الأمم المتحدة تطالب روسيا وإيران وتركيا بالحفاظ على وقف إطلاق النار في سوريا

مقتل 16 شخصاً في ضربة جوية على سجن بمحافظة إدلب
متابعة الصباح الجديد:

حضت الامم المتحدة امس الاول السبت روسيا وايران وتركيا على الحفاظ على وقف اطلاق النار في سوريا في ضوء التصعيد العسكري الذي كان آخر فصوله مقتل 16 مدنيا في قصف جوي لبلدة في الغوطة الشرقية لدمشق.
وجاءت المناشدة الاممية على هامش لقاءات عقدها الموفد الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا امس الاول السبت مع وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين في اطار مفاوضات جنيف التي استؤنفت الخميس الماضي .
ووجه دي ميستورا، وفق بيان عن مكتبه الاعلامي، رسائل الى كل من وزراء خارجية ايران وروسيا وتركيا، ناشدهم فيها «بذل جهود سريعة للحفاظ على نظام وقف اطلاق النار» الساري على الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 كانون الاول ويتعرض لخروقات كبيرة تصاعدت وتيرتها في الايام الاخيرة.
وشدد على أن «الجهود المشتركة لايران وروسيا وتركيا لضمان (استمرار) وقف اطلاق النار، ضرورية لتحسين الظروف على الارض والمساهمة في ضمان بيئة مساعدة لعملية سياسة مثمرة» في جنيف.
ويسري على الجبهات الرئيسية في سوريا وقف لأطلاق النار، تم التوصل اليه برعاية روسيا وتركيا. وشارك طرفا النزاع اثر ذلك في ثلاث جولات من المحادثات استضافتها استانا برعاية البلدين وانضمت اليهما ايران. وبحثت الجولات تثبيت وقف اطلاق النار.
واندلعت معارك عنيفة منذ الاحد الماضي بين القوات الحكومية والفصائل المقاتلة بينها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) اثر هجوم شنته في شرق دمشق، قبل ان يعلن الجيش الجمعة استعادة المواقع التي خسرها. كما تدور معارك مماثلة بين الطرفين منذ ايام في ريف حماة (وسط).
واعتبر دي ميستورا ان «تزايد الخروقات خلال الايام الماضية يقوض نظام وقف اطلاق النار» ويؤثر سلبا على «زخم العملية السياسية» المستمرة في جنيف.
وانطلقت جولة خامسة من مفاوضات السلام الصعبة الخميس الماضي على وقع التصعيد العسكري. والتقى دي ميستورا جميع الوفود المشاركة في المفاوضات امس الاول السبت.
وتبحث هذه الجولة جدول أعمال «طموحا» من اربعة عناوين رئيسية «بشكل متواز»، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب.
واوضح دي ميستورا الجمعة الماضية انه ترك للوفود حرية اختيار البند الذي ستبدأ ببحثه لكنها ملزمة ببحث كافة بنود جدول الاعمال.
واستهل دي ميستورا لقاءاته امس الاول السبت مع الوفد الحكومي السوري الذي غادر من دون الادلاء بأي تصريح. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أن الوفد قدم «ورقة حول مكافحة الارهاب».
وكان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري اعلن الجمعة الماضية انه اتفق مع دي ميستورا على مناقشة هذا البند امس الاول السبت انطلاقا من التطورات الميدانية.
وشن رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري في مؤتمر صحافي اثر لقاء دي ميستورا امس الاول السبت هجوما عنيفاً على دمشق.
وقال «من يدعي زورا وكذبا محاربته للارهاب ويطالب بمناقشة مكافحة الارهاب، يرتكب اليوم مجزرة بشعة بحق اهلنا المدنيين» في اشارة الى القصف على حمورية.
واكد تمسك وفده «بالحل السياسي» للنزاع، لكنه حذر من ان «استمرار التصعيد العسكري من النظام وحلفائه يجعل لزاما علينا ان نقوم بالدفاع عن النفس والرد بالمثل».
ودعا الحريري المجتمع الدولي الى اتخاذ «اجراءات تحمي المدنيين وتمنع النظام وحلفاءه من استمرار الجرائم المستمرة منذ اكثر من ست سنوات».
وبحث وفد الهيئة مع دي ميستورا لليوم الثاني على التوالي مسألة الانتقال السياسي، الذي تعتبره الهيئة مظلة شاملة لكل العناوين الاخرى الواردة في جدول اعمال المفاوضات.
والتقى دي ميستورا امس الاول السبت وفدا من منصة موسكو التي تضم شخصيات قريبة من روسيا، ووفدا من منصة القاهرة التي تضم معارضين ومستقلين.
وفي الشأن ذاته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الاول السبت إن ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا بعد ضربة جوية ليلة الجمعة الماضية أصابت سجنا في محافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة.
وإدلب واحدة من أهم معاقل المعارضة التي تضم فصائل جهادية. وتقصف القوات الجوية السورية والقوات الروسية المتحالفة معها المعارضة هناك بشكل عنيف.
وقال المرصد إنه تلقى معلومات بأن بعض من لاقوا حتفهم قتلوا بالرصاص أثناء محاولة الفرار من السجن بعد أن أصابت الضربة الجوية جانبا منه.
وزاد عدد السكان في إدلب التي تقع في شمال غرب سوريا بسبب النازحين الذين غادر كثير منهم جيوبا تسيطر عليها فصائل المعارضة في مناطق أخرى من البلاد بعد أن أجبرهم الجيش وحلفاؤه على الاستسلام.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة