع تأريخه في الدفاع عن حقوق الشعب، وهو يصب في مصلحة الاحزاب والخصوم السياسيين.
واشار الى ان اجراءات الهيئة العاملة محاولة لاسكات الاصوات التي ابدت اعتراضاً على طرح مسألة الاستفتاء في الاقليم من دون ان يكون لها أية مقومات او تمهيد لارضية لذلك
الا طالباني عضو المجلس القيادي رئيسة كتلة الاتحاد في مجلس النواب وجهت رسالة الى قيادة الاتحاد عبرت فيها عن استيائها من تفرد المكتب السياسي في اتخاذ بعض القرارات الفردية من دون العودة الى المجلس القيادي بما لاينسجم مع الصلاحيات الممنوحة له،وتساءلت طالباني عن المواد التي استندت اليها الهيئة العاملة في المكتب السياسي للبت في مسائل مهمة واصدار القرارات فيها بين عدد محدود من القيادات.
وفي معرض تناولها لزيارة الوفد الكردي المفاوض الى بغداد عبرت طالباني عن استغرابها من عدم ابلاغ ممثلي الكرد في بغداد بموعد او برنامج او اهداف الزيارة او حتى ضم رئيسة كتلة الاتحاد الى تشكيلة الوفد الذي زار بغداد ، وقالت «هل يجوز وانا رئيسة كتلة الاتحاد الوطني في مجلس النواب العراقي ان اعرف عبر التلفاز ماذا فعل الوفد الكردي في بغداد.
وتابعت طالباني قائلة « ان اجراء الاستفتاء من دون كركوك لا معنى له لنا، وهو لاينسجم مع المبادئ التي رسخها مام جلال، كما ان اجراء الاستفتاء من دون اعادة تفعيل المؤسسات الشرعية في الاقليم (البرلمان) ، ماالذي يؤشر اليه لدى العالم والمجتمع الدولي، واضافت «ما هو التبرير الذي سنقدمه نحن في الاتحاد والحزب الديمقراطي لقاء تجاوزنا على اصوات الملايين من الناخبين الذين منحونا ثقتهم وكيف سنتعامل مع ثقتهم لاحقاً.